شريط الأخبار
الملك يلتقي وجهاء وممثلين عن أبناء وبنات الكرك ويؤكد أهمية مواصلة الحكومة تنفيذ مشاريعها بالمحافظة السفير العضايلة : متحف المصري الكبير هدية من أرض الكنانة للإنسانية النائب الروابدة يسأل "وزير الإعلام" حول معايير ظهور المسؤولين على الفضائيات بمشاركة الأردن.. إسطنبول تحتضن الاثنين اجتماعا حول مستجدات وقف النار في غزة الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر بعد انقطاع عامين ونصف .. وصول أول رحلة عارضة بولندية إلى العقبة الصليب الأحمر يبدأ البحث عن رفات إسرائيليين خلف الخط الأصفر نتنياهو: لن نسمح بأن تعود جبهة لبنان مصدر تهديد "لإسرائيل" النائب الظهراوي يدعو الحكومة لتركيب 5500 كاميرا "تراقب الفقراء" بدلًا من مخالفات السير وزير الداخلية يزور دار محافظة العقبة ويجتمع مع مجلسها الأمني مندوبًا عن رئيس الوزراء.. وزير الثقافة يفتتح برنامج مكتبة الأسرة الأردنية 2025 الامن يعلن القبض على 13 متورطاً بحوزتهم كميات كبيرة من المواد المخدرة في سبع قضايا نوعية المومني: المرأة العربية كانت وما زالت حاضرة في قلب المشهد الإعلامي جندي إسرائيلي عائد من غزة: أحلم بأن أتلقى رصاصة بين عيني فأنا جثة تمشي القاضي وعطية في زيارة لرئيس مجلس النواب السابق أحمد الصفدي وزير التربية يؤكد أولوية تطوير التعليم المهني والتقني الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار ويكثف عمليات نسف المنازل في غزة وزارة التربية جهّزت 1079 مختبرا إلكترونيا لامتحانات التوجيهي خلال عام الخارجية تتسلم نسخة من أوراق اعتماد السفير السعودي الأردن يرفع سعة تخزين الحبوب في الغباوي والموقر والقطرانة والمفرق

ما كل صخبٍ قوّة، ولا كل وقاحةٍ كرامة" الصحفي محمد الفايز

ما كل صخبٍ قوّة، ولا كل وقاحةٍ كرامة  الصحفي محمد الفايز
"ما كل صخبٍ قوّة، ولا كل وقاحةٍ كرامة"

الصحفي محمد الفايز


مقولة متداولة على السوشيال ميديا ،"تُشبِه الخَيل في ثلاث خصال: عِنادها، وعِزّتها، وأصالتها"، واحياناً تضع مع صورة البكيني، وقد يبكيني هذا، وهذه المقولة، برغم إيجازها، تحمل في طيّاتها معاني رفيعة ودلالات عميقة عن كرامة النفس، ومتانة الخُلق، وثبات الأصل، ولكن للأسف كثيرًا ما تُستقطع معاني مثلها أو تُشَوَّه عند تداولها، كما حدث في عبارات عديدة منها "اخت رجال” وغيرها، حيث تؤول بشكل سطحي يبتعد تمامًا عن جوهر القصد وعمق المعنى، وفي هذا المقال، نُسلّط الضوء على المعنى الحقيقي، ونُفَنّد المفاهيم المغلوطة التي تسوّقها بعض منصات التواصل الاجتماعي.

كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ…}، فهذه العزة لا تعني الصخب ولا التسلّط، بل تعني الكرامة، والسمو، وعلوّ النفس عن الدنايا، والثبات على المبدأ، وقد ورد في الحديث الشريف، "ليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”، فالعناد الذي يشبّه بالخيل، إنما هو عناد المبدأ، لا عناد الهوى، وقال جبران خليل جبران، "الكرامة أثمن ما يملكه الإنسان، فإن فقدها لم تبقَ له قيمة”، وقال إيمانويل كانت، "احترم نفسك ليحترمك الآخرون، فلا كرامة دون أخلاق”، وقال سقراط، "المرأة القوية لا ترفع صوتها لتُسمِع، بل ترفع أخلاقها لِيُصغى لها”.

فالمفاهيم الخاطئة تشوه الجوهر، ولقد أصبح شائعًا للأسف أن يُختزل وصف "المرأة القوية” أو "اخت رجال” بتصرفات لا تمُت للكرامة ولا للعقل بصلة، فيُظن أنها، تردح في الشوارع، تتلفظ بألفاظ بذيئة، "تزاحم” الرجال في فظاظتهم، تتباهى بجرأتها المفرطة، تتخلى عن الحياء وهو الثوب الذي تتزين به الأنثى، وبالعامية من يكون حديثها من السر وتحت بأعلى درجات الوقاحة هذه ليست اخت رجال ولا تمت لصفات الخيل بشيء، وهذا باطل، القوة ليست سفاهة، والكرامة ليست وقاحة، كما أن الأصالة ليست تمردًا أجوفًا.

ونأتي بالتفسير الحقيقي للمقولة، حين تقول، "تُشبِه الخَيل في عنادها، وعزّتها، وأصالتها”، فإن المقصود، العناد، وهو الثبات على الحق، لا المجادلة للباطل، كما الخيل لا تستجيب لأي راكب لا يُجيد التعامل معها، كذلك الأصيل لا يخضع إلا لما يؤمن به، والعِزّة، هي الاستغناء بالعفة، والأنفة من الذل، والابتعاد عن المهانة، والأصالة هي النسب الشريف، والخلق الرفيع، والمبدأ الثابت.

"واخت الرجال” ليست من تُزايد بالصوت، حين تُقال "اخت رجال”، فليس المعنى أن تلبس الخشونة، أو تنزع الحياء، أو تتبجّح بعبارات سوقية، بل المعنى أن تكون صاحبة موقف، حافظة لعرضها، ذكية بردّها، سامية بأخلاقها، لا تُمهّد الطريق كي يحاوروا جسدها دون عقلها.

لا تُشوّهوا القيم، فما نُشر على وسائل التواصل لا يعبّر دومًا عن الحقيقة، فالمرأة الحرة الأصيلة، لا تُعرّف بحدة لسان، بل بصفاء عقل، ولا يُحتكم لقوتها بعدد الشتائم التي تتقنها، بل بقدرتها على كظم الغيظ، وردّ الباطل بالحق، والجهل بالحجة.


"الأصالة موقف لا "ترند”، والعناد مبدأ لا انفعال"