
القلعة نيوز- في مشهد احتفالي صاخب وسط تل أبيب، صفَّق آلاف الإسرائيليين للمبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، اللذيْن يُعدان من أبرز الوسطاء لتوقيع الاتفاق التاريخي بين إسرائيل وحركة حماس، والذي شمل وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين.
ووفقًا لما كشفته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بدأت المفاوضات التي قادت إلى الاتفاق في ميامي الأمريكية، مرورًا بشرم الشيخ، وانتهت في القدس المحتلة، حيث حضر الرجلان جلسة الحكومة الإسرائيلية التي صادقت رسميًا على الصفقة.
"مخبأ المليارديرات"
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن ملامح الاتفاق بدأت تتبلور داخل قصر كوشنر الفخم في حي "إنديان كريك" بميامي، الملقب بـ"مخبأ المليارديرات"، حيث يقيم صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منزل تتجاوز قيمته 32 مليون دولار.
وهناك، تلقى كوشنر مؤشرات أولية تفيد بأن حماس باتت منفتحة على إطلاق سراح الرهائن، فبادر بالتواصل مع ويتكوف، أحد كبار مطوري العقارات في فلوريدا والمقرب من ترامب.
وبعد اجتماع سريع في منزل ويتكوف البالغة قيمته 19 مليون دولار، قرر الاثنان تأسيس ما وصفته الصحيفة بـ"مكتب دبلوماسي مؤقت" للسلام في الشرق الأوسط، وأجريا منه اتصالات مكثفة مع شخصيات إسرائيلية وأمريكية بارزة، بما في ذلك ترامب نفسه وعدد من أعضاء حكومته.
مفاوضات على مدار الساعة
وبحسب "ديلي ميل"، انتقل كوشنر وويتكوف إلى مصر بعد إتمام المرحلة الأولى من التفاهمات، وعقدا مفاوضات "حاسمة" في شرم الشيخ، بدأت فجر الأربعاء واستمرت حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي.
وقال مصدر في الإدارة الأمريكية للصحيفة إن الرجلين "ناما أقل من خمس ساعات خلال ثلاثة أيام"، مضيفًا أن "تحولًا واضحًا حدث لدى الطرفين نحو التفاهم"، ما مهد الطريق أمام اتفاق شامل يشمل إطلاق سراح المحتجزين ووقفًا تدريجيًا للعدوان الإسرائيلي في القطاع المنكوب.
كوشنر، الذي عمل مستشارًا رئاسيًا خلال إدارة ترامب الأولى، شبَّه عملية التفاوض بـ"صفقات العقارات المعقدة"، قائلاً: "في عالم الأعمال، عليك أن تفهم أهداف كل طرف، وأن تعرف من يناور ومن يريد الحل.. الدبلوماسية ليست بعيدة عن ذلك".
تصفيق في مجلس الوزراء
عقب إتمام التفاهمات، توجه كوشنر وويتكوف إلى القدس المحتلة للمشاركة في جلسة الحكومة الإسرائيلية التي أقرت الاتفاق رسميًا.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن الحاضرين "وقفوا وصفقوا بحرارة عندما دخل الرجلان القاعة"، معتبرين أن "مبعوثي ترامب أعادا الأمل بعد شهور من الدم والدمار".
وشدد مصدر إسرائيلي للصحيفة على أن دور ترامب في صياغة الخطة كان حاسمًا، إذ تابع تفاصيل المفاوضات بشكل مباشر من مقر إقامته في فلوريدا، ووجَّه فريقه نحو "تحقيق سلام واقعي على الأرض".
وخلال الاحتفال الجماهيري الذي أُقيم في تل أبيب الليلة الماضية، وقف ويتكوف أمام الحشد قائلا: "لقد مررتم بالخوف والألم، لكنكم لم تفقدوا إيمانكم.. شجاعتكم ألهمت العالم.. وبفضل القيادة الجريئة لصديقي الرئيس ترامب، أصبح هذا السلام ممكنًا".
أما كوشنر، فقال: "منذ السابع من أكتوبر لم أشعر بالراحة.. حلمي هو أن يعود كل رهينة إلى منزله، وأن تنتهي هذه المأساة إلى الأبد".
القاهرة الإخبارية