تأتي زيارات جلالة الملك ، و ولي العهد ، المتكررة لمختلف قطاعات الوطن و مشاريعه التنموية و بشكل متواصل للتعرف عن قرب على تطورها و متابعة تفاصيلها . فمؤسسة العرش كانت دائما الراعي الاول للتنمية الانسانية و الوطنية الشاملة يحس بها من يعايش ظروف الوطن و يعرف تاريخه.
ادرك جلالة الملك مبكراً عند استلامه سلطاته الدستورية ان متابعة تنفيذ الخطط الطموحة بشكل مباشر هي من الضرورات لتحفيز الجميع على العمل و تحقيق افضل النتائج . يعمل جلالته بشكل دؤوب من اجل اعادة بناء الاقتصاد الاردني و كذلك تفعيل دور الحكومة و كافة مؤسسات الدولة لتكون رصيدا حقيقياً للوطن تساهم في رفعته و لا تستنزف طاقاته. جلالة الملك هو الداعم الاكبر للعمل على اساس اداري و اقتصادي علمي حديث يوازن بين الفعالية و الكفاءة لتلبية حاجات الوطن من تطور انساني و اجتماعي يدفع عجلة التطور.
ان النهج الملكي في المتابعة هو جزء هام من استراتيجية واضحة و من اساسيات القيادة . يعتني جلالته بالتفاصيل لانها مهمة في بناء الاوطان و تطورها، فالصورة الكبرى هي مجموعة كاملة من التفاصيل الهامة. ان هذا الاسلوب الملكي في الادارة و المتابعة و التقييم يشكل دافعا لكل مسؤول و مواطن الى ان يكافح في خدمة الوطن . فالثقة في مستقبل الوطن و الثقة في القيادة العادلة و الحكيمة صنوان.
اسس الملك عبد الله الاول الدولة ، و ركز الملك طلال الدعائم الدستورية ، اما الحسين فقد بنى المؤسسات و جعل من الاردن اسما عالميا. و ها هو عبد الله الثاني يكمل مسيرة الخير و يطلق قدرات ابناء الاردن الزاخرة في بناء الاردن الخير و العطاء. الاردن جميل ، الاردن عزيز، و يستحق منا الوفاء بالقول و العمل . لنستذكر كلمات الراحل الفذ سليمان المشيني: "فدوى لعيونك يا أردن .. الغوالي يِرْخَصَنَّ يا وَطَنْ عِزّهْ وحمِيَّهْ .. ديْرَةً بالحُسْنِ جَنَّهْ عالجمِرْ تمشي النّشامى .. والوَفا للحُرِّ سُنَّهْ نِزْرَعْ ارْضَهْ بالمفاخِرْ ... حِنّا لَنْ قُلْنا فَعَلْنا"
* الكاتب لواء ركن متقاعد