شريط الأخبار
كركي للملك: زوجتي حملتني أمانة بالسلام عليك وتقبيل جبينك النائب صالح أبو تايه يفتح النار على مدير مياه العقبة بسبب استثناء القويرة من التعيينات وتهميش مناطق البادية الجنوبية ترامب يطلب من إدارته تحديث الأسلحة النووية حماس تعلن أنها ستسلم جثث 3 جنود إسرائيليين وزير الإدارة المحلية يتفقد بلديات لواء الأغوار الشمالية نمروقة تتفقد مكتب تصديق الخارجية ضمن نافذة الاستثمار بالعقبة وزير الإدارة المحلية يزور بلدية غرب إربد وزير البيئة يؤكد أهمية الشراكة مع الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني الكرك تزدان بزيارة الملك...تلاحم وطني وإنجازات تنموية متسارعة بمشاركة محلية وعربية .. " وزارة الثقافة" تطلق مهرجان الأردن المسرحي بدورته الثلاثين.. الخميس المقبل العثور على المدعية العسكرية الإسرائيلية بعد اشتباه بانتحارها وزير الثقافة يزور قرية قريقرة للاطلاع على برنامج تدريب الحواكير الزراعية المصري: المرحلة تتطلب من البلديات الابتكار والتفاعل مع المواطنين كلية الأميرة رحمة الجامعية تشارك في برنامج "التغير المناخي – التطوع الأخضر" الرواشدة يرعى حفل اختتام فعاليات أيام معان الثقافية حسان: تلفريك الكرك سيربط القلعة بمسارات تنموية تخدم المجتمع العيسوي: 50 مليون دينار حجم المبادرات الملكية في الكرك منذ عام 2006 الأردن يشارك في اجتماع عربي وإسلامي بشأن غزة تستضيفه تركيا ولي العهد يتابع التمرين النهائي لدورة القوات الخاصة صلاح يعادل الرقم القياسي لواين روني في الدوري الإنجليزي ويواصل كتابة التاريخ

الرواشدة يكتب : ‏"الشعوبية "في بلدنا تلفظ أنفاسها الأخيرة

الرواشدة يكتب : ‏الشعوبية في بلدنا تلفظ أنفاسها الأخيرة
‏حسين الرواشدة
‏ما فعلته بعض التيارات السياسية في بلدنا ،على امتداد العقود الماضية، وما تفعله بقايا فلولها الآن ، يشبه -تماما - ما فعلت حركة "الشعوبية " التي ازدهرت إبان الدولة العباسية ؛ لكي نفهم أكثر ، استندت هذه الحركة إلى فكرة "التسوية" بين العرب وغيرهم من الأعراق والعجم، ثم تحولت إلى ذم الجنس العربي والانتقاص منه ، كان موضوع الهوية حاضراً في المشهد ، كما كان الصراع على الدولة وفي داخلها حاضراً أيضاً.

أترك للقارئ الكريم مهمة البحث في التاريخ ليطلع أكثر على نشأة" الشعوبيين " ورواياتهم ، ومحاولات تسللهم إلى عصب الدولة ومفاصلها، ثم إخضاعها لأهدافهم ، أكيد سيتفاجأ القارىء بأسماء عديدة ومعروفة لمفكرين وشعراء شاركوا في هذه الحركة ؛ بعضهم باسم الدين أو الزندقة ، وبعضهم اختبأ تحت عباءة السلطة وتبرطع في غنائمها وخيراتها ، ولم يتردد عن دسّ السم لها من داخلها ، المهم في المسألة أن هؤلاء الخليط التقوا على هدف واحد وهو تقويض الدولة والتشكيك بشرعيتها وتاريخها، وتشويه هويتها والانتقاص من إنجازاتها ، وتحميلها مسؤولية ما حلّ من خراب بالأمة.

‏ما حدث في بلدنا ، وربما في العديد من أقطارنا العربية ، أن تيارات " شعوبية" توزعت بين القومية والأيدولوجيا الدينية ، وظّفت قضايا عابرة للحدود ، واستنجدت بنماذج أممية أو إقليمية ، ثم تعمدت خلط الأوراق ، فهي تارة تتحدث باسم الأمة ، وتارة باسم العروبة ، وثالثة باسم فلسطين، ورابعة باسم أنظمة الممانعة والصمود، تربط رمزيتها بزعامات تاريخية أو أنظمة تختلف في منطلقاتها ، لكنها تتوحد على خطاب واحد ، مرتكزاته: عدم الاعتراف بالدولة القطرية التي تنتسب اليها او تعيش فيها ، بذريعة سايكس بيكو ، عدم الانضواء تحت الهوية الوطنية، الإساءة للشخصية الوطنية وتجريحها وذم تاريخها والتشكيك فيه.

‏بصراحة أكثر ، أي إستدارة للداخل الأردني لا تأخذ بعين الاعتبار تجفيف ينابيع " الشعوبية" وكشف طبقة الشعوبيين، ودحض الأساطير التي استندوا إليها لترويج بضائعهم ، سواء فيما يتعلق بالتاريخ أو الثقافة ، الدين أو السياسة ، ستبقى إستدارة ناقصة أو سطحية، الحملة التي شهدناها ضد بلدنا ، خلال الأشهر المنصرفة ، منذ الحرب على غزة إلى الحرب على إيران ، تؤكد ما قلناه سلفا، لقد استبسل " الشعوبيون " واستنفروا واحتشدوا لتشويه اي موقف وطني، وضرب اي إنجاز للدولة، هؤلاء لا يتحركون إلا في سياق واحد، وهو سياق الهدم لكل ما يتعارض مع أجنداتهم المغشوشة ،

‏الدولة الأردنية تستند إلى شرعية دينية وتاريخية وإنسانية، والأردنيون أصلاء لهم هوية وطنية واحدة ، لا يمكن لأحد أن يعزلهم عن امتهم وقضاياها، ولا عن محيطهم الإنساني ولا عن عروبتهم، وفي موازاة ذلك لا يمكن لأحد أن يلحقهم بغيرهم، أو يذيبهم ، أو يحملهم مسؤولية الخيبات والهزائم التي أصابت الأمة كلها.

‏الآن ، يبدو أن موجة " الشعوبية" في بلدنا تلفظ أنفاسها الأخيرة ، وبالتالي أصبح أمام الدولة، وأمام الأردنيين الذين يؤمنون ببلدهم وتاريخهم وإنجازاتهم وشرعية قيادتهم، فرصة كبيرة للتحرر من هذه الأفكار السامة، وأعاده الاعتبار إلى منطق الدولة الوطنية/ دولتهم ، التي لا يمكن ان تخضع لشروط "الشعوبيين" وأهدافهم، تماما كما فعل العباسيون قبل نحو 1275 عام.