شريط الأخبار
ربط استراتيجي جديد بين موانئ الصين والبحر الأحمر بينها العقبة نادي النصر يدخل كريستيانو رونالدو في قائمة المليارديرات أجواء حارة الأحد وانخفاض تدريجي في الحرارة منتصف الأسبوع اعتقال أربعيني يدير سفارة "وهمية" في الهند 67.6 دينارا سعر الذهب عيار 21 في السوق المحلية رياض محرز وزوجته يعلنان عن جنس مولودهما الجديد وسط أجواء عائلية مميزة صور العمى ..... ربى القضاة وجود أحمد تحجزان الذهب للأردن قبل الجولة الأخيرة من بطولة العرب للشطرنج في المغرب الكرك : بحضور الدكتور عوض خليفات وجمع من شيوخ ووجهاء المملكة.. الشيخ صبري القطاونة يقيم مأدبة غداء في لقاء وطني حاشد استكمالا لمبادرة خليفات .. فيديو وصور الوزير الرواشدة عن ‏المقدم عوض الشريفين : رجل الأمن البشوش استمرارا للتنقلات والنغييرات في المجلس القضائي .. وجبة تشكيلات كبيرة وغير مسبوقة الخميس القادم الرواشدة: مهرجان جرش حقق نجاحًا ثقافيًا باهرًا بسواعد أردنية عاجل: الملك يبحث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي المستجدات الإقليمية الاعلاميه ايمان المغربي تكتب: وداعا زياد .. ‌‏ماكرون في اتصال مع الشرع: لابد من حماية المدنيين وتفادي تكرار مشاهد العنف ومحاسبة المسؤولين عنها 5 وفيات جديدة في غزة بسبب المجاعة تركيا: رصدنا تحركات في سوريا لتقسيم البلاد الموت يترصد 100 ألف طفل في غزة ما لم يدخل الحليب فورا وفاة رضيع نتيجة سوء التغذية والمجاعة في غزة ليرتفع العدد إلى 127 بريطانيا ماضية في خطة إسقاط مساعدات غذائية من الجو في غزة

في شرق السودان.. القهوة عشق ورزق وتكريم

في شرق السودان.. القهوة عشق ورزق وتكريم



القلعة نيوز-
الاناضول
مع أشعة الشمس التي تشرق من خلف جبل توتيل في كسلا، شرقي السودان، يستيقظ سكان المدينة المتاخمة للحدود مع دولة إريتريا على روائح البن المغلي التي تملأ الأجواء.

إذ يتميز أفراد قبائل شرق السودان في ولاياته الثلاث، "البحر الأحمر" و"القضارف" و"كسلا"، بحبهم الشديد للقهوة حتى صارت جزءا من نمط حياتهم اليومي وثقافتهم العامة، وبات تقديمها بكل طقوسها إلى الزائر عوضا عن الشاي علامة على كرم الضيافة.

وتنتشر في كل شوارع المدن المقاهي، التي تبدأ عملها منذ الفجر وحتى حلول الليل، وغالبا ما يعمل فيها الرجال دون النساء؛ حيث أصبحت مصدر رزق كثير من الأسر.

** 4 مرات في اليوم

وعن عادات تناول القهوة في المنطقة، يقول الصحفي السوداني عمر دمباي، وهو من أهالي كسلا والقضارف، إن سكان شرق السودان يشربون القهوة المنكهة بالزنجبيل 4 مرات في اليوم.

وأضاف دمباي في حديث مع الأناضول: "استخدام الزنجبيل بكثرة في القهوة عند أهل شرق السودان يقيهم المضار (الأمراض)".

وتتمتع طقوس تناول القهوة ببرتوكولات خاصة استنها أهل شرق السودان؛ حيث يهم الناس منذ الصباح ﺑﺸﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻓﻨﺠﺎﻥ أﻭ ﻓﻨﺎﺟﻴﻦ منها ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ على شكل تجمعات تُسمى "سنكاب" حسب اللهجة القومية لقبائل "البجا" صاحبة الأكثرية.

ﻭﺗﺼﻨﻊ أﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ والفخار، وبرعت منطقة "وقر" في كسلا في تجويد صناعة مستلزمات القهوة الشرقية؛ حيث تغذي كل السودان بما تنتج من مباخر وأواني تستخدم في إعداد القهوة.

** كرم الضيافة

القهوة ليست مجرد مذاق فقط في شرق السودان، وإنما أيضا علامة على كرم الضيافة، ولا يستطيع الضيف رفضها وإلا أصبح مثارا للضحك؛ لأن عدم شرب القهوة أمر لا يصدقه أهل تلك المنطقة.

وعن ذلك، يقول الصحفي السوداني عمر دمباي: "من واجب إكرام الضيف تحضير القهوة بكل طقوسها، ابتداء من تحميص البن على النار، وشم الضيف لرائحته قبل سحنه (طحنه)".

وأشار إلى أن من يقدم الشاي إلى الضيف بدلا عن القهوة؛ فكأنما يريد استعجال انصرافه بدلا من أخذ وقتا طويلا معه في معرفة أحواله والجلوس معه.

** عشق في الحل والترحال

عشق القهوة ملازم لأهالي الشرق السوداني في الحل والترحال حتى تحولت إلى حاجة لا فكاك منها كما الماء والهواء.

عندما يشرع أحدهم في مغادرة مسكنه فإنّه لن ينسى أن يصطحب معه ﻣﻮﻗﺪ ﻓﺤﻢ ﻧﺒﺎﺗﻲ ﻳﺴﻤﻰ "ﻛﺎﻧﻮﻥ" في البيئة المحلية، ﻣﻊ ﻗﺪﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﻭوعاء معدني يُحمّص فيه البن إضافة إلى "الفندق" الذي يستخدم للسحن عقب الفراغ من القلي ويصاحبه إناء حديدي يسمى "شرقرق" تُحَضَّر القهوة بداخله وأخيرا مبخر.

هذه المعدات مجتمعة، إضافة للفنجان صغير الحجم لا يمكن الاستغناء عن أحدها؛ لأنها الزاد والصديق على طول الطريق.

ويحكي صانع القهوة حسين موسى، للأناضول، عن طريقة اعدادها، قائلا: "سكان العاصمة السودانية الخرطوم يشربون القهوة تقيلة وخالية من الجنزبيل، على عكس سكان شرق السودان".

واستطرد: "قبائل البجا يعتبرون القهوة من الاحتياجات الأساسية لهم منذ الصباح، وعند الظهر والعصر وقبل النوم، لابد أن يتناولها".

ورغم أن سر هذا العشق للقهوة شرق السودان يبقى سؤالا بلا إجابات واضحة، إلا أن هناك اتفاق على أنّ القهوة تمثل تقليدا موروثا منذ القدم، واعتادت قبائل البجا على شربها أكثر من مرة في اليوم وفي كافة المناسبات الاجتماعية.