القلعة نيوز-
ثمن مثقفون وأدباء الجهود التي بذلتها الدبلوماسية الأردنية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، والتي اثمرت عن استعادة المملكة لمنطقتي الباقورة والغمر، واصفين هذا الاستعادة بمثابة «الفرح الأردني المتجدد».
وأكد المثقفون الأردنييون أن «القرار الأردني بإنهاء ملحقي الغمر والباقورة وعدم السماح بتأجير هذه الأراضي لإسرائيل؛ ليؤكد قوة الموقف الأردني وشجاعته، وبخاصة أنّه جاء في ظل ظروف سياسية تعيشها المنطقة بالغة التعقيد». وأن «ما حدث انتصار سياسي بامتياز للدبلوماسية الأردنية، يؤكد نجاح الدبلوماسية الأردنية في إفشال مساعي إسرائيل لاستمرار السيطرة على هذه الأراضي، وهذا استجابة أيضاً لنبض الشارع الأردني الباحث دوماً عن انتصارات، ورغبة أكيدة بضرورة حدوث انفراجات سياسية واقتصادية شاملة». «الدستور» تواصلت مع كوكبة من المثقفين واستطلعت آراءهم حول هذه الاستعادة، فكانت الرؤى الآتية:
الدكتور صلاح جرّار
كلُّ شبرٍ من الأرض العربيّة المحتلّة هو حقّ مقدّسٌ لنا، واستعادة أي جزءٍ من تلك الأرض هو إنجاز ينبغي لنا أن نحتفي به، لأنّ تحرير الجزء يكشف عن إمكانية تحرير الكلّ، ونتمنى أن تكون استعادة الباقورة والغمر بداية مبشّرة لتحرير كلّ الأراضي العربيّة المحتلة. ومن وجهة النظر الثقافية فإنّ أيّ احتلالٍ هو اعتداءٌ على حقوق الناس وامتهان لكرامتهم، وهذا ما ترفضه الثقافة رفضاً قاطعاً وتدعو إلى إزالته بكلّ الوسائل، فالاحتلال نقيض للحريّة التي تنادي بها كلّ الثقافات البشرية. ولذلك فإنّ من حقنا أن نحتفي بهذا الإنجاز التاريخي المهمّ في هذا الظرف التاريخي الصعب الذي تمرّ بها الأمّة العربيّة جمعاء.
أهنئ الأردنّ وقيادته الشجاعة وأهنئ الأردنيّين على هذا الإنجاز وأبارك لهم فيه، وأدعو إلى الاستمرار في حماية الوطن وتحصينه والدفاع عنه في وجه أي طامع أو معتدٍ، كما أدعو إلى رفض أي اعتداء على أي جزء من الأرض العربيّة أو احتلال لها بما ينسجم مع ثوابتنا الوطنية والقوميّة وكرامتنا وقيمنا الموروثة.
الشاعر عليان العدوان/ رئيس اتحاد الكتاب والأدباء
إن ماتمخضت منه عملية السلام من نتائج ايجابية تخدم البشرية هي الهدنة طويلة الأمد بين الأردن واسرائيل والتزام كل طرف بما عليه من شروط والتزامات.
ومن هذه النتائج المهمة استعادة الأردن منطقتي الغمرة والباقوره الأردنية بعد انتهاء عقد الإيجار المبرم، وهذا يعد استحقاقا للسياسة والدبلوماسية الأردنية والقيادة الهاشمي سواء بعهد الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه، او بعهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اطال الله في عمره لبسط السيادة الأردنية على كامل ارضنا.
ونحن كتاب الوطن وادباءه نعده انجازاً وطنياً كبيراً تمتد جذوره من الثورة العربية الكبرى ومن انتصار الكرامه البطولي الى هذا الانتصار السياسي، وتنفيذاً لهذه الارادة السياسية جاء اعلان الحكومة الرسمي بوقف الرحلات السياحية الإسرائيلية الى هاتين المنطقتين من وطننا العزيز والاستلام التلقائي لهما دون ايه مراسم، و إن حكومتنا قد ابلغت اسرائيل بهذه الاجراءات.
ومن خلال متابعة اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين لهذة النتيجة المشرفة يشرفنا ان نتقدم بالتهنئة والمباركة لصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وللحكومة وللشعب الأردني بهذا الانجاز التاريخي السلمي.
ان الباقورة والغمر اراض اردنية، كان خطاب جلالة الملك، مؤمناً بأن خلفه شعب وجيش وحكومة، يصنعون المعجزات وان السيادة والكرامة لكل شبر ارض اردنية. وان يوم العاشر من تشرين الثاني هو انتهاء العقد المبرم، وكما تابعنا بعناية ان قوات الاحتلال اوقفت الرحلات السياحية للباقورة من خلال وسائل اعلامها؛ فالقرار الاردني ممثلاً برأس الدولة كان قراراً نهائياً لايقبل المساومة ولا التفاوض، وتنفيذاً للملحقين اللذين ضما الى اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، وان اعلان جلالة الملك الحاسم بأن الغمر والباقورة ارض أردنية وستبقى أردنية ليولد الشحن المعنوي لكل فئات المجتمع الأردني لنقف صفاً واحداً خلف قيادته الهاشمية المظفرة.
نحن اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين نقر بأن هذا الإنجاز عمل تاريخي لا يقل اهمية عن انتصارات قواتنا المسلحة في معاركها مع اسرائيل باللطرون وباب الواد وبالكرامة، وهذه مفخرة اخرى تضاف الى معاقل المجد والشموخ ومدارج التاريخ بانتصار الدبلوماسية الأردنية واستعادة الحقوق والسيادة الأردنية على كل شبر من حمى الوطن الطهور.
الشاعر سعد الدين شاهين/رئيس رابطة الكتاب
ان الثرى الذي ضم رفات الاجداد من شمال الوطن الى جنوبه ومن شرقه الى غربه وكان وما يزال عنوان كرامته ووجوده لا يمكن ان يكون الا ارثا لابنائهم واحفادهم وذرياتهم لن نجد عاقلا بينهم يرضى بأن يفرط في ذرة من هذا الثرى مهما تقادم الزمن ومهما كان الثمن فالعرض والأرض والكرامة تفتدى بكل غال ونفيس والا ما معنى التضحيات التي تقدمها الشعوب والافراد في سبيل تحرير اراضيها من المحتلين والغاصبين وفارضي اتفاقيات الاذعان.
فما بين شمال المملكة وجنوبها ثمة رمزية لمعنوية الأراضي الأردنية العربية فالتمسك بملكية الغمر التي تقع في الجنوب الغربي في الأردن تكمن رمزيتها الخاصة عند الاردنيين عامة ان الأرض لا يمكن التفريط بها في اي بقعة من الوطن كانت، تماما كما هي اراضي الباقورة التي تقبع في الشمال الغربي والتي حكمت الظروف السياسية في وقت من اوقات الاحتلال لتخليصها بملحق اتفاقيات السلام بتأجيرها لمدة محدودة ضمنتها اتفاقيات وادي عربة التي ضرب العدو الصهيوني ببنودها عرض الحائط؛ ما جعل الاصرار الشعبي والحكومي في الدولة الاردنية بالضغط لاسترجاعها واستعادتها الى السيادة الوطنية الاردنية وانهاء الاتفاق بشأنها لتعود للأردنيين كما هي وكما كانت.
ان المغزى من اصرار المطالبة الصهيونية باستمرار وضع يدها بالايجار على هاتين المنطقتين المحاذيتين لفلسطين المحتلة في الشمال والجنوب له ابعاد استيطانية من خلالها تحاول دولة الاحتلال تجسيد امتداداتها الاحتلالية في الدول المحاذية كالاردن مثلا وهذا ما لا يقبل به الشعب الاردني ولا الحكومة المنوط بها حفظ قدسية الوطن بحدوده الآمنة وترابه لذلك اتفقت ارادة الدولة بقرار جلالة الملك وارادة الشعب بكافة مؤسساته المجتمعية المدنية ومؤسساته البرلمانية على استعادة هذه الاراضي للسيادة الوطنية الاردنية ليرفرف عليها علم الاردن وحده عاليا.
د. عماد الضمور
ثمة قرارات مهمة وتواريخ أخرى أضحت جزءاً مهماً من الذاكرة الوطنية، مثل قرار الملك الراحل الحسين بن طلال بتعريب الجيش الأردني من القيادة الأجنبية في آذار عام 1956، كذلك مازالت معركة الكرامة عام 1968 عنوان فخر واعتزاز لكلّ عربي بعدما سجّل الجيش الأردني نصره المظفر على الجيش الإسرائيلي، واليوم يأتي القرار الأردني بإنهاء ملحقي الغمر والباقورة وعدم السماح بتأجير هذه الأراضي لإسرائيل؛ ليؤكد قوة الموقف الأردني وشجاعته، وبخاصة أنّه جاء في ظل ظروف سياسية تعيشها المنطقة بالغة التعقيد، ممّا جعل القرار أحد القرارات المهمة والمؤثرة أيضاً، بعدما أعلن جلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظه الله عدم السماح بتأجير أراضي الغمر والباقورة لإسرائيل، بوصفها أرضا أردنية لا تقبل المساومة أو التنازل عنها بأيّ حال من الأحوال؛ ما يعكس وحدة الموقف الأردني ملكاً وشعباً ومؤسسات وطنية قادرة على المواجهة والصمود.
لعلّ ما حدث انتصار سياسي بامتياز للدبلوماسية الأردنية، يؤكد نجاح الدبلوماسية الأردنية في إفشال مساعي إسرائيل لاستمرار السيطرة على هذه الأراضي، وهذا استجابة أيضاً لنبض الشارع الأردني الباحث دوماً عن انتصارات، ورغبة أكيدة بضرورة حدوث انفراجات سياسية واقتصادية شاملة.
قيمة سياسية وأخرى معنويّة تنبعث من هذا القرار الاستراتيجي؛ فالباقورة والغمر أراضٍ أردنية لا يمكن التفريط بها، وهي جزء من كرامة الوطن ومواطنيه، وهو نابع من موقف سياسي راسخ يسعى دائماً إلى استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، إذ جاءت الوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في أوليات المشروع الهاشمي للحفاظ على الحقوق العربية؛ ما يجعل من استعادة أراضي الباقورة والغمر ترسيخا لنهج أردني لا يتغيّر ومشروعا هاشميا ثابتا في الوحدة والفداء.
الدكتورة ليندا عبيد
إن استعادة أرض الغمر والباقورة في هذا التوقيت بالذات أمر ملح وضروري يتأتى من كون شعبنا قد أنهك بالأعباء الاقتصادية، فتسلل إليه الإحساس بالوهن والتذمر والتعب. ولعل إرجاع الباقورة والغمر من شأنه أن يخلق ثقة جديدة بين الحكومة والشعب، إضافة إلى فتح أبواب قد تحسن الوضع الاقتصادي الحرج الذي تمر به الأردن من خلال خلق فرص عمل جديدة، ورفد الإنتاج الوطني بروافد جديدة تغذيه وتطلق له العنان لإعادة بناء الذات وتطوير الأداء. هذا من جهة.
ومن جهة أخرى إن الأحرار الرافضين لاتفاقية السلام مع العدو الصهيوني، بوصفها اتفاقية ذل وتطبيع وتمكين للأقوى من فرض قوانينه وشروطه، والاستحواذ على مقدرات الآخر سيتضاعف غضبهم، فوفقا للجهات الحكومية هذه اتفاقية شراكة وضرورة لحماية الحدود، وأرض الباقورة والغمر أراض أردنية تم تأجيرها بموجب هذه الاتفاقية، فمن الطبيعي أن تنتقل بسهولة ومباشرة إلى صاحب الملكية الأصلي بانتهاء مدة الإيجار. ولعل التأخير في الاستعادة من شأنه أن يخلق توترات عدة، تزيد الشارع الأردني المثقل بهموم كثيرة إقلاقا واختناقا وغضبا قد يتفجر بطرائق مختلفة؛ بدءا بالاعتصامات والتظاهر وانتهاء بالاحتقان الذي قد ينذر بشر كثير.
وبلاشك إن التصدي للعدو الصهيوني والمطالبة باسترجاع ما تم الاتفاق عليه ضمن مايسمى اتفاقية السلام هو احترام للذات وكينونتها، وكذلك من شأنه أن يرسل رسالة للطرف الاخر بأننا طرف لايستهان به، لتكون هذه الاستعادة خطوة أولى ولو على مستوى الأمل، لاسترجاع كل ما تم اغتصابه، ومن شأنه أن يلملم شيئا من تشظيات المثقف المكلوم بجراح أمته،على وجه الخصوص، وأن يزرع بالشباب عموما قيمة الإحساس بالقوة والكرامة بعيدا عن الاحساس بالقهر والضيم والتشوه والذل والاستلاب.
الشاعر حسن البوريني
إنَّ الحديثَ عن موضوع (الباقورة والغُمُر)، أمرٌ لا يحتاجُ إلى الكثيرِ من التّفصيل بالقولِ الصّاعدِ النّازلِ، لكون الأمر يتعلق بأحقيّة مُلكية هاتين المنطقتين للمملكة الأردنية الهاشمية من عهدِ الإمارة والتي أكدّت أن تلك المناطق تابعة شرعاً لأراضي إمارة شرق الأردن بمنطقٍ لا يقبل النقاش ولا يقتضي الإثبات ولا يقف عند أماني ومطامعِ المُنتفعينَ غير الشّرعيين . .
وكلّ ما حدث حول ملحق ـ الباقورة شمالاَ والغُمُر جنوباً ـ ما كانَ إلا بمثابة اتفاقية مؤقتة ومشروعة تُعطي الأردن - بصفته المالك- حقّ تأجيرِ أيّ جزء من أراضيه ووفق الأحكام والأعراف الدّولية النافذة، وهذا التّصرف طال أمدُه أم قصرلا يُفقدُ المالك حقَّه في ملكيته على مأجورِه. وقد سلكَ الأردنُ منذ البداية كافةَ المناحي القانونية المشروعة والمحمية بسلطة القانون الدّولي وسيادته من حيث تحديد المُدة التي جرى عليها عقد الإجارة. وعليه فعلى المُستأجرِ حُكماً تسليم المأجور للمالك متى انقضَت مدةُ الإجارة . وإنَّ وجود بعض المُلكيات الخاصة على تلك الإراضي بقصدٍ أو دونَ قصد لا يُعني تجريد الأردن من حقِّ السّيادة الأردنية الثابت على تلك المناطق أيّ أن ـ الباقورة والغُمُرـ أراضي أردنية جرى عليها عقد إتفاق على إستعمالها من قِبل الغير على سبيل الإنتفاعِ المشروعِ والمحكومِ بمدةٍ مُحدّدةٍ آنَ أنتهاؤها وحانَ حُلولُها. فقد جاء قول جلالة الملك عبدالله أيدهُ الله وعزّ ملكه - الناطق بلسان المالكِ الشّرعي من جهة ، والحاكم الذي يرى بعينِ الحقّ الثاقبة ما فيه مصلحة للدولة من كافة المناحي – ومع انتهاء ذاكَ العَقد المؤقتوبدء عملية أخلاء المأجور من المستأجر لهو أمر طبيعي وشرعي تؤيده المنظمات الدّولية المعنيّة بتحقيق العدالة الدّولية فنحنُ كشريحةٍ تمثل نبض الشارع الأردني نرفع أكف الدّعاء إلى الله تعالى بأن يبقى هذا البلد آمناً مطمئناً في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الذي ما سعى إلا لحقٍّ ترنو إليهِ الضمائرُ النّقيّة وتهتفُ له النّفوسُ الأبيّة.
د. زياد أبولبن
إن إعلان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عن عدم تجديد اتفاقية تأجير أراضي الباقورة والغمر قد أثلج صدور الأردنيين، وهي خطوة للأمام لإنهاء (اتفاقية السلام الأردنية الإسرائليلة)، التي لم يلتزم بها العدو الصهيوني، وقد تجاوز بنودها وتعدّى على حقنا في سيادة الأردن وأمن حدوده، وإننا نتطلع بأمل كبير من جلالة الملك في استعادة ما سلب من حقنا، حتى وإن كان ضمن اتفاقيات فرضتها ظروف المرحلة آنذاك، وإننا نطالب بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان، التي تمثل ورماً سرطانياً في جسد مُعافى، ونشيد بدور جلالة الملك من صفقة القرن، ومن حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، باعتبار القدس عاصمة فلسطين التاريخية، وهذ خطوة من خطوات ثابتة يسير عليها جلالة الملك ليبقى الأردن قوياً وآمناً ومناصراً للقضية فلسطين، واستعادة الحقوق كاملة وغير منقوصة للشعب الفلسطيني.
الشاعر إسلام علقم
فهل أرى شوق التراب لأهله أم العشب الزاحف والحجارة الصامدة الصابرة أم الماء المتدفق عشقا، أرض أردنية عربية تعود لحضن الوطن الأم لتمارس برّها بعد طول سنين من الاحتلال و الاستغلال الذي كان يؤلم فينا السفوح والسهول، ورغم ذلك فالقضية هنا ليست أرضا فقط؛ بل الحدث بوقعه والشعور بأثره علينا وعليهم. فمجرد استعادة أرض عربية من هذا الكيان المحتل للأرض والإنسان؛ هي حدث له وقع كبير عليه وأكبر مما يتصوره البعض، وسيبدأ بعد ذلك في الشعور المقلق أكثر وبجدية أقرب بأن الأرض تعود لأصحابها وها نحن نرحل، ومن أي الجهات؟
من الشرق!
فما الذي يعنيه ذاك الغرب لهذا الشرق، لا بد أن معادلات هذا الكيان أخطأت هنا، فما الغرب إلا غرب النهر وما الشرق إلا شرقه وما الناس هنا وهناك الا ذات الناس وذات القوم وذات الأمة.
نعم كان هذا القرار بمثابة رد مؤلم لذلك الكيان على بلطجاته وتنصله مما اتفق وعاهد عليه، وعلى تذاكيه الغادر في ما يخص القدس وعصمنتها الا شرعية، نعم ؛ كان هذا الرد بليغا جدا وتجاوز الضعف والفرقة العربية وتجاوز كل معادلات السياسة و تم كما كفُّ الفلاح تطرق الأرض بمعول.
هيا ارحلوا
فالأرض تعرف بكرها
ذاك الذي نقش الكروم على الصخور
رسم الزهور على النحور
وغدا يحنُّ لصدرها...
فليجرِّبوا الخروج من الأراضي والكروم، وليستعيدوا ذاكرة البداية، لهم البداية ولنا النهاية وما زال لنا عندهم الكثير، فما سرقوه كان كثيرا.
اليوم؛ نحن وأعيننا وقلوبنا نشهق شهقة الأمل ونشم رائحة الفرح، و هم لا يستوعبون مشاعر الحقيقة التي تنتابهم، فالحقيقة تطلع اليوم من الأرض وليس من هزرجات الكنيست وحسابات لا تخطىء.
لم يكونوا صادقين، كذبوا في الصباح وضحكوا في المساء، وها نحن في الباقورة شمالا وفي الغمر جنوبا، أننا لسنا عميانا ولن نتعامى بعد اليوم،
نعم؛ ما حدث كبير..
كبير لنا..
وكبير عليهم..
فالباقورة والغمر الأردنيتان العربيتان، غلاف لكتاب سيكتبه الزمن، صفحاته تنتظر غرب النهر ، في بلاد اسمها فلسطين وما زال اسمها فلسطين، فالحقوق تعود والأرض تعود، وها هو احتلال الباقورة والغمر ينتهي ولم يدم بتقادم السنوات وعقودها.
ومما لا مجال فيه للشك أن التجربة أثبتت بأن هذا الكيان المحتل للأرض والإنسان لا يؤمن بما يدعيه من رغبته في سلام دائم وتعايش عادل، فقضم الأرض و بنى المستوطنات واستغل الظروف السياسية في التلاعب على الاتفاقات، فازدادت معاناة الانسان الفلسطيني على أرضه و ازداد ألم الفلسطيني في الشتات، وأخذ يعبث في استقرار دول عربية شقيقة، فما كان منه إلا التناقض الكامل مع كل ما يدعيه من ملائكية زائفة أمام العالم، فلماذا نقدم له التنازلات ونستقبله بالأحضان! سؤال أردني فلسطيني عربي حر!
الناقد محمد المشايخ
في الوقت الذي أفخر فيه باسترجاع جلالة الملك عبدالله الثاني، الباقورة والغمر من الكيان الصهيوني، لتعود أرضًا أردنية يرفرف في سمائها علم العز والكرامة: علم المملكة الأردنية الهاشمية، لما في ذلك استعادة السيادة الكاملة للدولة الأردنية على كامل التراب الوطني الاردني، ولما فيه من من انتصار لجلالته لإرادة الشعب العربي بعامة والأردني بخاصة، ووضع حد للإطماع الصهيونية التوسعية، وانتصار للمصالح الأردنية العليا وللسيادة والكرامة الوطنية، الأمر سيسجله التاريخ في صفحات المجد، فإنني أرى ضرورة وقوف الكتاب والاعلاميين والمفكرين العرب في مواجهة الهجمة إلإعلامية الصهيونية، التي تنتصر للمستوطنين ومن وراءهم من غلاة المتطرفين في الكيان الصهيوني، الذين يصرون على البقاء في الباقورة والغمر، وفي الوقت نفسه ضرورة التعبير عن اعتزازهم بالموقف الملكي الذي يعزز سيادة الأْردن على قراره السياسي الوطني وسط ظروف سياسية وأمنية متغيرة تعصف بالمنطقة، آخذا بعين الاعتبار ان استرجاع الباقورة والغمر سيؤدي إلى تماسك الجبهة الداخلية الأردنية،وإلى تعزيز الجبهة الثقافية العربية، وإلى إعادة الثقة بين المواطن والمؤسسات الرسمية، كما أنه يـُذكر الجميع بالنصر الذي أحرزه الأردن منفردا في معركة الكرامة، وبالانتصارات الرسمية التي حققتها المملكة في الهيئات الدولية، حين استطاعت من خلالها انتزاع العديد من القرارات التي تنتصر للحق العربي في الأرض والمقدسات وضرورة وقف الانتهاكات التي يمارسها العدو، وكم أنا سعيد وأنا ارى الفرحة تعلو محيا جميع الأردنيين، بعد أن غمرتهم مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الانجاز التاريخي، الذي يؤكد الايمان المطلق بحرص جلالة الملك على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين، إنه إنجاز جريء يتطلب من الجميع الولاء والانتماء للقيادة الهاشمية ولهذا الوطن المعطاء.
ولو انتخى بنا جلالة الملك، لكنا وراءه صفا واحدا، نبذل المهج والأرواح رخيصة لتحرير الباقورة والغمر بالقوة، لأننا نعشق الأردن وكل ذرة من ترابه، ولأننا على استعداد لأن نحمي ثراه بالمهج والأرواح،والحمد لله أنها عادت إلى السيادة الوطنية دونما خسائر بشرية أو مادية، ويعود ذلك لما يمتلكه جلالة الملك من حنكة سياسية وقدرة دبلوماسية، عدا عن تسلحه بالإرادة السياسية وبالإرادة الشعبية ومحبة العالم له.إنه ملك شجاع، وعلينا أمام شجاعة جلالته رص الصفوف وتجسيد الوحدة الحقيقة بين الشعب والجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة كافة المخططات الصهيونية التي تحاك ضد الأردن، ونحيي هنا جلالة الملك ونشكره لأنه طالما أكد أن الباقورة والغمر كانتا على رأس أولويات جلالته باعتبارها أراض أردنية ويجب أن تبقى تحت السيادة الاردنية الكاملة. وفي الختام، فإن تحرير الباقورة والغمر ليس غريباً على الهاشميين، الذين عودونا على الانحياز للوطن، وعلى تقديم المصلحة الوطنية العليا، وعلى الاستجابة لطموحات الشعب، منطلقين دائما من أن المساس بالسيادة الأردنية خط احمر لا يمكن الاقتراب منه.