شريط الأخبار
المحامي شبلي عبد الهادي القطيش يهنئ الملك والأردنيين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك الملكة رانيا: اللهم اجعله شهر سكينة للروح والغفران الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بمناسبة شهر رمضان حسّان يهنئ بحلول رمضان ترامب لزيلينسكي: بلادك في ورطة وأنت لا تريد وقف إطلاق النار الملك يهنئ الأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان أسرة مجموعة القلعة نيوز الاعلامية تهنئ بحلول شهر رمضان .. السبت أول أيام رمضان في الأردن.. الذكرى 69 لتعريب قيادة الجيش العربي..محطة مشرفة في تاريخ الوطن ورفعته وازدهاره الفايز: إطلاق الهوية الجديدة لمدينة العقبة خطوة إستراتيجية دول تعلن الأحد أول أيام رمضان (أسماء) الحكومة تثبت أسعار البنزين والكاز وتخفض الديزل 15 فلساً لشهر آذار مصدر حكومي: سيارات الـ BMW للوزراء اشترتها الحكومة السابقة وتستخدم بالتدرج العيسوي يستقبل المئات من وجهاء وأبناء عشائر بني صخر ولوائي الجيزة والموقر توافدوا للديوان الملكي / صور مناطق تسجل درجات حرارة تحت الصفر خلال 24 ساعة الماضية سيارات BMW جديدة لوزراء في الحكومة بدلا من تيسلا ومرسيدس مملكة البحرين تتسلم رئاسة الهيئة العربية للطاقة المتجددة لعامين قادمين استشهاد مواطن جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح النفط يتجه نحو تسجيل أول خسارة شهرية في 3 أشهر الذكرى التاسعة والستون لتعريب قيادة الجيش العربي .. قرار بطولي أعاد مجد الأمة

الحجاج تكتب :قراءة فلسفيه في مقولة " فاقد الشيء يعطي ما يملك

الحجاج  تكتب :قراءة  فلسفيه في مقولة  فاقد الشيء يعطي ما يملك

القلعه نيوز - هبة أحمد الحجاج

فاقد الشيء " قد تكونُ هذه الجملة قد حيرتْ العالم بأسرهِ " أشخاص يتفقون " أن فاقد الشيء يعطيه بالشكل الذي تمنَّى أن يحصل عليه ..". وهنالك أشخاص يتفقون " أن فاقدَ الشيء لا يعطيه" . وبين هُنا وهُناك قد تُصبحُ مُحتارًا ، أي من هاتين الجملتين صحيحتين

، ويبدأ التفكير " يعطي أو لا يعطي!؟ ". دعنا نتفق على هذهِ الجملة مبدئياً " فاقدُ الشيءِ يُعطيهِ أو لا يُعطِيهِ حسبَ الطلب . هُنا الطلبُ ينقسمُ إلى قسمين : قسم مادي ، وقسم معنوي.. لنبدأ بالقسم المعنوي : تخيل معي فتاةً صغيرةً تربتْ مع عائِلتها لكِنّها لم تشعر بالحنانِ و المحبةِ والمودة ، فقط كانتْ تَسمعُ التوبيخَ والإهانات، لا يوجدُ هناك يدٌ تُطبطِبُ عليها، ولا أحد يمسحُ دمعتها المخفية في ظلمةِ الليل ، فتربتْ هذهِ الطفلةُ على عدمِ الحنانِ والمحبة ، فماذا تتوقع؟ هل تتوقع أنها ستقسو على أولادها في المستقبل كما قسو عليها؟!

اعذرني بهذه الكلمة " أنت على خطأ ". بل على العكس، يوجد فيها حنان ومحبة قد يشبعُ العالمَ بأسره ، لأنها شعرتْ بمرارةِ الحرمانِ من الحنانِ والمحبةِ، فلا تُريدُ لأطفالها بل لأي شخصٍ في العالم صغيرٍ أم كبير أن يشعر بما شعرتْ به ، فقامتْ ومسحتْ دمعتها ولوحت بلافتةٍ للأُفق " فاقدُ الشيء يُعطيه لأنهُ أعلمُ الناسِ بمرارةِ فقده".

فتاةٌ أحبت شاب وسرق أحلى سنين عمرها ، ملّكتهُ قلبها ، أحبته كما أحبَ " قيسٌ ليلى "، وعنترة وعبلة، تماماً كقصصِ و حكاياتِ الحب الأسطورية ، ولكنهُ غَدرَ بها وتركها في منتصفِ الطريق ، وفجأةً ظهرَ شخصٌ في الطريقِ التي كانتْ تجلسُ بها وتندبُ حظها على ذلك الشخصِ الخائن، وكيفَ مَلّكتهُ زِمام قلبها ، مد لها يدهُ وأعطاها قلبهُ حتى تستطيعَ أن تُرمم ما حصلَ فيهِ من انهياراتٍ ودمار بعد ذلك الحب ، أتظنُ أنها لن تثقَ ولن تستطيعَ أن تقدمَ لهُ الحب؟ لأنها قدمتهُ لشخصٍ آخر فلن تستطيعَ أن تُحبَ مرةً آخرى؟!

اعذرني أن أقولَ لكَ " أنت على خطأ "، لأنها مسحتْ دموعها وابتسمتْ وأمسكتْ بيدهِ وقالتْ لهُ " فاقدُ الشيءِ يعطيهِ بالشكلِ الذي تمنَّى أن يحصلَ عليه" . شخصٌ لم يتذوق الطعامَ منذُ يومين ولم يأكل كسرةَ خبز ، ويشعرُ أن أمعاءهُ قد تتمزقُ من شدةِ الجوع، وتصدرُ أصواتًا وكأن داخلها معركةٌ تتقارع فيها السيوف من شدة وطأة المعركة، أقصدُ من شدةِ الجوع ، وهناك شخصٌ يمتلكُ رغيفًا من الخبزِ وينظرُ إليه ويتذكرُ ماذا حصلَ لهُ قبل يومين بسببِ الجوع ، يتذكرُ ملامحهُ وخطواتِهِ وكيف كان يعاني من شدةِ الجوع ، فيذهبُ ويقدمُ له الخبزَ ويقولُ: " أحياناً فاقدُ الشيء يمنحك ضِعفه ، كأنه يمنحُ نفسهُ معكَ مافقده"

. قد تصلُ إلى نتيجةِ أن " فاقدَ الشيء يُعطيه ". نعم ولكن يجب أن تُكملَ الجُملة " فاقدُ الشيءِ يُعطيه بما يملك ". فلا تطلب من شخصٍ لا يملكُ المال أن يُعطيكَ المال " لأنه وبكلِ تأكيد " فاقدُ الشيءِ لا يُعطيه "

. لا تطلب من شخصٍ " وظيفة " وأنت وهو على رأي المثل " بالهوا سوا " لأنه "فاقد الشيء لا يعطيه "
. لا تطلب من شخصٍ " أن يُهديك سيارة " وهو بالكادِ يمتلكُ أجار المواصلات، لأنه سيجيبك بلغتنا " من وين يا حسرة"

. وأنا سأُجيبك "فاقدُ الشيء يُعطيه أو لا يُعطيه " على مبدأ "إذا أردت أن تُطاع فاطلب المستطاع" . والآن ماذا قررتْ يعطيهِ أم لا يُعطيه ؟!