شريط الأخبار
استشهاد فلسطيني عقب إطلاق الاحتلال الرصاص على مركبة جنوبي نابلس ترمب: أردوغان صديق عزيز.. وندرس عودة تركيا لـ "إف-35" قطر تجدد دعمها للشرعية اليمنية وتثمن مواقف السعودية والإمارات لتعزيز استقرار المنطقة نابلس.. احتراق مركبة برصاص الاحتلال واستشهاد شاب و3 إصابات في مجزرة ميدانية جنوب المدينة وزير خارجية الإمارات يتلقى اتصالا من نظيره الأميركي ناقشا فيه التطورات في اليمن ‌‏الإمارات تعلن إنهاء وجودها العسكري في اليمن مدير فريق تصميم العملة السورية الجديدة يوضح مغزى الرموز والدلالات المضافة على العملات الجديدة منخفض جوي عالي الفعالية قادم إلى المملكة الخميس مع أمطار غزيرة وتحذيرات من السيول الشياب : تشكيل فرق ميدانية لمتابعة أداء المراكز الصحية بإربد أحمد بن بريك: إعلان دولة الجنوب في اليمن بات وشيكا وزير الخارجية يدعو لتحرك دولي عاجل لإدخال المساعدات إلى غزة برئاسة الملك سلمان .. مجلس الوزراء السعودي : لن نتردد في مواجهة أي تهديد لأمننا الوطني مصر تؤكد قدرة السعودية والإمارات على التعامل بحكمة في اليمن إسرائيل تعترف بجنودها المنتحرين بعد مشاركتهم في الحرب مَن هيبت الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي الجديد؟ برلمان العراق يتجاوز أزمة سياسية... ويفتح الترشح لـ«رئيس الجمهورية» النائب العياش يطالب بتقسيط المخالفات المرورية لتسهيل ترخيص المركبات وزارة الإدارة المحلية تباشر بتقييم أضرار السيول في الكرك وزير السياحة ورئيس سلطة البترا يتفقدان الموقع الأثري ويطلعان على الخدمات المقدمة للزوار وزراء الداخلية والأشغال والسياحة يعلنون إجراءات فورية لمعالجة أضرار الهطول المطري في الكرك

السردي يكتب : من الثبات إلى التحوّل إعادة تعريف السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل بعد حرب غزة

السردي يكتب : من الثبات إلى التحوّل إعادة تعريف السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل بعد حرب غزة
د علي السردي
شهدت السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، عبر عقود من الزمن ، درجة عالية من الثبات جعلتها إحدى أكثر القضايا استقراراً في دائرة صنع القرار السياسي بواشنطن، حيث استندت إلى اعتبارات استراتيجية متوارثة تتعلق بتوازنات القوة في الشرق الأوسط والشراكة الأمنية والحسابات الداخلية. غير أن حرب غزة الأخيرة دفعت هذا الثبات التاريخي نحو مرحلة جديدة تتسم بإعادة التقييم وإعادة تعريف العلاقة، بعدما فرضت تداعياتها الإنسانية والسياسية ضغوطاً غير مسبوقة على الإدارة الأمريكية.
لقد برز التحول في المقاربة الأمريكية باعتباره تعديلاً في الحسابات أكثر منه تغييراً في المبادئ الراسخة للعلاقة. فصور الحرب والانتقادات المتزايدة في المحافل الدولية وفي المجتمع الأمريكي نفسه دفعت واشنطن إلى محاولة المواءمة بين دعمها التقليدي لإسرائيل وبين مسؤوليتها السياسية والأخلاقية في حماية المدنيين واحترام القانون الدولي. أصبح التعامل مع الصراع أقرب إلى نهج إدارة المخاطر، حيث ترى الولايات المتحدة أن استمرار العمليات العسكرية دون أفق سياسي يعرّض مصالحها الإقليمية للخطر، ويؤثر في علاقتها مع شركائها العرب، ويعقّد الملفات الاستراتيجية المرتبطة بالطاقة والردع والأمن الإقليمي.
وازداد تأثير الأبعاد الداخلية في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية، إذ بات الموقف من إسرائيل يثير انقساماً واضحاً داخل البيئة السياسية الأمريكية، لا سيما بين الأجيال الشابة والكتل التصويتية الصاعدة التي باتت تُظهر حساسيات أكبر تجاه الأزمات الإنسانية. كما بدأت أصوات داخل الحزب الحاكم تطالب بربط الدعم العسكري بقيود ومعايير تتعلق بالسلوك الميداني واحترام القوانين الإنسانية، الأمر الذي فرض على الإدارة إعادة ضبط حساباتها وفق اعتبارات انتخابية معقّدة.
وفي الصعيد الإقليمي، تسعى واشنطن إلى إعادة ترميم علاقتها مع شركائها العرب الذين رأوا في مواقفها الأولية انحيازاً أضعف جهود التهدئة وأثّر في مسارات التطبيع. وقد أدركت الولايات المتحدة أن دورها كقوة مقرّرة في المنطقة يتطلب استعادة الثقة وإظهار انخراط أكثر توازناً في إدارة الصراع، بما يساهم في تقليل التوترات والحفاظ على شبكة تحالفاتها.
تدريجياً برز مفهوم يمكن وصفه بـ"المشروطية الناعمة" في العلاقة الأمريكية–الإسرائيلية؛ حيث تحافظ واشنطن على تحالفها الاستراتيجي، لكنها في الوقت ذاته تمارس ضغطاً دبلوماسياً مدروساً بهدف دفع إسرائيل نحو مسار سياسي وتخفيف حدة العمليات العسكرية. ولا تقوم هذه المقاربة على المواجهة المباشرة، بل على إعادة صياغة قواعد العلاقة بما يتسق مع المصلحة الأمريكية وصورتها الدولية.
وهكذا، تنتقل السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل من مرحلة الثبات إلى مرحلة التحول البطيء والمركّب، في سياق تتداخل فيه الإرث الاستراتيجي مع المتغيرات الحالية التي فرضتها حرب غزة. وبينما يبدو أن واشنطن لن تتخلى عن تحالفها التاريخي، فإن طريقة إدارة هذا التحالف تشهد إعادة تشكيل قد تؤثر جذرياً في دورها المستقبلي في الشرق الأوسط وفي طبيعة علاقتها بإسرائيل لسنوات قادمة.