وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بأن 78 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية، ونظموا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وبعضهم قام بشعائر تلمودية قبالة مصلى باب الرحمة ومسجد قبة الصخرة وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، قبل مغادرة الساحات من باب المغاربة.
ودعا ما يسمى «اتحاد منظمات الهيكل» المزعوم أنصاره وجمهور المستوطنين إلى اقتحامٍ جماعي كبير للمسجد الأقصى اليوم الخميس.
ونشرت شرطة الاحتلال منذ الصباح الباكر، عناصرها وقواتها الخاصة عند أبواب الأقصى والطرق المؤدية إليه، ودققت في هويات الوافدين من القدس والداخل للمسجد، واحتجزت بعضها عند البوابات الخارجية.
ميدانيا، اعتقلت قوات الاحتلال ستة مواطنين من القدس. وأفاد نادي الأسير بأن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة مواطنين من بلدة حزما، وهم: غازي بدر الخطيب، ومحمد راشد سالم، وقصي حامد عامر الخطيب، وشقيقه فادي، بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها وعبثت بمحتوياتها. كما اعتقلت قوات الاحتلال اعتقلت الشابين فؤاد الرجبي، ومحمد الرجبي عقب اقتحامها حي بطن الهوى من سلوان.
ويقع حي بطن الهوى الذي يتعرض للمداهمات والاقتحامات في بلدة سلوان، ويتعرض منذ التسعينيات لواحدةٍ من أشرس عمليات الاستيطان والتهجير تقودها جمعية استيطانية باسم «عطيرت كوهنيم».
وهناك أكثر من 80 عائلة فلسطينية، تسكن حي بطن الهوى تهددها أوامر الإخلاء، فيما وزعت بلدية الاحتلال، أمس الثلاثاء، عشرات الإخطارات، التي تطالب العديد من المواطنين هدم منازلهم ذاتيا، تفاديا للغرامات وتكاليف الهدم، وأمهلتهم 21 يوما للقيام بذلك.
في السياق، أعلنت وزارة شؤون القدس مؤخرا عن قرارها بتجميد بناء مركز زوّار لتراث يهود اليمن في حي بطن الهوى، في سلوان، شرقيّ القدس، بحسب بلاغ النيابة العامة للمحكمة اللوائية في القدس المحتلة، وذلك في أعقاب التماسٍ تقدّمت به جمعية «عير عَميم».
ويذكر أن التخطيط لإقامة المركز بمبادرة من جمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية، قد تم في إطار مشروع يهدف إلى تهويد المنطقة، وقد تم تجميد هذه الخطوة الآن بسبب التماس سابق تقدّمت به جمعية «عير عميم» ضد وقف بينفستي الذي يستولى على المبنى، وبسبب التحقيق الذي تديره الدولة ضده في أعقاب الالتماس.
ويشار إلى أن المركز الذي يُطلق عليه اسم «كفار تيمانيم» (قرية اليمنيين)، موجود في مبنى كانت تقطن فيه حتى قبل خمسة أعوام خمس عائلات فلسطينية منذ مدة تصل إلى عشرات السنوات، وكان قد تم إخلاؤها من منازلها من قبل جمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية المتطرفة.
أما اليوم، فإن ملكية المبنى تعود إلى وقف بنفيستي الذي تسيطر عليه جمعية «عطيرت كوهنيم»، والتي عملت خلال السنوات الماضية على إخلاء وترحيل عشرات العائلات الفلسطينية من هذا الحي الفلسطيني.
وطالبت «عير عميم» في التماسها، بوقف المناقصة الهادفة لإقامة مركز الزوار اليهودي في أحد المنازل الذي تم إخلاؤه من سكانه الفلسطينيين في قلب حي بطن الهوى، وذلك إلى حين الانتهاء من إجراء تحقيق معمّق لدى مسجّل الأوقاف في وزارة العدل، حيث صدر قرار بإجراء هذا التحقيق في أعقاب التماس سابق قدمته جمعية «عير عميم» بالتعاون مع العشرات من سكان حي بطن الهوى، وقد ادعى الالتماس بأن جمعية «عطيرت كوهنيم» قد استولت على وقف بنفيستي وتستخدمه بطريقة غير قانونية.
وجاء في الالتماس ادعاء بأن «الشركة الحكومية لتطوير القدس الشرقية لم تقم بأية استعلامات أو فحوصات، على الرغم من الاحتمالات العالية بوجود تضارب مصالح بين عضوة مجلس إدارة الشركة الحكومية ‘لتطوير القدس الشرقية‘، المتزوجة من أحد الأعضاء المسؤولين في ‘عطيرت كوهنيم‘، وذلك رغم كونه واحدا ممن بادروا إلى عقد الجولات للمزاودين في قلب حي بطن الهوى».
ورحّبت مديرة قسم تطوير السياسات في «عير عميم»، المحامية أوشرات ميمون، بالقرار، وقالت إن «إقامة مركز الزوار بتمويل من السلطات الإسرائيلية، يعدّ هو الآخر وسيلة إضافية لاقتلاع الحياة المجتمعية في سلوان، إلى جانب الخطوات الأخرى التي تهدف إلى ترحيل العائلات من هناك».
وأضافت «نرحب بالتزام مسجّل الأوقاف في وزارة العدل بوظيفته عبر قيامه بمنع استمرار استخدام عطيرت كوهنيم للوقف، والقيام بوقف إقامة مركز الزوار. سنواصل التشبث بموقفنا القائل بمنع ترحيل السكان في بطن الهوى، والحفاظ على استمرار حياة الفلسطينيين في المكان».
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء بلدة سبسطية شمال غرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وانتشرت في المنطقة الأثرية غرب البلدة.
وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم في بيان، إن عددا من المركبات العسكرية، وحافلة محملة بالجنود اقتحمت البلدة وأغلقت مداخل الساحة الأثرية فيها، حيث تجول الجنود وهم يحملون خرائط عن المنطقة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الحي الغربي في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، ان عددا من الجيبات العسكرية الإسرائيلية تمركزت في شارع النزهة بالحي، وأن مواجهات دارت في المنطقة بين الشبان وجنود الاحتلال الذين أطلقوا قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق. (وكالات)