القلعة نيوز - لارا احمد *
رمضان هذه السّنة لن يكون تقليدياً بالمرّة، لعلّه حدث تاريخيّ يعيشه المسلمون ستحفظه الذاكرة العربية والإسلامية للعقود وربمّا القرون المقبلة.
في هذا الرمضان، سيضطرّ المسلمون للبقاء في منازلهم طوال اليوم إلا في حالات الضرورة، ولن تكون المساجد مفتوحة لاستقبال المصلّين. هذا ما أكّدته أغلب الحكومات والمؤسسات الدينية.
في الأردن على سبيل المثال، أكّد حسام الحياري، النّاطق الرسمي باسم وزارة الأوقاف والشؤون المقدّسات الإسلامية أنّ المساجد ستظلّ أبوابها مغلقة أمام المصلّين طوال شهر رمضان. هذا القرار متلازم مع استمرار انتشار فيروس كوفيد-19 في البلدان العربية والإسلامية والعالم بصفة عامّة،
ولن تتراجع الوزارة عن قرار مثيل إلا في حال سيطرة البلاد على الفيروس كليّاً قبل أن يهلّ رمضان، الأمرُ الذي يُعدّ أقرب للمستحيل إذ لم يعد يفصلنا عن هذا الشهر سوى أيّام يسيرات.
ويحرص السيّد حسام على أنّ هذا القرار رغم الأسف الذي سيتركه في نفوس المصلّين هو قرار صائب ومتوافق مع روح الشريعة الإسلامية التي تقدّم حفظ النّفس على حفظ الدّين فيما يُعرف بالكليّات الخمس لدى المؤسسات الفقهية الإسلامية العريقة.
وفي الحديث ذاته يوم السبت الماضي، أشار السيّد حسام إلى أنّ الوزارة تعمل بالتنسيق مع الخليّة التي تدير أزمة فيروس الكورونا في الأردن والتي تعمل بدورها مع وزارة الصحّة باعتبارها المُشرف الأوّل على إدارة الوضع الوبائي الراهن.
الأردن ليست الاستثناء العربيّ أو الإسلاميّ، إنّ هناك شبه إجماع في المنطقة على ضرورة إبقاء المساجد مغلقة خلال شهر رمضان. على الجميع أن يضحّي في هذا الفصل المميّز من فصول البشريّة، ولكلّ قربانه، البعض يضحّي بالمال والآخر بمصالحه، وآخرون يضحّون ببساطة بما اعتادوا القيام به لسنوات وعقود، لكنّ الذي يبقى في النّهاية هي الذكرى الطيّبة التي سيتركها الإنسان وهو يُعطّر مسار الإنسانيّة عبر تضحياته، مهما بدت بسيطة للبعض.
----------------------------
* كاتبه واعلاميه لبنانيه