شريط الأخبار
ولي العهد يترأس اجتماع المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل الأمن العام يعلن انتهاء فترات الإنذار ويدعو لاتباع التعليمات ترامب: سنتوصل إلى سلام قريبا بين إسرائيل وإيران إيران تستهدف منزل عائلة نتنياهو ولي العهد من القيادة العامة: أمن الأردن وشعبه فوق أي اعتبار حركة السفن والشحن البحري تسير بشكل اعتيادي في العقبة الحاضرون للقاء الملك (اسماء) الملك: الأردن لن يتهاون مع أي جهة تحاول العبث بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه المصادقة على أجندة بطولات الاتحاد لموسم 2026/2025 الكيان الصهيوني يحذر مواطنيه من السفر إلى الأردن المجلس المحلي لمركز أمن الهاشمية يدعو إلى أخذ الحيطة والحذر أثناء فترات إطلاق صفارات الإنذار إسرائيل وإيران تتبادلان القصف لليوم الثالث.. استهداف منشآت نووية وحيوية "شركة الكهرباء الوطنية": جاهزون للتعامل مع أي طارئ بعد انقطاع الغاز من حقل ليفياثان الجيش الإسرائيلي: هاجمنا 80 هدفًا في إيران السبت غارات إسرائيلية جديدة على شرق إيران قائد الجيش الإيراني يتعهد بتوجيه «ضربات مؤثرة وحاسمة» لإسرائيل عراقجي: رد إيران على إسرائيل يرتكز على "الدفاع عن النفس" إسرائيل تقصف منشأة نووية في أصفهان بإيران مؤسسة الضمان توضح شروط استحقاق راتب الوفاة الطبيعية لجنة نيابية توصي بإلغاء الشروط غير المنطقية من إعلانات التوظيف

الجبور يكتب : حرب الذراع الطويلة التصعيد الإسرائيلي– الإيراني وتداعياته الإقليمية.

الجبور يكتب : حرب الذراع الطويلة التصعيد الإسرائيلي– الإيراني وتداعياته الإقليمية.
الدكتور: بشار سعود الجبور
في تطور عسكري بالغ الخطورة، شهدت المنطقة تصعيدا غير مسبوق نتيجة العدوان الإسرائيلي على إيران، ما أدّى إلى تبادل الطرفين للضربات الجوية والصاروخية في ما يُعرف استراتيجياً بـ"حرب الذراع الطويلة".
هذا المصطلح يعكس طبيعة المواجهة الدائرة على أنّها حرب تُدار عن بُعد بقدرات عالية التقنية دون اجتياح بري مباشر، لكنّها تحمل آثاراً استراتيجية عميقة، لا سيّما على المنطقة العربية التي وجدت نفسها على تماس مباشر مع تداعيات هذا الصراع.
إنَّ "حرب الذراع الطويلة" تشير إلى استراتيجية عسكرية تقوم على تنفيذ ضربات دقيقة ومؤثرة ضد أهداف استراتيجية في عمق أراضي العدو دون الانخراط في مواجهة شاملة. وقد اتبعت إسرائيل هذه الاستراتيجية من خلال قصف واسع لمواقع نووية وعسكرية إيرانية، بينما ردّت إيران باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة بعيدة المدى، أصابت أهدافا في العمق الإسرائيلي، مما يؤكد أن هذه الحرب ليست تقليدية، بل تعتمد على التفوق الاستخباراتي والجوي، إلى جانب الضربات الوقائية والردع غير المباشر.
أنَّ إسرائيل ذات الاستثنائية الأيديولوجية في المنطقة من منظورها، تُعدّ الحليف الأساسي للولايات المتحدة الأمريكية وحامية مصالحها الإقليمية. وتسعى من خلال هذا التصعيد إلى منع إيران من الوصول إلى عتبة السلاح النووي، وفرض معادلة ردع جديدة تستبق أيّ تهديد وجودي، عقب فشل الأدوات الدبلوماسية مع طهران، والتي بدورها ردّت على خسائرها البشرية والعسكرية لإثبات قدرتها على ضرب الداخل الإسرائيلي، ورفع معنويات "محور المقاومة"، واستثمار الحدث في السياق الإقليمي لحماية وتعزيز نفوذها.
على الصعيد الدولي، تُظهر الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب دعمها لإسرائيل، مؤكدة حقها في الدفاع عن نفسها، لإجبار طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات. في المقابل، تتبوأ روسيا مكانة منافس دولي بارز، حيث تدعو بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين إلى ضبط النفس والتهدئة، مع التأكيد على أن الحلول العسكرية لن تحقق الاستقرار الدائم. لذا تقترح موسكو استئناف الحوار السياسي والدبلوماسي بين الأطراف، وتعمل على لعب دور الوسيط لتجنب توسع الصراع، مع حفاظها على تحالفاتها الاستراتيجية في المنطقة. أما الصين، فتنضم إلى الدعوات الدولية لوقف التصعيد، وترحب بجهود التسوية السياسية، في إطار سعيها للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتوسيع نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي.
أما على المستوى الإقليمي، فهنالك بالتأكيد تداعيات وتأثيرات ملموسة لهذا التصعيد على المنطقة العربية، لا سيما في دول الجوار المباشر. فقد دخل الأردن في حالة تأهب أمني عالي المستوى لحماية سيادته وسلامة مواطنيه، إلى جانب نشاط دبلوماسي مكثف لاحتواء الأزمة والحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي.
كما أنَّ هذا التصعيد ينذر باحتمالات فتح جبهة الشمال في المنطقة من خلال حزب الله الحليف لإيران، مما قد يجرّ المنطقة إلى حرب متعددة المحاور، لا سيّما إذا ما عادت الغارات الإسرائيلية على سورية بحجة منع تدفق الأسلحة من إيران إلى حلفائها. فيما ستشهد دول الخليج العربي ومصر حراكاً دبلوماسياً مكثفاً لاحتواء الخطر المحدق بالمنطقة.
ختاماً، أنَّ ما تشهده المنطقة من تصعيد واضطراب يفرض على الدول العربية ضرورة تبني موقف موحد، وبناء مظلة أمنية إقليمية فعّالة، قادرة على مواجهة التهديدات العابرة للحدود. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر صياغة رؤية أمنية وسياسية جماعية تحمي المصالح العربية العليا، وتُعيد التوازن والاستقرار إلى النظام الإقليمي.