القلعه نيوز
أصدرت مجلة "فورتشين" (FORTUNE) الأمريكية قائمة أكبر 500 شركة في العالم الأسبوع الماضي.
وما يلفت أنظار المراقبين أكثر هو تحقيق الشركات الصينية لاختراق تاريخي إذ أن عدد الشركات المدرجة في القائمة من البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ بلغ 124 شركة لتجاوز الولايات المتحدة البالغ عدد شركاتها المدرجة 121 شركة لأول مرة في التاريخ. ناهيك عن 9 شركات مدرجة من تايوان.
جدير بالذكر أنه لم تكن هناك سوى 3 شركات صينية مدرجة في القائمة عند أول مشاركة صينية فيها عام 1995 وكان عدد الشركات الأمريكية المدرجة عندئذ 151 شركة وكانت اليابان التي احتلت المرتبة الثانية في القائمة بلغ عدد شركاتها 149. أما الآن فتتصدر الصين العالم في هذا الصدد، مما يجسد قوة المنافسة الدولية لشركاتها وتزايد قوتها الاقتصادية.
تمثل أكبر 500 شركة في العالم نحو 40% من الإنتاج العالمي و50% من التجارة الدولية و60% من تجارة التكنولوجيا الدولية و90% من الاستثمار المباشر الدولي فيمكن القول إنها تمثل القوة الاقتصادية لدولة بالفعل. ويعتمد تزايد قوة الشركات الصينية على تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح وتحسين بيئة ممارسة الأعمال في الصين باطراد حيث أظهر "تقرير بيئة ممارسة الأعمال العالمية 2020" الصادر عن البنك الدولي أن مرتبة الصين في هذا السياق ارتفعت من المرتبة الـ46 في العام الماضي إلى الـ31 لتكون الصين ضمن أكبر عشر اقتصادات تحسنا لبيئة ممارسة الأعمال في العالم على مدار سنتين متتاليتين.
ويمكن التوصل إلى مزيد من النتائج نظرا لتشكيل الشركات الصينية المدرجة. كانت الشركات الصينية المدرجة جميعها مملوكة للدولة لفترة معينة ومعظمها في القطاعات التقليدية مثل الصلب والحديد والفحم والبتروكيمياء والغزل والنسيج. أما الآن فأدرجت شركة هواوي (HUAWEI) ومجموعة لينوفو (Lenovo) ومجموعة هايليانغ (HAILIANG) وغيرها من الشركات الخاصة بالإضافة إلى مجموعة سايك موتور (SAIC MOTOR) ومجموعة هاير (Haier) ومجموعة قري (GREE) وغيرها من شركات التصنيع المتقدم. وبالأخص توجد من بين 7 شركات عالمية مدرجة ومتعلقة بالإنترنت 4 شركات صينية هى جينغدونغ (JD) وعلي بابا (Alibaba) وتينسنت (Tencent) ومي (Mi) مما يدل على التنمية السريعة للاقتصاد الرقمي في الصين. ويعد تنوع الشركات الصينية المدرجة في القائمة نتيجة لتعميق الإصلاح والانفتاح بالصين.
وفي الوقت نفسه يجب ملاحظة أن معدل الأرباح لأكبر 500 شركة في العالم أكثر من 4 مليارات دولار بينما لنظيره الصيني 3 مليارات و560 مليون دولار فقط، مما يعني أن الشركات الصينية كبيرة لكنها غير قوية. فعليها رفع قدرة ابتكارها ومواصلة تقويتها في ظل اشتداد المنافسة الدولية.