اختتم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، اليوم الأربعاء، ورشاته التدريبية حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بما يخدم ثقافة اللقاء والحوار، والتي نظمها على مدار يومين بالاشتراك مع مكتب مؤسسة كونراد أديناور الألمانية في الأردن، وذلك في صرح الجامعة الأميركية في مادبا.
وشارك في ثاني ورشات التدريب طالبات وطلاب من الجامعة الأردنية، وجامعة اليرموك، وجامعة الإسراء، وجامعة الطفيلة التطبيقية، إضافة إلى الجامعة المضيفة الأميركية في مادبا، حيث قدّمت المدربة التونسية والأستاذة الجامعة شهرزاد بن حميدة، البرنامج التدريبي من خلال قسمين، الأول: دور وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام، والقسم الثاني حول كيفية الاستخدام الإيجابي لهذه الوسائل بما يخدم التلاقي والمحبة والتعاون بين أطياف البشر.
وفي حفل الافتتاح الذي أدارته الإعلامية رانيا منصور، أعرب مدير المركز الأب د. رفعت بدر عن سروره بعقد هذه الورشة التدريبية الثانية حول وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التقارب الديني والاجتماعي بين الناس، مشيرًا إلى أن هذه الوسائل قد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا خلال العقد الأخير، وبأن الأميّة في عصرنا قد أصبحت لمن لم يعد يملك هذه التكنولوجيا أو يستخدمها بحيث تؤثر إيجابيًا في مختلف مناحي الحياة.
كما أكد على أن هنالك أخلاقيات وجب الأخذ بها عند التعامل مع هذه الأدوات، وأن هذه الأخلاقيات ليس بالضرورة أن تكون منتظمة عبر تشريعات أو قوانين، وهذا حَسَن، إنما وجب كذلك أن تكون هذه المنظومة الأخلاقية نابعة أولاً من ضمير الإنسان وقيمه، والتي تذكّر دائمًا بأنه لوسائل ومنصات التواصل رسالة، ونريد من هذه الرسالة أن تكون في خدمة الحقيقة والألفة بين جميع الناس والمودة المتبادلة بينهم جميعًا، وهذا ما شدد عليه مقال جلالة الملك عبدالله الثاني ’منصات التواصل أم التناحر الاجتماعي؟‘ في اكتوبر 2018، ورسالة قداسة البابا فرنسيس الإعلامية لهذا العام ’من جماعات شبكات التواصل الاجتماعي إلى الجماعة البشريّة‘.
من جهته، أشار رئيس الجامعة الأميركية في مادبا الأستاذ الدكتور نبيل أيوب إلى أن الجامعة، ومنذ نشأتها عام 2011، تعمل على عقد العديد من الأنشطة ذات الأبعاد المتنوعة، سيما تلك التي لها علاقة بالإبتكار والإبداع، لافتًا إلى أنها تعاقدت مع فريق جامعي متخصص من الولايات المتحدة الأميركية، ليقوم بتدريب بعض الأساتذة والطلبة على صناعة تقنية طباعة ثلاثية الأبعاد، بهدف خلق سوق محلي وإقليمي لهذه التقنية الحديثة.
وحثّ الدكتور أيوب الطلبة الحاضرين على أهمية الريادة في مسيرتهم التعليمية والعملية، كما شدد على أن الابتكار هو مفتاح النجاح في الوقت المعاصر، وهو لا يقتصر على صعيد الهندسة، إنما يدخل أيضًا في مجالات متعددة كالآداب والأعمال والتمويل والعلوم السياسية والاجتماعية والاتصالات الحديثة، مسطرًا أهمية أن تجاوب الطلبة لكل التحديات التي تخلقها الثورات التقنية والذكاء الاصطناعي عبر البحث والابتكار والإبداع.
أما مساعد رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور وديع العبد فلفت في جلسة الافتتاح إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا ليس بسهل في بناء العلاقات أو تدميرها، داعيًا أن تشكل مخرجات الدورة التدريبية التطويرية دعمًا لمسيرة الطلبة المشاركين كي يكونوا قادة مستقبل في المجتمع الأردني نحو التقدم والإزدهار، ووكلاء للإيجابية والبناء. وخلص إلى القول: "أيها الطلبة، اجعلوا السوشال ميديا أدوات حوار ونقاء، وليس نزاع وخلاف".
من جهتها، ألقت مديرة المشاريع في مكتب كونراد أديناور الألمانية في الأردن السيدة هالة أبو غزالة، كلمة باسم مديرة المكتب السيدة أنيتا رانكو، تطرّقت فيها إلى دور المؤسسة الألمانية في عقد العديد من الورشات والندوات والمؤتمرات منذ تأسيسها في المملكة عام 1982، متناولة مواضيع سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية متنوعة.
وفي ختام الورشة، وزّع ضيف الشرف النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم الشوملي، الشهادات على الطلبة المشاركين. وقال: إن وسائل التواصل الاجتماعي هي مثل اللسان قد يخرج كلامًا طيبًا، كصلوات وأدعية، لكنه يستطيع كذلك أن يوجه الانتقاد والشتائم ويطلق الاشاعات على أنواعها، لذلك وكما نحرص دائمًا على صون اللسان، فإننا مدعوون إلى الاعتناء بوسائل التواصل الاجتماعي لكي تكون مخرجة لكلام المحبّة وكلام المباركة وكلام التشجيع، وليس كلام التحبيط والإهانات.
وكان المركز الكاثوليكي قد ابتدا عقد مثل هذه الورشات منذ سنوات، وأطلق ورشته الأولى لهذا العام صباح أمس الثلاثاء، مع الدكتورة الضيفة شاهرزاد بني حميدة، وشارك بها كذلك طلاب من الجامعة الأردنية وجامعة مؤتة والألمانية والأمريكية والهاشمية وفيلادلفيا.