شريط الأخبار
أكبر خدعة في تاريخ الماراثون.. حين صنعت أمريكية بسيطة أكبر فضيحة رياضية الأمن مع تساقط الأمطار يحذر من الانزلاقات تكريم كلية عجلون الجامعية كإحدى أبرز المؤسسات التعليمية في المحافظة بمناسبة يوم المعلم العالمي وفيات الخميس 9-10-2025 في العالمي للبريد 2025 " البريد في خدمة الإنسان: خدمة محلية، ونطاق عالمي " افتتاح فعاليات مهرجان "استذكار أدباء راحلين من البلقاء" عشائر الحباشنة تنعى زياد محمد عبدربه الحباشنة (أبو حمزة) الأردن يرحّب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة ويؤكد دعمه لتحقيق السلام العادل والشامل ترامب: "أعتقد أن الرهائن سيعودون الإثنين" إلى إسرائيل "الألبسة والأقمشة": تراجع البيع الآجل بنسبة 40 % بعد قرار وقف حبس المدين من على سرير المرض.. "المعلم" يبارك للفراعنة التأهل إلى كأس العالم 9 مطبات و6 كاميرات ودوار جديد على طريق البترول في إربد للحد من الحوادث بالأسماء ... وزارات تدعو مرشحين لإجراء المقابلات الشخصية تعرف على المنتخبات العربية المتأهلة إلى كأس العالم صندوق النقد يتوقع خفض الفائدة الأميركية مفارقة كبيرة بين فرص العمل المستحدثة للعام 2024 وبيانات الضمان.! #عاجل كريستيانو رونالدو يصبح أول لاعب كرة قدم ملياردير في التاريخ أجواء لطيفة في أغلب المناطق وزخات مطرية شمال المملكة ترامب: "أعتقد أن الرهائن سيعودون الإثنين" إلى إسرائيل البندورة بـ40 قرش والخيار بـ45 في السوق المركزي اليوم

غزة تكشف زيف الضمير العالمي.. متى تتوقف المذابح؟"

غزة تكشف زيف الضمير العالمي.. متى تتوقف المذابح؟
غزة تكشف زيف الضمير العالمي.. متى تتوقف المذابح؟"

احمد عبدالباسط الرجوب

لم تكن الحرب الإسرائيلية على غزة سوى حلقة جديدة في سلسلة الحروب التي تشنها القوى الغربية وحلفاؤها على العرب والمسلمين تحت ذرائع واهية، تتهاوى أمام الحقائق لاحقًا، لكن بعد فوات الأوان. فكما كشفت الأيام زيف ادعاءات الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان، تُكشف اليوم فظائع الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والتي تُعرّي ازدواجية المعايير الغربية وتُظهر أن الدم العربي والإسلامي يُسفك دائمًا تحت شعارات كاذبة.

من العراق إلى غزة: نفس الأكاذيب، نفس الجرائم

في 2003، قادت الولايات المتحدة وحلفاؤها غزوًا مدمرًا للعراق بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل، وهي مزاعم تبين لاحقًا أنها مُلفقة. حتى توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، اعترف بأن المعلومات الاستخبارية كانت خاطئة، لكن الاعتراف جاء بعد مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء وتدمير بلد بأكمله. كولين باول، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، قدم للأمم المتحدة "أدلة" استندت إلى تقارير غير موثوقة (كشفت التحقيقات لاحقًا أنها اعتمدت على مصادر هشة)، ليُكتشف أن الأمر كان خدعة كاملة.

اليوم، تتكرر الكذبة في غزة. الاحتلال الإسرائيلي يبرر مجازره تحت ذريعة "محاربة الإرهاب"، بينما العالم يشهد إبادة جماعية ممنهجة بحق مدنيين أعزلين. الأطفال الذين يموتون تحت القصف أو جوعًا هم الضحايا الحقيقيون لأسلحة الدمار الشامل، لكن هذه المرة صنعتها أيادٍ غربية وصمت دولي.

الأزهر يُدين: صرخة ضمير ثمينة... أُسكِتت بسرعة

في خضم هذا الصمت، أصدر الأزهر الشريف مساء الثلاثاء 23 يوليو /تموز 2025 بيانًا تاريخيًا وصف فيه ما يجري في غزة بأنه "جريمة إبادة جماعية"، داعيًا العالم للتحرك العاجل لوقف ما يجري، ومؤكدًا أن الاحتلال "يقتل بدم بارد"، ويُجَوِّع أهل غزة في مشهد لم يعرف له التاريخ مثيلاً.

لكن المفاجأة كانت في أن البيان تم حذفه بعد دقائق قليلة من نشره على الصفحة الرسمية للأزهر، دون أي توضيح، ما يثير الشكوك حول الضغوط السياسية التي تُمارس حتى على المؤسسات الدينية في مواقفها الأخلاقية.

الأزهر، وهو أعلى هيئة دينية في العالم الإسلامي السني، تعرض لضغوط لتكميم أفواهه، تمامًا كما يتم تكميم كل صوت عربي أو إسلامي يجرؤ على فضح جرائم الحرب.

نص البيان أشار إلى أن من "يمد هذا الكيان بالسلاح، أو يشجعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة، فهو شريك في هذه الإبادة"، محذرًا من محاولات تهجير سكان غزة، ومشدداً على أن الأزهر "يبرأ أمام الله من هذا الصمت العالمي".

بيان حُذِف، لكن مضمونه بقي حيًا في قلوب الأحرار، ودليلاً على أن هناك من لا يزال يمتلك الشجاعة الأخلاقية في زمن التواطؤ.

لكن الرسالة وصلت: من يدعم إسرائيل بالسلاح أو التمويل أو الصمت السياسي هو شريك في الجريمة. وكما قال الأزهر: "سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون". التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى.

حتى أبناء الغرب يرفضون الأكاذيب

لم يعد انتقاد السياسات الإسرائيلية حكرًا على العرب والمسلمين. هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، هاجم نتنياهو ووصفه بـ"الوحش" الذي يعرض اليهود للخطر عالميًا بسبب جرائمه. وأكد أن قصف غزة لن يُنتج سوى كراهية أبدية، قائلًا: "سيكون هناك جيل بعد جيل سيطارد إسرائيل مطاردة مبررة".

هذه الكلمات ليست عاطفية، بل هي قراءة واقعية لتاريخ الاحتلال الطويل. فالعنف يولّد العنف، والإبادة تُنتج مقاومة. حتى بعض اليهود أنفسهم يدركون أن سياسات نتنياهو تُهدم أمن إسرائيل على المدى البعيد، لكن الطغاة لا يتعلمون إلا عندما يُحاسبهم التاريخ.

الخاتمة: لا لاستمرار المسرحية

من العراق إلى أفغانستان إلى غزة، تتكرر الحكاية نفسها: ذرائع كاذبة، إعلام مُضلل، ثم إبادة مبررة تحت شعارات زائفة. الفارق اليوم أن العالم لم يعد أعمى، والشعوب لم تعد صامتة. الأكاذيب التي مهدت لغزو العراق سقطت، والأكاذيب التي تبرر مجازر غزة ستسقط أيضًا. السؤال هو: كم عدد الأبرياء الذين يجب أن يموتوا قبل أن يفيق الضمير العالمي؟

إن العالم الذي يصمت على قتل الأطفال وتجويعهم، لا يملك أي شرعية أخلاقية. والمجتمع الدولي الذي غض الطرف عن كذبة أسلحة العراق، ثم عن حرب أفغانستان، واليوم عن محرقة غزة، شريك في الجريمة.

كفى ذرائع! كفى حروبًا! الدم العربي والإسلامي ليس أرخص من دم الآخرين.

#لا_للحرب
#ارفعوا_أيديكم_عن_غزة
#لا_للكذب_الاستخباري
#الضمير_العالمي_في_الإنعاش

كاتب وباحث اردني