شريط الأخبار
السعودية والبحرين قمة خليجية منتظرة في "خليجي 26".. الموعد والقنوات الناقلة الإعلان عن إجراءات جديدة في المصارف والجمارك السورية بوتين يتوعد العدو بالندم والدمار! فضيحة جنسية تضرب عملاق الكرة الإفريقية وفد اقتصادي تركي يزور غرفة تجارة حلب لأول مرة منذ 13 عاما تبادل رسائل حادّة اللهجة بين غانتس ومكتب نتنياهو "غياب نجم الفريق".. تشكيلة ريال مدريد أمام إشبيلية في الدوري الإسباني الفنان هشام يانس في ذمة الله الخائن .. قصة الساعات الأخيرة من عمر نظام بشار الاسد بابا الفاتيكان: الغارات على غزة ليست حربا بل وحشية إسرائيل تنشئ أول وحدة قتالية للمتدينات لمواجهة نقص الجنود الجمارك: استمرار دوام الموظفين في الحرة الزرقاء يومي الأربعاء والجمعة المقبلين حماس تسلم قائمة بالأسرى: إسرائيل ترفض الإفراج عن البرغوثي الصفدي يلتقي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وزير الصناعة: المنطقة الحرة الأردنية السورية مهمة في تعزيز التعاون الاقتصادي 19 شهيدا جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في غزة ليفربول يحل ضيفا على توتنهام في قمة مثيرة بالدوري الإنجليزي.. الموعد والقنوات الناقلة طقس بارد نسبياً حتى الأربعاء تقرير: ثغرة في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي وراء الفشل في اعتراض صاروخ الحوثي البنك الدولي يدرس تقديم تمويل إضافي لدعم التعليم في الأردن

المريض النفسي..بين صراعه مع المرض ووصمة العار المجتمعية

المريض النفسي..بين صراعه مع المرض ووصمة العار المجتمعية

على الرغم من الضغوطات النفسية التي فرضت علينا، إلا أن العزوف عن اللجوء إلى الطب النفسي لا يزال قائماً، ونظرات مجتمعية لم تتغير تجاه الأشخاص الذين يعانون من مشاكل واضطرابات نفسية حتى باتت تلك النظرات عائقاً يحول بينهم وبين التوجه إلى الطب النفسي، وما بين نظرات المجتمع والخوف، حد فاصل يكمن ما بين الجهل، والوعي وخلط للمفاهيم النفسية المختلفة.

تقول فرح المقابلة، ان ربط المرض النفسي في مجتمعاتنا بالجنون والحالة العقلية، ونظرة المجتمع إلى الشخص الذي يلجأ إلى الطب النفسي هما أهم وأبرز العوائق التي تمنع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية من التوجه إلى الطبيب النفسي، مؤكدة أن المرض النفسي كأي مرض آخر ويجب أن نلغي المسميات التي تطلق على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية واستبدالها بشيء أقل وطأة على الأشخاص لأن النفس هي أكثر شيء هش وسريعة التأثر بأقل الكلمات.

وفي هذا الصدد تقول الشابة (م. ك) 32 عاما، كنت أشعر بنوبات هلع بإستمرار ولم اتوجه إلى الطبيب النفسي في وقتها وبقيت اتلاشى الأعراض لعدم إدراكي بما يحدث لي وخوفاً من نظرة المجتمع لي بعد أن اتوجه إلى الطب النفسي وأباشر العلاج.

وتابعت، توجهت إلى الطبيب النفسي بعد أن تفاقمت الأعراض لدي، وتمثلت نظرة المجتمع لي في حينها بالجنون ولكن وقوف أهلي إلى جانبي وتفهمهم لما يحدث لي جعلني لا أهتم بما يطلقون علي من مسميات، مؤكدة أن صحتها النفسية أصبحت الأهم عندها من نظرة المجتمع لها.

وتقول ندى الصرايرة ان الأغلبية العظمى في مجتمعاتنا غير متقبلة للشخص الذي يعاني من مشاكل نفسية، وهناك مفاهيم خاطئة منتشرة بين الناس بما يخص الطب النفسي وأنه يجب زيادة الوعي لدى الناس عن طريق نشر المقالات والحملات التوعوية لفهم الطب النفسي ومفاهيمه بشكل صحيح.

وترى الصرايرة أن اللجوء إلى الطبيب النفسي ليس عيباً، ولو احتاجت إلى زيارته لن تهتم لنظرة المجتمع وكلام الآخرين عنها لأن المشاكل النفسية كأي مشاكل صحية أخرى متمنيةً أن تتغير تلك النظرة وأن تصبح مجتمعاتنا أكثر وعياً.

يقول (ر. م)، كنت أعاني من اضطرابات نفسية وخوفي من كلام الآخرين دفعني إلى التواصل مع طبيب نفسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليبقى الأمر مخفياً عنهم، ولكن طلب مني الطبيب زيارته إلى العيادة لمتابعة حالتي النفسية وبعد أن زرته وعلم الجميع بذلك اختلفت نظرة من حولي لي، وتم طردي من العمل الذي كنت اعمل به مشيراً إلى ازدياد سوء حالته النفسية بعد طرده من العمل ورفض المجتمع له.

ويبين رئيس قسم الإرشاد الطلابي في جامعة اليرموك الدكتور حسن الصباريني، أن نظرة المجتمع إلى المريض النفسي نظرة متفاوتة تقع ما بين الجهل وما بين الوعي وتعود على التفاوت في العلم والثقافة والنضج والأخلاق بين الأشخاص، وأن النظرة السلبية هي الشائعة في مجتمعاتنا والتي تتمثل برؤية الشخص الذي يلجأ إلى الطبيب النفسي أنه شخص ضعيف وعاجز وإطلاق مسميات عديدة منها «مجنون»، مؤكداً أن تجنب الشخص الذي يعاني من اضطرابات نفسية والنظر إليه بشفقة يؤثر عليه بصورة كبيرة.

ويقول أن هناك خلطا كبيرا في مجتمعاتنا ما بين الاضطرابات النفسية وما بين الاضطرابات العقلية، فالمريض النفسي لا ينفصل عن الواقع فهو يصاب بحالة معينة تحتاج إلى متابعة وعلاج كالإكتئاب والهلع والصدمات النفسية وغيره، فهو إنسان طبيعي يشعر بحاجته إلى العلاج ولكنه فاقد للراحة ولا يشعر بالسعادة والإستقرار والهدوء، اما الشخص الذي يعاني من اضطرابات عقلية فيعتبر منفصلا عن الواقع كجنون العظمة والانفصام فهنا يكون الشخص غير سوي وغير مدرك لذلك ويحتاج إلى علاج طويل الأمد.

ويشير الصباريني إلى أن الطبيب النفسي أو المرشد النفسي والسلوكي يتعامل مع المريض بمنتهى السرية، وأنه يمكن لأي شخص أن يراجع الطيب النفسي عند حاجته لذلك دون علم أحد ولا يمكن أن يطلع أي أحد على أي معلومة إلا بإذن المسترشد للحفاظ على خصوصيته.

من جانبه يقول استشاري الطب النفسي الدكتور أشرف الصالحي، ان المجتمع لا يزال يرى أن الشخص الذي يراجع طبيباً نفسياً بانه شخص «مجنون» أو مشكوك بصحته العقلية وأهليته، وأن كانت فتاة فذلك يعيبها ويقلل من فرص زواجها ويتفادى المجتمع التعامل مع ذلك الشخص ويستخف به.

ويتابع أن تغير نظرة المجتمع إلى المريض النفسي بحاجة إلى تضافر الجهود جميعها، من أفراد ومؤسسات وإعلام وأن على كل شخص واجب نشر الوعي والمعلومات العلمية الصحيحة ومحاربة الجهل والخرافات كل ضمن دائرته وأن تقوم الدولة بعمل برامج توعوية مستمرة من خلال دوائرها مثل وزارة الصحة وعلى الإعلام أن يسلط الضوء على أهمية الصحة النفسية.

ويوصي الصالحي الأشخاص بأن يفهموا أن صحتهم النفسية أولوية، وهي بنفس الأهمية للصحة الجسدية وأن من يعاني بالنهاية هم وليس المجتمع.