تشرفت كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية ظهر اليوم، باستقبال جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتفضله برعاية حفل تخريج المشاركين في دورة الدفاع 17 وطلبة برنامج ماجستير استراتيجيات مكافحة التطرف والإرهاب 3، لتزف للوطن كوكبة جديدة من القيادات الوطنية الواعدة.
لقد شهدت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية، اهتماماً متزايداً في المجال الاكاديمي والتعليمي خاصة فيما يتعلق بتطوير الفكر والتخطيط الاستراتيجي، وتنفيذاً للتوجيهات والرؤى الملكية السامية فإن الاستراتيجيات الوطنية تركز على محور إعداد القيادات الواعدة ضمن الأهداف الوطنية لتنمية الموارد البشرية، وتعتبره من ضمن أهم الأولويات الكفيلة بالتحضير المناسب للمستقبل من خلال اكتشاف القيادات وتدريبها وتأهيلها وتوفير الظروف المناسبة لتسلمها المواقع القيادية بحيث تكون قادرة على مواجهة التحديات واتخاذ القرارات بحكمة واتزان وتحمل المسؤولية بكل كفاءة واقتدار.
وهكذا جاءت كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، اعلى صرح أكاديمي في القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، كنموذج للتطوير ومنارة علم وتنوير متجددة تلبي طموحات قائدنا الاعلى بأهمية التحديث في المادة الأكاديمية والتمارين والابحاث والدراسات اخذين بعين الاعتبار ادوار ومهام قواتنا المسلحة التي ستقوم بها مستقبلاً ومتغيرات البيئة الاستراتيجية وتأثيراتها على الأمن الوطني، وتطوير العنصر البشري وبناء قدراته في مجال الاستشراف الاستراتيجي والتفكير الريادي الذي يشكل الأساس والثروة الحقيقية لتخريج منتسبي هذه الكلية على درجة عالية من التأهيل والتدريب والكفاءة والمعرفة، للتعامل مع قضايا الأمن والدفاع بحرفية عالية في عصر العولمة، وثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات.
وتهدف الكلية الى تطوير الفكر الاستراتيجي ومهارات تصميم السياسات الوطنية لدى الدارسين، ودراسة وتحليل عناصر القوة الوطنية وأثرها في الأمن الوطني الأردني، ودراسة وتقييم معاضل التخطيط الاستراتيجي للدفاع وتطوير منهجية إدارة الأزمات الوطنية، إضافة إلى دمج كافة الجهود السياسية والعسكرية والاقتصادية، والاجتماعية والعلمية في قضايا الأمن والدفاع ضمن إطار وطني شامل، وإعداد استراتيجيات تسهم في تثقيف وتوعية وتحصين المجتمع ضد الفكر المتطرف، وتنمية معارف الدارسين في المجالات التي يتضمنها برنامج الدفاع الوطني، وإجراء البحوث والدراسات الاستراتيجية على المستوى الوطني، وفي نهاية كل دورة تقدم الكلية لجلالة الملك وثيقة التقييم الاستراتيجي التي تحتوي على نتائجَ وتوصياتٍ وخيارات متاحة للدولة الأردنية في جميع القضايا وعلى المستويات الدولية والإقليمية والمحلية.
لقد قدمت هذه الكلية للوطن وللقوات المسلحة وللدول الشقيقة والصديقة كوكبة من القيادات الواعدة التي تلقت في رحاب هذه الكلية تأهيلاً علمياً وفكرياً راقياً ومتقدماً ينسجم مع متطلبات العصر، تمهيداً لاستلامهم مناصب عليا ذات ارتباط بالتخطيط الاستراتيجي على المستوى الوطني، لما يتميزون به من معرفة ومهارة وحرفية عالية، ودأبت هذه الكلية ومنذ تأسيسها على الأخذ بزمام المبادرة في انتخاب افضل الممارسات لتحقيق اهدافها ومواكبة كل ما هو جديد ومتطور في مجال التأهيل و التدريب.
نفتخر ونعتز بهذه الكلية العريقة وهي تسير بخطى منهجية ثابتة وفق سياسة تدريبية متقنة تواكب العصر وتسعى للتميز والجودة والاتقان وذلك من خلال التحديث المستمر الذي يتماشى مع المتغيرات المتسارعة في البيئة الاستراتيجية .
كل الشكر والتقدير لرئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي ولآمر الكلية العميد الركن علي المقابلة وأعضاء هيئة التوجيه وكافة مرتباتها على ما بذلوه من جهد كبير لتهيئة هؤلاء الخريجين وإعدادهم وتوسيع مداركهم وصقل شخصياتهم وفكرهم وتسليحهم بالمعرفة العسكرية والأكاديمية.
نبارك لقائدنا ووطننا وامتنا هذه النخبة المميزة من القيادات الواعدة، داعين المولى عز وجل ان يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه. ----------------------------------------------------------------------------------------------------------
* الكاتب عميد ركن متقاعد