
في غمرة التداعي المتواصل للنظام الإقليمي، جاء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ليزيد من حدة الأزمة الشاملة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط الباحثة عن السلام منذ ما يزيد عن نصف قرن .
الخطة الأمريكية والتي تمنح الفلسطينيين الحق في دولة منزوعة السلاح عاصمتها القدس الشرقية، لم ترق لكل الفاعلين السياسيين في المشهد الفلسطيني،
حركة التحرير الفلسطيني اكدت رفضها الكامل للخطة رغم إعلانها في وقت سابق استعدادها للتفاوض مع أي وسيط دولي يدفع نحو سلام حقيقي بين الشعبين . توقيت الإعلان عن صفقة القرن والذي وصفه الكثيرون بالغير بريء تزامن مع مموجة احتقان شعبي داخل الضفة الغربية بسبب ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بضم منطقة نهر الأردن لقائمة المناطق التابعة لدولة الاحتلال، و هو ما زاد الطينة بلة حيث تجمهر عدد كبير من المواطنين للإعلان عن رفضهم لكل محاولات تهويد الأراضي الفلسطينية تحت أي غطاء وأي شرعية .
تجدر الإشارة إلى أن الأخبار التي تصلنا من الضفة تشير إلى حالة هدوء نسبي بين صفوف المحتجين بعد إعلان جاريد كوشنر صهر ترامب والمشرف الأول عن صفقة القرن عن تراجع الجانب الإسرائيلي عن ضم نهر الأردن على الأقل قبل الانتخابات.
العديد من المواطنين صرحوا أن تصريحات كوشنر تأتي لتؤكد عدم جدية واشنطن في المضي قدماً نحو فرض صفقتها المشبوهة حيث يعتقد هؤلاء المواطنين أن ترامب نفسه على يقين من استحالة تحقيق خطته إلا أنه يسعى من خلال نشرها في هذا الوقت بالذات لاستمالة الشارع الأمريكي بعد خسارته لثقة العديد منهم بسبب قبول مجلس الشيوخ تدارس طلب العزل الذي تقدم به الجمهورييون.