شريط الأخبار
التربية تبدأ استقبال طلبات التعليم الإضافي إلكترونيا - رابط الغذاء والدواء: تكثيف الرقابة على المنشآت الغذائية عالية الخطورة مع ارتفاع الحرارة ولي العهد عن مشروع أول قمر صناعي أردني: إنجاز بأيدي شبابنا أنغام: أنا بالمستشفى ولا علاقة لي بالهجوم على شيرين كارول سماحة تنشر صورة برفقة إبنتها تالا... أحمد السقا أمام النيابة: لم أترصّد لطليقتي .. رأيتها صدفة وحاولت الحديث معها سمية الخشاب تنفي زواجها سرا وتصف حالتها بـ «الملكية» مكافحة المخدرات: جميع الأنواع بما في ذلك الحشيش تنطوي على خطر الإدمان طقس صيفي اعتيادي في أغلب مناطق المملكة حتى نهاية الاسبوع بالأسماء ... فاقدين لوظائفهم في وزارة التربية "الطيران المدني": عودة حركة المسافرين عبر مطار الملكة علياء إلى طبيعتها الأحداث تتسارع.... سفينة مساعدات إماراتية إلى غزة رئيس النواب يلتقي في لندن رئيسي مجلسي العموم واللوردات البريطانيين حماس: ندرس عروضا جديدة لوقف إطلاق النار تلقيناها من الوسطاء وزير الخارجية ونظيرته الفلسطينية يؤكدان ضرورة وقف العدوان على غزة بشكل فوري أميركا: قرار إيران تعليق تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية غير مقبول محافظ دمشق من عمان : السوريون في الأردن لم يكونوا يومًا في المهجر مصدر سوري: الحديث عن سلام مع إسرائيل سابق لأوانه كتلة عزم نقف خلف مواقف الملك ونرفض التصريحات الإسرائيلية التصعيدية بشأن الضفة الغربية

د. القرم يكتب :رأس المال الأخلاقي- جامعة عمان الأهلية أنموذجاً...

د. القرم يكتب :رأس المال الأخلاقي جامعة عمان الأهلية أنموذجاً...



القلعه نيوز – د.محمد القرم*

قال تعالى : "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ"
يواجه الوطن اليوم ظرفاً دقيقاً ووضعاً استثنائياً وتحدياً كبيراً لا يتعلق بالوباء فقط وإنما بتداعياته وأبعاده، وياتي على رأس هذه التداعيات والأبعاد، الوضع الاقتصادي الصعب والذي تضاعفت صعوبته نتيجة الإجراءات المتعلقة بمكافحة الوباء.

لقد تلخصت مهمة الاقتصاد ورأس المال التقليدية بامتلاك أدوات الإنتاج ومراكمة الأرباح بعيداُ عن السؤال الأخلاقي والمهمة الحضارية، هذه المهمة التقليدية المرتهنة لثنائية الربح والخسارة، وبتعريف الربح على شكل حيازات وملكيات وأرصدة مالية، وتحقيق أكبر قدر من المصلحة الشخصية، والأفضلية المادية، وفي ظل هذه التداعيات والأبعاد، تصير الحاجة إلى اقتصاد أخلاقي ورأس مال ينحاز إلى القيم الإنسانية الجوهرية مسألة مصيرية.

هنا تقدم جامعة عمان الأهلية نموذجاً حياً وتطبيقاً عملياً لفكرة الاستثمار الأخلاقي والاقتصاد القائم على قيم التعاون والمشاركة والثقة، فكانت من أوائل المبادرين إلى تقديم الدعم لصندوق "همة وطن" بعيداً عن حسابات السبق والمزايدة وبانحياز مطلق للمصلحة العامة باعتباره واجباً وطنياً مقدساً. فالوطنية ليست مقولة، وانما أفعالا ينطبق عليها قوله تعالى : "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ".

كما كانت أول مؤسسة تبادر إلى تأمين العاملين فيها وبكل المستويات بصرف رواتبهم في وقت مبكر للغاية ولم تكن الجامعة استثناءً فقد شملت هذه الإجراءات كل المؤسسات والشركات التابعة " لمجموعة الحوراني" في خطوة تثبت التزاما عاليا تجاه الرسالة التي تتبناها والثقافة التي تؤطر عملها، فجسدت بذلك فكرة الأمان الوظيفي المنسجم مع التوجيهات الرسمية وحتى قبل صدور أمر الدفاع المتعلق بدفع رواتب القطاع الخاص

هذه المجموعة تحكمها الأخلاق قبل القانون ، وتستحق لقب " إبن البلد الحقيقي " . هذا في الوقت الذي كانت فيه الجامعة وفية لرسالتها السامية وأمينة على مستقبل طلابها، فقد استأنفت مسيرتها عبر التعلم عن بعد وفي أول أيام الحظر كنتيجة طبيعية لاستجابتها بكل كفاءة واقتدار للظرف الاستثنائي، وعبر الاستعداد المسبق والمبكر، الأمر الذي يثبت عافية المؤسسة ومناعتها، كيف لا!، وقد سطرت هذه الجامعة اسمها كأول جامعة أهلية في البلاد بعيداً عن استنساخ التجارب،

ولم تكتفِ بكونها رائدة الجامعات الخاصة في الأردن في التأسيس، فهي استمدت شرعيتها الريادية من العمل الدؤوب المشفوع بالوعي العميق والاستبصار الثاقب والرؤية المستنيرة، وهي ذات الرؤية التي منحتها صفة التطور والاستمرار والريادة، وبعيداً عن النموذج الإغاثي – على أهميته في الظرف الراهن الاستثنائي – قدمت هذه المؤسسة نموذجاً في الاستثمار الذي يحقق استدامة التنمية، نموذجاً يعتمد بناء الإنسان ويلتزم بالأسس والمبادئ الأخلاقية ويتطابق مع مضامين الثقافة الأصيلة وفلسفتها الحضارية.

إن الرؤية الأخلاقية هي روح الاقتصاد التي تتبناها هذه المؤسسة الوطنية العريقة، والثقافة التي تؤسس لها، الأمر الذي يدفع العاملين فيها إلى تبني الرغبة بالمبادأة والمبادرة والإبداع، والشغف تجاه العمل والعطاء، وهي كذلك ما يعزز قيم الثقة بالمؤسسة وداخلها، وتعكسها للمجتمع بأكمله شكلاً ومضموناً. وهي بذلك تقدم أرضية صلبة واثقة للعاملين فيها وعلى كل المستويات للتفرغ للإنتاج وللعمل الجاد بعيداً عن سؤال الإرتباك من القادم، والتخوف من التقلبات، والارتهان للإحتمالات،

وفي الظروف الاسثنائية والمفاجئة، حيث تسود حالة الهلع والتخبط والجشع وحسابات الربح والخسارة المادية، تقدم هذه المؤسسة " جامعة عمان الأهلية " والمجموعة التي تنتمي لها " مجموعة الحوراني " القدوة في القدرة على الإيفاء بتعهداتها المادية والمعنوية، كمثال للريادة والقيادة، فالريادة مكانة، لا مكان. وهي نهج ناظم للمجموعة في الفعل الوطني الحقيقي، بفهم عميق لدورها الأخلاقي والاجتماعي، وبتبصر واستنارة لمهمتها الأساسية في الاستثمار الأنقى والأبقى، الاستثمار في الإنسان وللإنسان.

وهي بذلك ترسخ اقتصاداً منتميا للوطن ولهويته الحضارية وتؤكد على مقولة "ما لا يمكن أن يشتريه المال"، فجامعة عمان الأهلية ممثلة برئيس هيئة المديرين، وقيادة مجموعة الحوراني تقول بكل وضوح: "هناك فرق شاسع بين ثمن الأشياء وبين قيمتها".

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

* الكاتب : استاذ في جامعة عمان الاهليه /كلية الآداب والعلوم/ قسم العلوم الاجتماعية