القلعة نيوز -أبوظبي، 18 ديسمبر 2019
بمتابعة واسعة واهتمام بالغ من جمهور الشعر ومحبيه عبر الوطن العربي، انطلقت، مساءأمس الثلاثاء، الحلقة التسجيلية الخامسة للموسم التاسع من برنامج"شاعر المليون"، أضخم مسابقة في الشعر النبطي، والذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، حيث عرضت الحلقةالتي تم بثُّها في تمام الساعة العاشرة مساءً على قناتي بينونة الفضائية والإمارات،تفاصيل اختبارات الشعراء المائة أمام لجنة تحكيم البرنامج لاختيار الشعراء الـ48 للتأهل للحلقات المباشرة من على مسرح شاطئ الراحة في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
المنافسة الحادة كانت الصبغة الغالبة على مشاركات الشعراء الذين توافدواللوقوف أمام لجنة تحكيم البرنامج آملين بالتأهل لمرحلة الـ48شاعر، حيث استُهِلّت الحلقة مع المعايير التي وضعتها لجنة التحكيم لتحديد قدرات الشعراء وإمكاناتهم في رحلة التأهل الشاقة والصعبة التي وضعوا لها مقاييس تأخذ بعين الاعتبار الفروقات الفردية لدى كل شاعر ومستواه الشعري حضوراً وشاعريةً وإلقاءً.
التطوع والإنسانية في صلب اختبارات الشعراء وشعريتهم
تمهيداً لهذه المحطة الحاسمة من رحلة تأهل المتسابقين، تم تقسيم الشعراء على أربع مجموعات ذات مهمة تطوعية محددة في إطار اختبارات البرنامج، حيث شاركت المجموعة الأولى في تحضير الحصص الغذائية ضمن مشروع حفظ النعمة الذي يُقدّم بإشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، بينما شاركت المجموعة الثانية في حملة تشجير حديقة تل مرعب في منطقة الظفرة بشتلات شجر الغاف، وقامت المجموعة الثالثة بزيارة مقر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والمشاركة في ورشة إسعافات أولية، أما المجموعة الرابعة فقد زارت مستشفى توام في مدينة العين واطلعت على الخدمات التي يقدمها وخاصة لنزلاء قسم الأورام السرطانية من الأطفال.
تمثلت مشاركة الشعراء المائة في اختبار الاختيار ضمن الـ 48 بالوقوف أمام لجنة التحكيم الممثلة من كل من الأستاذ الروائي والباحث سلطان العميمي، والدكتور غسان الحسن والشاعر حمد السعيد، وعضوي اللجنة الاستشارية الأستاذ تركي المريخي والأستاذ بدر صفوق، حيث انقسمت تجربة أداء الشعراء أمام اللجنة إلى ثلاثة أقسام: الأول عبارة عن إلقاء قصيدة تصف المهمة التطوعية التي شاركوا فيها، والثاني كان عبارة عن إلقاء نصوصهم الشعرية ثم الثالث المتمثل في اختيار ورقة وقراءة بيت الشعر المكتوب فيها لتبيان خلل الوزن فيه وتعديله بما يرتئيه الشاعر.
منافسة حادة ومستويات شعرية عالية بمهارات استثنائية
أبرزت مراحل الاختبارات التحريرية والإلقاء والوقوف أمام لجنة تحكيم البرنامج إبداعات الشعراء وقدرات الوصف والسرد لديهم إثر المهمات التطوعية التي تم تكليفهم بها، والتي تكللت بمنافسة حادة نتيجة المستوى المتقارب في الشعرية والأداء وتمكّن الشعراء من القول الشعري وامتلاكهم مهارات واضحة دقيقة في الكشف عن مواطن الخلل وكسر الوزن في الأبيات التي تم اختبارهم في صحتها، رغم صعوبة الوصول لمرحلة الـ 48 التي مثلت حلما بالتأهل لنيل البيرق وإنجازاً لكل شاعر مع دقة مقاييس اختبار مقدرة الشعراء والمجموع الكلي الذي ينالونه إثر مراحل التقييم المختلفة والاختبارات العديدة التي يخضعون لها، في المحطة الحاسمة التي تستوجب أن يقدّم كل شاعر أفضل ما عنده مجددا في الطرح ومبرزاً لموهبته ومهاراته الأخرى من سرعة بديهة وقدرة على الارتجال مع عدم الاستسهال.
الروح التطوعية للشعراء تتجلى في إعداد الحصص الغذائية لحفظ النعمة
وكان استفتاح اختبارات البرنامج مع شعراء المجموعة الأولى المشاركين في تحضير الحصص الغذائية لصالح مشروع حفظ النعمة، المبادرة الإنسانية التي تقدمها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئةالهلال الأحمرالإماراتي،حيث تألق ضمن المجموعة عدد من الشعراء منهم مزيد عبد الرحمن المطيري من الكويت، وحمدة المر المهيريوعبد الله بن فهم الحمودي من الإمارات، وصالح العنزيوعلي الدهمش العنزي من السعودية، وغازي العون السردي من الأردن، إلى جانب آخرين أبدعوا في تصوير تجربتهم في إعداد الحصص التموينية لصالح المشروع الخيري الإنساني الرائد الذي يعكس إرث ومبادئ ورؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في العطاء ومد يد العون لكل محتاج والسخاء في تقديم المعونة وعمل الخير دون مقابل.
الحفاظ على البيئة والمكان جزء من الحفاظ على الإنسان والإنسانية
أما المجموعة الثانية من الشعراء والتي ضمت عدداً من المتسابقين بلغ 35 متسابقاً منهم عبد المجيد سعود الحربي، محمد بن فياض العنزي ونبيل بن عاجان وأحمد ومحمد المطيري من السعودية، وناصر العنزي وأحمد الدوسري من الكويت، وثاني سعود درويش من العراق، ومتسابقين آخرين، فقد أوكلت إليها مهمة بيئية لا تقل أهمية عن المهام الخيرية والإنسانية الأخرى، تجلت في مهمة المشاركة في تشجير حديقة تل مرعب في منطقة ليوا في الظفرة، حيث أبدع الشعراء في تصوير رمزية المكان والغافة كشجرة أصيلة من مفردات المكان الإماراتي، مسلطين الضوء في نصوصهم المبدعة على دور راعي البيئة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه الذي وجّه بتشجير الصحراء والعناية بالأشجار كالبشر تماماً، مع ما للغافة من قيمة رمزية كونها شجرة التسامح وملتقى الأجداد ومجلس شورتهم ومنهل حكمتهم، مع إشارة الشعراء إلى المكان الإماراتي في منطقة الظفرة وموقعه المحوري في الذود عن الأرض والعرض مشيرين إلى المكانة العريقة لليوا في التاريخ الإماراتي ومشيدين بجمال رمال تل مرعب واخضرار ربوع الظفرة.
الهلال الأحمر الإماراتي الدور والريادة في الإنقاذ والإسعاف والغوث
وزارت المجموعة الثالثة من الشعراء، مقر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حيث شارك أفرادها في ورشة تدريبية في الإسعافات الأولية، نتج عنها تألق الشعراءالذين برز منهم سالم الملا من الإمارات، وحمود العرجي وسلطان ومطرب العتيبي وزايد الرويس من السعودية، ورحاب السعدي وتركي الحبسي من سلطنة عُمان، أمام لجنة تحكيم البرنامج في وصف دور وريادة هيئة الهلال الأحمر في الحرب والسلام عبر تقديم الغوث الإنساني في كل الساحات، وكسوة المسكين وإعانة المحتاجين وإرسال الأطباء والمتطوعين تلبيةً لنداء الأخوة الإنسانية التي ورثها عيال زايد عن زايد الخير طيب الله ثراه، مع ما تحمله راية الهلال الأحمر من رمزية العز والكرامة الوطنية في إلهام الشعوب مبادئ الرحمة ونشر النموذج الإماراتي الريادي في الإنقاذ والإسعاف وإغاثة الملهوف.
حين يعجز الشعر عن توصيف الألم فيكتفي بالأمل
تألقت المجموعة الرابعة من الشعراء في مقاربة المعاناة الإنسانية العظيمة والآلام الفظيعة التي يعاني منها الأطفال من مرضى السرطان نزلاء قسم الأورام بمستشفى توام في مدينة العين، مقدّرين عالياً من خلال نصوصهم التي نظموها إثر زيارتهم، الدور الكبير والرائد للإمارات في تقديم الرعاية الصحية للمقيم والمواطن دونما تمييز أو تفرقة، واللفتة الإنسانية التي يمثلها المستشفى التخصصي الذي يقدّم الخدمات العلاجية والاستشفاء للمرضى بجودة جعلت منه قبلة علاج ومرتع أمل لهؤلاء المرضى، وقد انعكس كل ذلك إحساسا شعرياً دافقاً وشعوراً جياشاً وحزناً ينساب في كل مفردة شعرية أبكت المستمعين تأثراً بمقدار معاناة الشعراء في توصيف هذا الألم الذي يعانيه الأطفال مرضى السرطان، رغم الهدايا التي حملها الشعراء إليهم للتخفيف عنهم، وكان بين الشعراء محمد مطصفى الشريقي من سوريا، وعلي علوي بن مساعد ونشيرة أحمد الجابري من الإمارات، ومحمد عبد الله الحمادي ونافع نفاع الدلبجي وعادل الحارثي من السعودية، ومزنة البريكي من سلطنة عُمان.
لجنة التحكيم: الشعر الممتاز والمتميز والنقد بمعايير سوق عكاظ
في الاجتماع التقييميلاختبارات الشعراء التحريرية ووقوفهم أمام لجنة التحكيم، وفي المحطة الحاسمة لاختيار الشعراء الـ 48 من ضمن المائة،والتي ضمّت عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية في أبوظبي، وأعضاء لجنة تحكيم شاعر المليون الباحث سلطان العميمي، الدكتور غسان الحسن، والشاعر حمد السعيد إلى جانب عضوي اللجنة الاستشارية الأستاذ تركي المريخي، والأستاذ بدر صفوق، توافق المجتمعون على اختلاف انطباعات أعضاء لجنة التحكيم أثناء مقابلة الشعراء، مع اتفاقهم حول الشاعرية الواضحة والقدرات والمهارات العالية التي أبرزت تنوعهم وثراء تجاربهم الشعرية، خاصة في الإمكانيات والحضور المسرحي وسرعة البديهة والذائقة.
كما أكّد المجتمعون على الدور الكبير لبرنامج شاعر المليون في استقطاب المواهب الشعرية الممتازة والمتميزة مع الإشارة إلى احتلال البرنامج مكانة عربية وعالمية في النقد لم تكن لغيره من المحافل منذ سوق عكاظ لغاية اليوم حتى أصبح بوابة شهرة الشعراء وحلم نجوميتهم، مع الإشادة بإرث البرنامج في مواسمه السابقة وصولاً إلى موسمه التاسع الحالي، حيث استطاع أن يرسخ في الشعراء ثقافة تقبّل النقد والاستماع إلى نصائح المحكّمين مع استعادهم لقبول النقد السلبي دون اعتبار الإساءة لهم ولتجاربهم.