النائب السابق محمد سليمان الشوابكة
حين يمنح جلالة الملك عبد الله الثاني ثقته لأحد رجاله، فإنه يضع بين يديه رسالة الدولة ومفاتيح القرب من الناس. ومن بين الرجال الذين حملوا هذه الثقة بصدق وإخلاص، يبرز اسم يوسف حسن العيسوي، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، الرجل الذي جعل من موقعه جسرًا متينًا بين القيادة والشعب، ومن عمله اليومي تجسيدًا عمليًا لنهج التواصل الهاشمي الأصيل.
لقد جاءت ثقة الملك بالعيسوي ثمرة لمسيرة طويلة من العمل الوطني المخلص، والإدارة الحكيمة التي اتسمت بالنزاهة والانضباط والإيمان العميق برسالة الدولة الأردنية. فهو رجل الميدان قبل أن يكون رجل المنصب، لا يتردد في النزول إلى المحافظات، والالتقاء بالمواطنين، والاستماع إلى مطالبهم عن قرب، بروح تجمع بين التواضع والمسؤولية.
في شخص العيسوي تتجلى أخلاق المؤسسة الهاشمية، حيث يكون القرب من المواطن واجبًا لا مجاملة، والخدمة العامة رسالة لا مصلحة. وحين يتحدث، تشعر بأنك أمام رجل يحمل وجع الوطن في قلبه، ووصايا الملك في ضميره، يجمع بين الصرامة في القرار والرحمة في الفعل.
لقد استطاع أن يجعل من الديوان الملكي بيت الأردنيين جميعًا، لا تفرقة فيه بين غني وفقير، أو بين قرية وبادية ومدينة، لأن الإيمان عنده بأن الأردنيين جميعًا أبناء بيت واحد هو ما يوجه خطاه، ويمنحه القدرة على الفعل المستمر بلا ضجيج.
إن ثقة جلالة الملك عبد الله الثاني بالعيسوي ليست مجرد تقدير لشخصه، بل تأكيد على قيمة الرجال الذين يعملون بصمت في خدمة وطنهم، أولئك الذين يجعلون من الميدان منبرًا، ومن المبادرة نهجًا، ومن الولاء سلوكًا يوميًا.
يبقى يوسف العيسوي نموذجًا في الإدارة الهادئة والفاعلة، ورمزًا للعطاء المستمر، يجسد رؤية جلالة الملك في بناء دولة حديثة قوامها العدالة والشفافية والقرب من الناس. وثقة الملك به ستظل علامة مضيئة في سجل الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه.



