شريط الأخبار
إسرائيل ثاني أغنى دولة في الشرق الأوسط حقيبة وافد تثير الاشتباه في وسط عمّان وتستدعي استنفارًا أمنيًا البيت الأبيض: ترامب سيلتقي الشرع الاثنين هيئة فلسطينية: 2350 اعتداء استيطانيا نفذها الإسرائيليون في تشرين أول أولى الرحلات الجوية العارضة من بولندا تحط في مطار الملك حسين بالعقبة وزير: المجال الجوي الأميركي مهدد بإغلاق جزئي جراء أزمة الموازنة الخزوز: رسالة الملكة في ميونخ تجسّد الرؤية الهاشمية في تمكين الشباب وزير الداخلية: الوحدة الوطنية أهم مرتكزات الأمن الداخلي ألمانيا تؤكد استعدادها لدعم جهود التهدئة في غزة زعيم قبلي سوداني: دفعنا فدى لإطلاق نازحين اختطفهم الدعم السريع وزير الدفاع السوداني يقول إن الجيش سيواصل القتال بني مصطفى: الأردن من أبرز النماذج في القدرة على التكيّف مع الأزمات الكنيست يصوت على مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين الأربعاء وزير الصحة: مستشفى مادبا الجديد سيحدث نقلة نوعية في الخدمات وزير الثقافة يزور الشاعر حامد المبيضين تقديراً لعطائه واطمئناناً على صحته الأرصاد الجوية: تشرين الأول يسجل يوماً مطرياً واحداً وحرارة معتدلة في اغلب المناطق الرواشدة يفتتح معرض "نافذة على تاريخنا العريق" في الكرك بيان وزارة الخارجية الأمريكية حول مناخ الاستثمار في الاردن ضبط فتاتين سرقتا 100 ألف دينار ومصوغات ذهبية في البلقاء أزمة جديدة تضرب مصر وتهدد أمنها الغذائي

الحجاج تكتب :قراءة فلسفيه في مقولة " فاقد الشيء يعطي ما يملك

الحجاج  تكتب :قراءة  فلسفيه في مقولة  فاقد الشيء يعطي ما يملك

القلعه نيوز - هبة أحمد الحجاج

فاقد الشيء " قد تكونُ هذه الجملة قد حيرتْ العالم بأسرهِ " أشخاص يتفقون " أن فاقد الشيء يعطيه بالشكل الذي تمنَّى أن يحصل عليه ..". وهنالك أشخاص يتفقون " أن فاقدَ الشيء لا يعطيه" . وبين هُنا وهُناك قد تُصبحُ مُحتارًا ، أي من هاتين الجملتين صحيحتين

، ويبدأ التفكير " يعطي أو لا يعطي!؟ ". دعنا نتفق على هذهِ الجملة مبدئياً " فاقدُ الشيءِ يُعطيهِ أو لا يُعطِيهِ حسبَ الطلب . هُنا الطلبُ ينقسمُ إلى قسمين : قسم مادي ، وقسم معنوي.. لنبدأ بالقسم المعنوي : تخيل معي فتاةً صغيرةً تربتْ مع عائِلتها لكِنّها لم تشعر بالحنانِ و المحبةِ والمودة ، فقط كانتْ تَسمعُ التوبيخَ والإهانات، لا يوجدُ هناك يدٌ تُطبطِبُ عليها، ولا أحد يمسحُ دمعتها المخفية في ظلمةِ الليل ، فتربتْ هذهِ الطفلةُ على عدمِ الحنانِ والمحبة ، فماذا تتوقع؟ هل تتوقع أنها ستقسو على أولادها في المستقبل كما قسو عليها؟!

اعذرني بهذه الكلمة " أنت على خطأ ". بل على العكس، يوجد فيها حنان ومحبة قد يشبعُ العالمَ بأسره ، لأنها شعرتْ بمرارةِ الحرمانِ من الحنانِ والمحبةِ، فلا تُريدُ لأطفالها بل لأي شخصٍ في العالم صغيرٍ أم كبير أن يشعر بما شعرتْ به ، فقامتْ ومسحتْ دمعتها ولوحت بلافتةٍ للأُفق " فاقدُ الشيء يُعطيه لأنهُ أعلمُ الناسِ بمرارةِ فقده".

فتاةٌ أحبت شاب وسرق أحلى سنين عمرها ، ملّكتهُ قلبها ، أحبته كما أحبَ " قيسٌ ليلى "، وعنترة وعبلة، تماماً كقصصِ و حكاياتِ الحب الأسطورية ، ولكنهُ غَدرَ بها وتركها في منتصفِ الطريق ، وفجأةً ظهرَ شخصٌ في الطريقِ التي كانتْ تجلسُ بها وتندبُ حظها على ذلك الشخصِ الخائن، وكيفَ مَلّكتهُ زِمام قلبها ، مد لها يدهُ وأعطاها قلبهُ حتى تستطيعَ أن تُرمم ما حصلَ فيهِ من انهياراتٍ ودمار بعد ذلك الحب ، أتظنُ أنها لن تثقَ ولن تستطيعَ أن تقدمَ لهُ الحب؟ لأنها قدمتهُ لشخصٍ آخر فلن تستطيعَ أن تُحبَ مرةً آخرى؟!

اعذرني أن أقولَ لكَ " أنت على خطأ "، لأنها مسحتْ دموعها وابتسمتْ وأمسكتْ بيدهِ وقالتْ لهُ " فاقدُ الشيءِ يعطيهِ بالشكلِ الذي تمنَّى أن يحصلَ عليه" . شخصٌ لم يتذوق الطعامَ منذُ يومين ولم يأكل كسرةَ خبز ، ويشعرُ أن أمعاءهُ قد تتمزقُ من شدةِ الجوع، وتصدرُ أصواتًا وكأن داخلها معركةٌ تتقارع فيها السيوف من شدة وطأة المعركة، أقصدُ من شدةِ الجوع ، وهناك شخصٌ يمتلكُ رغيفًا من الخبزِ وينظرُ إليه ويتذكرُ ماذا حصلَ لهُ قبل يومين بسببِ الجوع ، يتذكرُ ملامحهُ وخطواتِهِ وكيف كان يعاني من شدةِ الجوع ، فيذهبُ ويقدمُ له الخبزَ ويقولُ: " أحياناً فاقدُ الشيء يمنحك ضِعفه ، كأنه يمنحُ نفسهُ معكَ مافقده"

. قد تصلُ إلى نتيجةِ أن " فاقدَ الشيء يُعطيه ". نعم ولكن يجب أن تُكملَ الجُملة " فاقدُ الشيءِ يُعطيه بما يملك ". فلا تطلب من شخصٍ لا يملكُ المال أن يُعطيكَ المال " لأنه وبكلِ تأكيد " فاقدُ الشيءِ لا يُعطيه "

. لا تطلب من شخصٍ " وظيفة " وأنت وهو على رأي المثل " بالهوا سوا " لأنه "فاقد الشيء لا يعطيه "
. لا تطلب من شخصٍ " أن يُهديك سيارة " وهو بالكادِ يمتلكُ أجار المواصلات، لأنه سيجيبك بلغتنا " من وين يا حسرة"

. وأنا سأُجيبك "فاقدُ الشيء يُعطيه أو لا يُعطيه " على مبدأ "إذا أردت أن تُطاع فاطلب المستطاع" . والآن ماذا قررتْ يعطيهِ أم لا يُعطيه ؟!