القلعة نيوز:
صادفَ اليوم إفتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس النواب العشرون ، كما تعودنا نصَّ الدستور أن يُقدّم ملك البلاد خطاب العرش أمام مجلس الأمة ، لتتزين الشوارع في الموكب الأحمر و تتباهى في رجال الجيش ظلَّ جلالة الملك البهيّ ، خطاب العرش هو حدث استثنائي يُتابعهُ الطفل قبل المُسن لأنهُ يُشكّل حالة من الأمل والتفاؤل و يُعطي الأردني جرعة من الوطنية و الإرادة ، حملَ الخطاب دلالات و رسائل عدة و منهُ أقتبس :
( يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ نعم يقلق الملك لكن لا يخاف إلا الله ولا يهاب شيئا وفي ظهره أردني ) ، لا يهابُ الملك شيئًا بوجود الأردني في ظهره ، يا لها من ثقة و كأنها كانت بمثابة تجديد بيعة و صرخة وجدان صادقة إتجاه الأردنيين الشرفاء ، لا يهابُ الملك شيئًا بوجود الأردني في ظهره ، الأردني الذي ضاقَ كل شيء عليه لكنَّ قلبهُ أبى أن يضيق اتجاه البلد و الهاشميين ، الأردني الذي تجرّعَ الصبر كمريضٍ يتجرّع علاجه بكامل وجعهِ دونَ أن يتألم ، الأردني الذي يجوع في صمت و يتألم في صمت و لا يزال الأردن هو المرتجي و المصير في وجدانه ، الأردني الذي أسسَ أهم المؤوسسات الطبية و الأمنية في المنطقة بإرادته و عزيمته ، الأردني الذي لا زالَ حارسًا لهويتهِ الوطنية برغم جميع محاولات وأدها و طمسها ،
"نعم يقلق الملك" هذهِ الجملة كانت بمثابة
درسًا في العدل و الحكمة ، عندما يطلَّ علينا الملك ليقولَ لنا بأنّهُ يقلق شعرنا بحنان الأب ، هل سألنا أنفسنا لماذا اليوم تأثرَ الأردنيون بهذهِ الجملة ؟! لأنهم أدركوا بأنَّ كانَ قلق الملك من أجلهم ، من أجل الأرض و من أجل كلَّ صباحٍ يشرقُ على جبال عمان ، من أجل كلُّ نمسة عبرت على خد الأردني من قلعة عجلون حتى قلعة الكرك ، كانت بمثابة رسالة الى الحكومة و كل مسؤول على رأس عمله و هنا أُريد أن أتوجه بسؤال هل أصحاب القرار يرونَ الأردني في عيون الملك ؟! هل يرونَ تضحياته و حبه و انتماءه للبلد ؟! متى سيعيش الأردني في كرامة و معيشة كريمة ؟! متى سيتخلص من الإنتهازيون الذينَ يرونَ الوطن مزرعة لزيادة ثرواتهم ؟! الى متى سيبقى كل يوم يدفع جزءًا من روحه ؟! متى سيهجر القروض و يُغادر اسمهُ دفتر الديون ؟! الملك يُريد و يُقاتل من أجلنا لكنهم لا يريدون ، لا يريدون حمل هم المواطن و يأتون الى الكراسي إجازة أُمومة و تحقيق مصالح شخصية بعيده كل البُعد عن المصلحة العامة ، في الخطاب خاطبنا الملك و قال :
( الشباب الأردني و منهم ابني حسين هم جند الوطن ) ، سنبقى دائمًا في مقدمة الركب يا سيّدي ، سنبقى ظلَّ الوطن و و زهورهِ و مرتجاه و عِطره ، سنبقى من أجل الدماء التي أراقوها و دفعوها أجدانا ، سنبقى بالرغم من التهميش و الإقصاء الذي يُمارسوه ضد عقل الشباب الواعي ، سنبقى من أجلك و من أجل شيباتك التي حملت هم العمر ، الشباب ليسوا بخير يا سيدي ، الشباب تحصل على الشهادات و لكنها تشتري لها براوز و تضعها في غرفة التلفاز بالبيت ، لا يجنونَ منها الا الألم و الحسره و الوجع ، سنبقى جُند الوطن من أجل البلد و من أجلك ،
حماكَ الله و حمى الوطن …
محمد نوفان الشهوان




