
د. مرام بني مصطفى
أعلن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد الأردني، خلال لقاء مع شباب وشابات من إربد، عن قرب إعادة تفعيل برنامج "خدمة العلم”، مؤكّداً ضرورة تهيئة الشباب لخدمة الوطن والدفاع عنه، واعتبار هذه التجربة محطة لبناء الشخصية وتعزيز الانضباط والهوية الوطنية
ان الخدمة العسكرية تسهم في تشكيل شخصية الشاب على مختلف المستويات؛ السلوكية، النفسية، والاجتماعية.
فالبيئة العسكرية بما تحمله من التزام بالقوانين والوقت، تُرسّخ لدى الشباب قيمة الانضباط والشعور بالمسوؤلية، والعديد من الشباب يفتقرون اليها في حياتهم المدنية اليومية. الانضباط هنا لا يعني فقط مجرد الالتزام بالأوامر، بل هو نمط حياة يُعيد ترتيب أولويات حياة الفرد، ويجعله قادر على مواجهة تحديات الحياة والعمل والدراسة والعلاقات الاسرية والاجتماعية بجدية أكبر.
كما تلعب الخدمة العسكرية دوراً وقائياً، إذ تقي الشباب من السلوكيات السلبية كالعنف والإدمان ع المخدرات والعزلة. فحين يُدمَج الشاب في بيئة نشطة تقوم على التمارين والتدريب والتفاعل الجماعي، فإنه يوجه طاقاته نحو أنشطة بنّاءة، ويكتسب شبكة من العلاقات التي تُسهم في تعزيز اندماجه الاجتماعي بصورة إيجابية ويعزيز الانتماء الوطني عند الشباب وحب الوطن والمواطنة الحقيقية.
أن الأثر الأعمق لخدمة العلم يتجلى في بُعدها النفسي. فهي تشكل بعد نفسيا عميقا لتقوية صحته النفسية ما يُعرف بـ "المناعة النفسية”، في مجال الصحة النفسية أي القدرة على مواجهة الضغوط والتأقلم مع الظروف الصعبة. فالانخراط في مواقف تتطلب الصبر، والتحمل، والانضباط تحت الضغط، يجعل الشاب أكثر قدرة على التعامل مع تقلبات الحياة، ويمنحه مرونة نفسية تقيه من الانهيار أمام الأزمات.
وفي الختام، نرفع القبعة لوطننا العظيم الشامخ، الذي سيبقى عزيزاً مهاباً ما دام فينا نفس يتردد. كلنا جنود في خدمته، نحمله في القلب تاجاً وفي الروح وساماً، فهو العز والكرم والكرامة. وإنني، وقد تشرفت بخدمتي العسكرية سابقاً، أضع تلك التجربة نشانا على صدري ووسام فخر لا يزول، أستمد منه القوة والإيمان بأن الأردن سيظل شامخاً، محروساً بأبنائه الأوفياء