االقلعة نيوز : فلسطين المحتلة - فرض الاحتلال الإسرائيلي قيودا جديدة على دخول الفلسطينيين إلى أراضيهم الزراعية في منطقة «منطقة التماس»، الواقعة بين جدار الفصل العنصري وما يسمى «الخط الأخضر». وكانت «الإدارة المدنية» للاحتلال تصدر تصاريح تسمح بدخول الفلسطينيين إلى الأراضي التي يملكونها في هذه المنطقة من أجل «الحفاظ على الارتباط بالأراضي»، لكن «الإدارة المدنية» نشرت مؤخرا تعليمات تقضي بتقليص ذلك، وأصبحت تحدد التصاريح الجديدة عدد المرات التي يدخل فيها الفلسطينيون إلى أراضيهم، حسبما ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس الأحد.
وأشارت الصحيفة إلى أن مساحة الأراضي في «منطقة التماس» تبلغ 140 ألف دونم، وغالبيتها أراض زراعية، ولا تتوفر لدى أصحابها إمكانية الوصول إليها بشكل متواصل. وكانت دولة الاحتلال تعهدت لدى بناء جدار الفصل العنصري، في العام 2002، بأنها ستسمح للفلسطينيين بالوصول إلى أراضيهم في هذه المنطقة، وأقامت بوابات لهذا الغرض ويتم فتحها في أوقات محددة. لكن من أجل دخول الفلسطينيين إلى أراضيهم فإنهم بحاجة إلى الحصول على تصاريح، وكذلك في حال أرادوا إدخال عمال زراعيين إليها. وتصاريح العمال تكون مقيدة بعدد أيام العمل المطلوبة.
ووصفت «الإدارة المدنية» للاحتلال هدف تصاريح دخول الفلسطينيين إلى أراضيهم بأنها «تسمح بالعناية بالأرض الزراعية، بموجب الحاجة الزراعية النابعة من مساحة الأرض ونوع المزروعات، ومن خلال الحفاظ على ارتباط بهذه الأراضي».
وفي حال انتهاء عدد مرات الدخول المخصصة لصاحب الأرض، يتعين عليه تقديم طلب آخر لهذا الغرض. ويتم التدقيق في الطلب وفقا لقدرة صاحب الأرض على إثبات أنه لم ينه عمله الزراعي في إطار الفترة الزمنية المحددة، الأمر الذي يزيد الصعوبات التي يواجهها أصحاب الأراضي.
وكانت سلطات الاحتلال رفضت 72% من طلبات الفلسطينيين بالدخول إلى أراضيهم في «منطقة التماس»، في العام 2018، بينما كانت هذه النسبة 24% في العام 2014، وذلك وفقا لمعطيات زودتها «الإدارة المدنية» للجمعية الحقوقية الإسرائيلية «مركز الدفاع عن الفرد»، بموجب قانون حرية المعلومات. وفي إطار سياسة الاحتلال للتنكيل بالفلسطينيين، فإن صاحب الأرض في «منطقة التماس» يحتاج إلى تصاريح أخرى إضافة إلى تصريح للدخول إلى أرضه، وبينها تصريح من أجل «احتياجات شخصية».
وذكر «مركز الدفاع عن الفرد» أنه توجد 84 بوابة في جدار الفصل العنصري تقود إلى «منطقة التماس»، بينها تسع بوابات مفتوحة يوميا، وعشر بوابات تفتح مرة في الأسبوع و65 بوابة تفتح بصورة موسمية. وقالت المديرة العام لـ»مركز الدفاع عن الفرد»، جسيكا مونتل، إن «إسرائيل لم تعدد تحاول التظاهر بأنها تحترك حق أصحاب الأراضي الفلسطينيين بالوصول إلى أراضيهم المحتجزة خلف الجدار. والحديث يدور عن أكثر من 9% من أراضي الضفة الغربية. وتنفذ البيروقراطية العسكرية في هذه المناطق، باسم الأمن، عملية نهب أراضي بشكل فعلي».
اقتحم نحو 30 ألف مستوطن مساء السبت، الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، فيما اعتقلت قوات الاحتلال 60 فلسطينيا بمداهمات في مناطق مختلف بالضفة الغربية، في الوقت الذي صعدت مجموعات من المستوطنين من الاعتداءات على الفلسطينيين.
وأغلقت سلطات الاحتلال المسجد الإبراهيمي أمام المصلين الفلسطينيين، بحجة تأمين احتفالات المستوطنين. وقال مدير المسجد الإبراهيمي رئيس السدنة، حفظي أبو سنينة، في بيان إن سلطات الاحتلال أغلقت المسجد بجميع أروقته وساحاته، أمام المصلين المسلمين من الساعة الرابعة بعد عصر الجمعة وواصلت إغلاقه حتى الساعة التاسعة من مساء السبت.
إلى ذلك، قال جيش الاحتلال في بيانه لوسائل الإعلام إن قواته شنت حملة مداهمات واقتحامات واسعة في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، تخللها اعتقال 60 فلسطينيا جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، وذلك بحجة ضلوعهم في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال.
كما زعم جيش الاحتلال ضبط أسلحة ووسائل قتالية خلال تفتيش بعض المنازل والمحال التجارية، حيث عثر على 9 قطع من الأسلحة وكميات كبيرة من الذخيرة، فيما تم مصادرة مبالغ مالية بقيمة عشرات آلاف الشواقل بزعم أنها وظفت للنشاطات «الإرهابية»، على حد زعم الاحتلال.
وفي الخليل، تواصلت اعتداءات المستوطنين على سكان المدينة، حيث أصيب، مساء السبت، مواطن ونجله جراء اعتداء مستوطنين عليهم في حارة جابر شرق مدينة الخليل. (وكالات)