ما هي ميزة الاردن التنافسية في عصر ما بعد كورونا ؟ الاجابة على هذا السؤال هامة جدا لبداية الخروج من الازمة الحالية. ان التخصص ، و حتى على المستوى الوطني ، هي من معالم المستقبل . كيف يمكن لنا ان نعزز مشاركتنا في اقتصاد الاقليم و العالم ؟
لا بد ، و بسرعة ، من صياغة رؤية استراتيجية اقتصادية ترتكز الى مواطن القوة الاردنية الكامنة و تغتنم في نفس الوقت الفرص الخارجية. ثرواتنا الطبيعية محدودة ، و قدراتنا الزراعية تواجه منافسة حادة ، و مع ان بعض صناعاتنا متميزة الا انها اكثر كلفة و تحتاج اتفاقيات تجارة خاصة ، اما سياحتنا فستحتاج الى وقت كبير حتى تقف على قدميها مرة اخرى بعد ما اصابها بسبب ازمة كورونا.
نحن نعلم ان الانسان اغلى ما نملك ، و قد استثمر الاردن بالفعل في التنمية البشرية بشكل كبير حتى اصبحت لدينا طاقات ضخمة في هذا المجال . لدينا قطاعين استراتيجيين يحتاجهما الاقليم و لدينا فيهما بنى بشرية و تحتية متميزة و مناخ ملائم جدا للاستثمار و التطوير و هما التعليم و الصحة. لدينا من الامكانات و الخبرات المتراكمة و التي يمكن لها ان تجعل الاردن مركزاً اقليمياً للتعليم و العلاج بكافة اشكالهما اضافة الى البحث و التطوير المستمرين للقطاعات المكملة كالصيدلة و تقنيات التعليم و ما شابه ذلك.
ماذا لو فكرنا في جعل الاردن باكمله كمركز للتعليم و العلاج و التطوير المستمر. ميزتنا في هذين القطاعين اكبر مما لدينا في الصناعة و التجارة و الخدمات بشكل مجتمع اذا احسن استغلالها . ما اروع ان يخطط الاردن لأخذ دور في تطور و نمو المنطقة عن طريق رفد النمو الاقتصادي الاقليمي و العالمي بالطاقات المدربة و بقدرات علاجية فاعلة ، مدعمة بنتائج بحث علمي تطبيقي كفؤ. ثروتنا الاساسية هي الانسان و هو القادر على ان يجعل من الاردن مركز جذب اقليمي و عالمي و يدفع بتنميته اعواما الى الامام.