شريط الأخبار
الحجايا يكتب : الرعاية الملكية لسلك القضاء .. خطوة في اتجاه التطوير والتحديث .. أليس من حق القضاة زيادة رواتبهم والحصول على إعفاء جمركي إسرائيل ثاني أغنى دولة في الشرق الأوسط حقيبة وافد تثير الاشتباه في وسط عمّان وتستدعي استنفارًا أمنيًا البيت الأبيض: ترامب سيلتقي الشرع الاثنين هيئة فلسطينية: 2350 اعتداء استيطانيا نفذها الإسرائيليون في تشرين أول أولى الرحلات الجوية العارضة من بولندا تحط في مطار الملك حسين بالعقبة وزير: المجال الجوي الأميركي مهدد بإغلاق جزئي جراء أزمة الموازنة الخزوز: رسالة الملكة في ميونخ تجسّد الرؤية الهاشمية في تمكين الشباب وزير الداخلية: الوحدة الوطنية أهم مرتكزات الأمن الداخلي ألمانيا تؤكد استعدادها لدعم جهود التهدئة في غزة زعيم قبلي سوداني: دفعنا فدى لإطلاق نازحين اختطفهم الدعم السريع وزير الدفاع السوداني يقول إن الجيش سيواصل القتال بني مصطفى: الأردن من أبرز النماذج في القدرة على التكيّف مع الأزمات الكنيست يصوت على مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين الأربعاء وزير الصحة: مستشفى مادبا الجديد سيحدث نقلة نوعية في الخدمات وزير الثقافة يزور الشاعر حامد المبيضين تقديراً لعطائه واطمئناناً على صحته الأرصاد الجوية: تشرين الأول يسجل يوماً مطرياً واحداً وحرارة معتدلة في اغلب المناطق الرواشدة يفتتح معرض "نافذة على تاريخنا العريق" في الكرك بيان وزارة الخارجية الأمريكية حول مناخ الاستثمار في الاردن ضبط فتاتين سرقتا 100 ألف دينار ومصوغات ذهبية في البلقاء

الشاعر شربل داغر يناقش «القصيدة بالنثر» في بيت الثقافة والفنون

الشاعر شربل داغر يناقش «القصيدة بالنثر» في بيت الثقافة والفنون


القلعة نيوز-
قدم الشاعر والباحث اللبناني شربل داغر، في بيت الثقافة والفنون، مساء أمس الأول، أمسية شعرية اشتملت على قراءات من قصائده وحوارا مفتوحا حول مفاهيم وأسئلة ( القصيدة بالنثر).
أدار الأمسية الشاعر محمد العامري، وحول وقال حول الضيف: حين يحفر بالمرآة ليراه، بعد سبعين كتابا والنهر لم يزل يجري في عروق الكتابة، فاض الحبر على سريره ليسهر مع قصيدة تناكف حلمه، تعانده في نظافة اللغة وتنزاح مع ملاءاته في هبوب العارف. كيف لنا ان نحيط بجناحين حلّقا بين مشرق ومغرب، تماما كمن اراد أن يقبض على سلسبيل الوضوء لحظة الصلاة في محراب وحي القصيدة، سؤال يؤرق قارئه قبل كاتب النص، فما بين النص وكاتبه نسيج ناعم لا يمكن لنا ان نميزهما في مرآة الحبر والورقة. لا مسافة بين من جرح الورقة ودمه في لحظة اقتراف النص، علاج لمحو المسافة بين كائن انشطر في لحظة الغربة ليلظم روحة متحدة في كيان الكتابة.
«أيُّ نومٍ يجعل الأبيضَ يستكين إلى حمامةٍ هرعَتْ من آخر الأفق إلى أول الزَّنْبَق؟ أين تنظِّف الحمامةُ خطيئَتَها وقد اشتبكت بالسواد العالِق في دُورِيٍّ كان ينقر شجرة تتهيَّأ لاستقبال الشفق»؟
فلم يكن صاحب التعددية الكتابية بمعزل عن أسئلة وجوده ككائن يريد أن يختبر الأشياء جوهرا ومشهدية، يثيرنا بذوبانه الكامل في سياقات نصه، كمن يغتسل بماء القصيدة كي تطهره من درن الفائض فيها.
وقرأ شربل داغر في الأمسية قصيدة لم يقرأها من قبل، عن أنسي الحاج، وهي: «وأينعت أزهارنا على القحط»، وفيها يقول:
«مرتهنٌ للسفر الطويل دوماً، غربة كل البيوت وأينعت أزهارنا على القحط تهويمة الأغاني
ترسبٌ في الفناحين الفارغة
وسيجارتي تختط طريقي إلى عينيك.
وطلعت من الحضارات البدائية، ناتئة التعابير، مسنونة العينين كالسيوف النحاسية.
من أين لك أن تتوكئي سهلاً، جبلاً يرتطم في قاعي؟
ودخلنا فاتحة الضوء، وحريق يتطاول في المعبد، وانفراجات الأعمدة العالية تمتد طقوساً وثنية: شناشيل، عقود آس، أقداماً عارية والطبل يضج يضجيضج... نقاوة اللحم تتغاوى فوق مذبح الضحية وآتون من كهوفنا نحمل أطياباً ولباناً، صدأ السنين الفارغة ورصد الآتي.
يا نجمة الدرب الزرقاء ماذا لو تتشابك أنوارنا...
نشرش في لجة الفرح الصاخب في صدورنا؟
من أين أتيت؟ كيف ارتميت؟ أمواجي صلدة وبحري مغلق.
تمادى حضورك فيَّ حتى انتفيت، استغرقت في لذة التوحد.
***
وجهك منحوت من الأبنوس والذهب، كالانفجار انوجدت وغمرتني، انزرعت كفصل النار بين حجر الماء وورد الخشب :
سخفٌ تعاويذنا
سخف إشاراتنا الحمراء
كل في عزلته يعاني الدوار.
للصمت أقدام تعبر الجسر العالق في عيوننا، كل المساحات تفوح بنا وطرطقة الأيادي بعض من أغانينا.
يباس أرضنا يا وردة الغيم هلا تفتحت؟
أجنة الزهر تشتاق خصاصيل شعرك، وحنت إليك عصافير الدوالي، يا كرومها غصت باللون الواحد، وتشابهت كل الأوراق بين يديك، وسمائي تضيق والأفق رماد يتطاير فوق طاولتي.
كيف استطعت أن تحددي مسافاتي بك، تسمريني كالحجر المضغوط فوق المقعد وما استطعت يوماً عبور سد وهمي بيني وبينك؟
تناهيت في وجودك وأتيت كأعظم ما يكون المجيء.
وتأنقي وتألقي وانعتقي من براثن الصخر يا جميلة طالعة من الصخر».
وبعد ذلك جرى حوار بينه وبين الجمهور حول عدة قضايا لها علاقة أساسية في مفاهيم القصيدة، وتجلياتها في الأدب العربي، مشيرا بشكل واضح إلى خصوم هذه الكتابة بقوله: قصيدتي لا تسقط في «العاطفة الجياشة». كثير من الشعر الحديث تقليد للأغنيات أو الهتافات السياسية. القصيدة ليست سيارة نقل لما هو خارج اللغة. الشعر فعل اجتماعي ومع ذلك النقاد لا يهتمون بهذا الجانب. كانت تعنيني الكتابة المتعدّدة، فذهبت بالنّثر إلى الشعر نحو مجال إبداعيّ يعمر بالاحتمالات، ولي أن أقدّم فيه مقترحات مختلفة.
والجدير بالذكر بأن الشاعر يعتبر من أعلام هذه القصيدة، وقد صدر له مؤخرا مجلدان عن الهيئة المصرية للكتاب احتفاء بتجربته.--الدستور