شريط الأخبار
جامعة آل البيت – كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات ورشة حول إدماج استراتيجية الدراية الإعلامية والمعلوماتية تراجع أسعار الذهب في التسعيرة المسائية بالسوق المحلي بيروت تستضيف مواجهتي الأردن لكرة السلة في تصفيات آسيا لكأس العالم السبت دوام لمديريات الضريبة وتمديد دوام الاربعاء المقبل فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في بني كنانة نزار الرشدان قريب من الاحتراف في كوريا الجنوبية بعد تألقه مع منتخب الأردن لافروف للشيباني: روسيا ملتزمة بدعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها وزير الطاقة والثروة المعدنية يعلن نهجا جديدا لإدارة الثروات الوطنية وتعزيز عوائد التعدين القضاه: تعديلات قانون المنافسة تضبط السوق بمعايير واضحة وتحمي الاستثمار من الاحتكار تنديد أوروبي بفرض واشنطن حظر تأشيرات على شخصيات أوروبية نتنياهو: سننفق 110 مليارات دولار على تطوير صناعة أسلحة مستقلة إسرائيل تمنع نائب الرئيس الفلسطيني من المشاركة بقداس منتصف الليل ببيت لحم نتنياهو: يتعين إلزام حماس باتفاق وقف إطلاق النار وإقصاؤها من الحكم الأردن يدين هجوما إرهابيا استهدف عناصر من الشرطة الباكستانية الأردن يرحب باتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن الاحتلال يواصل سياسة الهدم في الضفة الغربية مدير الأمن العام والسفير الصيني يبحثان سبل تعزيز التعاون الأمني والشرطي الأردن يعزي بوفاة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي طهبوب: تقرير ديوان المحاسبة "تشخيص بلا علاج" والمديونية "تصفع" فاعلية الرقابة

الزبون يكتب : "أثنينبة الذييب " حين تتحول الديوانية إلى منتدى للعقل والروح

الزبون يكتب : أثنينبة الذييب  حين تتحول الديوانية إلى منتدى للعقل والروح
الاستاذ الدكتور فواز العبدالحق الزبون
في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتضيق فيه مساحات الحوار العميق، جاءت استضافتي الكريمة في اثنينية الذيب بالرياض لتعيد إلى الذاكرة صورة المجالس العربية الكبرى، تلك التي كانت تصنع الرأي، وتحتضن الفكر، وتؤسس للثقافة بوصفها شأناً عاماً. لقد وجدتُ في ديوانية الشيخ حمود الذيب (أبو عبد الله) امتداداً حياً لصالونات الأدب العربية القديمة، ولأسواق الفكر والشعر مثل سوق عكاظ، حيث كانت الكلمة تُصاغ لتكون ميزاناً للوعي ومرآةً للأمة.
هذه الديوانية ليست مجلساً عادياً، بل فضاء نخبوي راقٍ يجتمع فيه صفوة القوم وخيار النخبة: أكاديميون، ومثقفون، وشعراء، وأصحاب رأي وتجربة. ما يميّز اثنينية الذيب ليس عدد الحضور، بل نوعية الحضور؛ فهي ملتقى العقول المتسائلة، والضمائر الحية، والذاكرة العربية التي لا تزال تبحث عن ذاتها في عالم متحوّل.
تشرفتُ أن يكون موضوع اللقاء من تجربتي الحياتية والعلمية: من مسيرتي في البحث العلمي، إلى سنواتي في الولايات المتحدة الأمريكية، وصولاً إلى تجربتي في قيادة الجامعات الأردنية، رئيساً للجامعة الهاشمية، ونائباً لرئيس جامعة اليرموك، ونائباً لرئيس جامعة الطفيلة، وعميداً للبحث العلمي. لم يكن الحديث سرداً لسيرة شخصية بقدر ما كان تأملاً في معنى العلم، وأخلاقيات المعرفة، ومسؤولية الأكاديمي تجاه مجتمعه وأمته.
وقد تميز اللقاء بطبيعته الحوارية المفتوحة؛ إذ لم يكن منبراً أحادي الاتجاه، بل حلقة نقاش حية، طرح فيها الحضور أسئلة عميقة، وقدموا رؤى نقدية، وتبادلنا الأفكار حول حال الأمة العربية، وتحديات التعليم، ودور النخبة في زمن الاضطراب. هذا التفاعل هو روح اثنينية الذيب: حوار بلا حواجز، وفكر بلا وصاية، واحترام للاختلاف بوصفه مصدر إثراء لا تهديد.
ومن جماليات الأمسية أنها لم تقتصر على الفكر الأكاديمي، بل امتدت إلى الشعر والأدب؛ حيث اختار بعض الحضور نصوصاً شعرية، ودار حولها نقاش يعكس الذائقة العربية الرفيعة، ويؤكد أن الثقافة العربية نسيج واحد تتداخل فيه الكلمة الشعرية مع الفكرة الفلسفية، والهمّ العام مع التجربة الخاصة.
إن ما يصنع فرادة اثنينية الذيب هو هذا المزج البديع بين الضيافة العربية الأصيلة والمنتدى الفكري الرفيع. فهي ديوانية خاصة في مكانها، لكنها عامة في رسالتها؛ بيت مفتوح للعقل، ومنبر للوعي، وجسر يصل بين الماضي الثقافي العريق والحاضر المأزوم الباحث عن بوصلة.
وإذ أغادر هذه التجربة الثرية، لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى الشيخ حمود الذيب (أبو عبد الله) على هذه المبادرة الثقافية النبيلة، وعلى حسن الاستضافة وصدق الرعاية. فمثل هذه المجالس ليست ترفاً ثقافياً، بل ضرورة حضارية، تحفظ للأمة ذاكرتها، وتعيد للنخبة دورها، وللحوار مكانته، وللكلمة هيبتها.
لقد كانت اثنينية الذيب، في تلك الليلة، أكثر من لقاء؛ كانت لحظة وعي عربي مشترك، نحتاج أن تتكرر، وأن تتكاثر، حتى تستعيد الأمة ثقتها بذاتها، وبعقول أبنائها، وبقدرة الحوار على صناعة المستقبل