جمعة الشوابكة
تحلّ أعياد الميلاد هذا العام في وقتٍ يحتاج فيه العالم، والمنطقة على وجه الخصوص، إلى استعادة المعاني الحقيقية للسلام والمحبة والتكافل الإنساني. فهي ليست مناسبة دينية فحسب، بل محطة إنسانية تؤكد أن القيم المشتركة قادرة على تجاوز الاختلافات، وأن الفرح حين يُشارك يصبح أكثر عمقًا وأصدق أثرًا.
إن تهنئة الإخوة المسيحيين بأعيادهم هي تعبير طبيعي عن وحدة النسيج الوطني الذي تشكّل عبر التاريخ، حيث عاش أبناء الوطن الواحد في بوتقة واحدة، جمعتهم المحبة والتعاون والاحترام المتبادل. هذه العلاقة لم تكن يومًا طارئة أو موسمية، بل امتدادًا لطريق الأجداد الذين آمنوا بأن قوة المجتمعات تكمن في تماسكها، وفي قدرتها على تحويل التنوع إلى مصدر غنى لا سبب خلاف.
لقد أثبتت التجربة أن الأعياد، بمختلف مناسباتها، تشكّل فرصة لتجديد الروابط الاجتماعية وتعزيز القيم الوطنية الأصيلة، وفي مقدمتها الأخلاق، والعدل، والتسامح. فالوطن الذي يقوم على هذه الأسس، يبقى قادرًا على تجاوز التحديات مهما اشتدت، لأن أبناءه يقفون صفًا واحدًا عند الفرح كما عند الشدّة.
نحن أبناء هذا الوطن كنا وما زلنا رسل محبة وسلام، نحمل وجعًا واحدًا وأملًا واحدًا، وندرك أن وحدتنا ليست شعارًا بل ممارسة يومية. وفي أعياد الميلاد، تتجدد هذه المعاني، ويتأكد أن الفرح حين يُقاسَم يصبح فعلًا وطنيًا بامتياز.
كل عام والإخوة المسيحيون بألف خير، وكل عام ووطننا أكثر تماسكًا، وأكثر قدرة على صون قيمه، والسير بثبات على طريق السلام، والتعاون، والإنسانية التي تجمعنا جميعًا.




