د. عزالدين عبدالسلام الربيحات
في مشهدٍ يجسّد يقظة الدولة الأردنية وحزمها في الدفاع عن أمنها الوطني، أعلن الجيش العربي الأردني، ليل الأربعاء، عن تحييد تجّار الأسلحة والمخدرات الذين يُعدّون من منظّمي عمليات التهريب على الواجهة الشمالية للمملكة، في عملية نوعية جسّدت أعلى درجات الجاهزية العسكرية والتكامل الاستخباري.
وجاءت هذه العملية الحاسمة بتنفيذ مباشر من سلاح الجو الملكي الأردني، الذي استهدف بدقة متناهية مواقع ومزارع وخطوط تهريب امتدت عبر عدة قرى في ريف السويداء جنوبي سوريا، حيث تم تدمير مصانع ومعامل كانت تُستخدم أوكارًا لانطلاق عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات باتجاه الأراضي الأردنية. وقد نُفذت الضربات بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، وبالتنسيق مع الشركاء الإقليميين، ما يعكس احترافية القوات المسلحة الأردنية وقدرتها على العمل ضمن منظومة أمنية متكاملة.
ويؤكد هذا الإنجاز العسكري أن سلاح الجو الملكي الأردني يشكّل خط الدفاع الأول عن سماء المملكة وحدودها، وأنه قادر على التعامل مع التهديدات غير التقليدية التي باتت تشكل خطرًا مباشرًا على الأمن الوطني والمجتمعي. فلم تعد هذه العصابات تشكّل خطرًا أمنيًا فحسب، بل أصبحت أدوات لتقويض الاستقرار ونشر الفوضى والجريمة المنظمة، الأمر الذي تعامل معه الأردن بحزم ومسؤولية، واضعًا أمن المواطن فوق كل اعتبار.
لقد أثبتت هذه العملية أن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، بما تمتلكه من كفاءة قتالية عالية وعقيدة وطنية راسخة، قادرة على توجيه ضربات استباقية موجعة لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن المملكة أو تحويل حدودها إلى ممرات للفوضى والسموم. كما بعثت رسالة واضحة لا لبس فيها مفادها أن الأردن لن يتهاون مع أي تهديد، وأن حدوده مصانة برجال أوفياء وسواعد لا تعرف التراجع.
وتقديرًا لهذه الجهود الوطنية العظيمة، يتقدّم الأردنيون جميعًا بأسمى آيات الشكر والاعتزاز إلى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وإلى منتسبي سلاح الجو الملكي الأردني، وكافة وحدات حرس الحدود والأجهزة الأمنية، على ما يبذلونه من تضحيات جسام في سبيل حماية الوطن وصون أمنه واستقراره. إن ما يقدمونه من عمل دؤوب وسهرٍ دائم على أمن الأردنيين، يعكس أسمى معاني الانتماء والولاء، ويجسّد الصورة المشرّفة للجندي الأردني الذي لا يتردد في أداء واجبه مهما بلغت التحديات.
وفي الختام، يثبت الأردن مرة أخرى، بقيادته الهاشمية الحكيمة، أن أمنه خط أحمر، وأن قواته المسلحة تقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن ترابه وسيادته في كل زمان ومكان. وسيبقى سلاح الجو الملكي الأردني درع الوطن المنيع وسيفه الحاسم في وجه التحديات، وعنوانًا للفخر الوطني، وشاهدًا حيًا على أن سماء الأردن كما أرضه، عصيّة على الاختراق، محفوظة بإرادة لا تلين ورجال صدقوا العهد وحملوا الراية بكل شرف واقتدار.




