وكان اجتماعا عقد مؤخرا، بالتنسيق مع مديرية شرطة المحافظة وكافة الكوادر العاملة في الميدان، أسفر عن تسيير طائرة الدرون من قبل الادارة الملكية لحماية البيئة والسياحة، لرصد ومتابعة عمليات الاعتداء على الثروة الحرجية وملاحقة مفتعلي الحرائق وتحديد هوياتهم تمهيدا للقبض عليهم وتوديعهم للجهات القضائية المختصة.
وتم وضع برنامج خاص بتلك الطائرة لتسيير جولات رقابية واستخدامها اثناء الحرائق في المناطق الجبلية والوعرة لتحديد أقصر الطرق وأسهلها لآليات الدفاع المدني، لإطفاء الحرائق وتوفير الوقت والجهد وحماية الكوادر البشرية.
وتؤكد مصادر الإدارة الملكية، أن من مميزات هذه الطائرة التحليق على ارتفاع 300 متر ورصد مساحة لا تقل عن 10كم، بحيث تستطيع من خلالها تصوير أي شخص في الغابات وبدقة عالية، بما يتيح تحديد هوية ذلك الشخص والتعرف عليه، لتقوم الاجهزة الامنية المختصة بملاحقته والقبض عليه واتخاذ الاجراءات القانونية والادارية اللازمة بحقه.
وأوضحت ذات المصادر أن شريط التصوير في الطائرة يعد دليلا قانونيا قاطعا في الاثبات امام الجهات القضائية.
ويقول الناشطان علي المومني وخالد عنانزة، إن من شأن هذه الخطوة تقليل الاعتداء على الغابات وردع مفتعلي الحرائق، مطالبين بتوفير عدة طائرات لمراقبة جميع المساحات الحرجية في المحافظة على مدار الساعة.
ويقول منذر الزغول، إن محافظ عجلون وبالتنسيق مع مديرية الشرطة والاقسام الامنية المتخصصة الملحقة بها وكوادر الدفاع المدني والزراعة يبذلون هذه الأيام جهودا استثنائية لحماية الثروة الحرجية من الحرائق المفتعلة والاعتداءات الجائرة، من خلال وضع الخطط والبرامج وتنفيذها على أرض الواقع، إضافة الى اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحق من يتم ضبطه في الاعتداءات على الثروة الحرجية.
وكان محافظ عجلون سلمان النجادا، ترأس مؤخرا اجتماعا بحضور مدير دفاع مدني عجلون المقدم أحمد العنانزة، ومدير زراعة عجلون المهندس رائد الشرمان ورئيس قسم الشرطة البيئة في المحافظة ورئيس قسم الحراج وعدد من المعنيين، وذلك لمناقشة أسباب الحرائق التي اندلعت مؤخرا في عدد من مناطق المحافظة ومناقشة السبل والطرق الممكنة للحد منها، واتخاذ الإجراءات الوقائية الكفيلة بحماية الغابات من الحرائق المفتعله والتحطيب الجائر.
وأكد النجادا على ضرورة تضافر جميع الجهود الرسمية والشعبية لحماية الثروة الحرجية في المحافظة، مشيرا الى ضرورة تشكيل جهد مساند للزراعة والدفاع المدني، من خلال تشكيل مجموعات شبابية تطوعية قادرة على المساعدة في الأوقات التي تتطلب ذلك، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ اجراءات مشدده بحق المخالفين والمعتدين على الاراضي الحرجية ومفتعلي الحرائق في مناطق الغابات والاراضي المملوكة.
وأكد على ضرورة التنسيق والتعاون والعمل بروح الفريق الواحد من اجل حماية الثروة الحرجية، مشيرا الى ان أي اعتداء على الثروة الحرجية، هو اعتداء على مقدرات الوطن يتوجب المحاسبة واتخاذ اجراءات رادعة.
وبين النجادا أنه تم القبض على مفتعل حرائق غابات منطقة حلاوة مؤخرا، والتي طالت زهاء 800 دونم من الأعشاب والاشجار الحرجية والمثمرة في المنطقة، مؤكدا إنه سيتم اتخاذ اشد الإجراءات بحق هذا الشخص الذي تسبب بحرائق مئات الدونمات، فضلا على الجهود التي بذلت من قبل كوادر الدفاع المدني والأجهزة التنفيذية الأخرى للحيلولة دون توسع رقعة الحريق.
ويقول مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان، إنه تم مناقشة عدد من الأفكار والاقتراحات لتطبيقها على أرض الواقع، ومن ذلك تشكيل فرق تطوعية شبابية من أصحاب الخبرة، للمساهمة بدعم جهود الكوادر المختلفة العاملة في الميدان، وكذلك تفعيل دور الطائرات بدون طيار لمراقبة الثروة الحرجية، إضافة الى العمل بشكل مستمر على تنظيف منطقة الغابات من الأحطاب والأعشاب اليابسة والإطارات القديمة، التي تساعد على اشتعال النيران وسرعة انتشارها، واتخاذ إجراءات أخرى للمساعدة في سرعة وصول كوادر الدفاع المدني والزراعة الى أماكن الحريق بسرعة أكبر، وتسيير دوريات مشتركة بين الامن العام والدفاع المدني والزراعة.