وكان المسؤول في هيئة الأركان الأميركية الجنرال هانك تايلور، قال للصحافيين إن ألف جندي أميركي وصلوا ليل الإثنين-الثلاثاء إلى مطار كابول لتسريع وتيرة عمليات الإجلاء.
وأوضح الجنرال تايلور أن التعزيزات العسكرية التي يفترض أن تتواصل في الأيام المقبلة، ستسمح بـ»تسريع» عمليات الإجلاء للتمكن من إجراء رحلة كل ساعة. وأضاف أنه «إذا عملنا بكامل طاقاتنا، نتوقّع مغادرة خمسة إلى تسعة آلاف شخص يوميا».
يأتي ذلك، فيما أعرب العديد من أعضاء الكونغرس الأميركي، عن خيبة أملهم إزاء التطورات في أفغانستان، وقال السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن «أحداث الأيام الأخيرة أصبحت ذروة لسلسلة الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات الجمهورية والديمقراطية خلال الـ20 عاما الماضية». وأضاف «نحن نرى الآن النتيجة الرهيبة للسنوات من الإخفاقات في المناهج السياسية وإخفاقات الاستخبارات».
وأكد مينينديز أن لجنته ستجري جلسة استماع حول السياسات الأميركية في أفغانستان، بما في ذلك مفاوضات إدارة ترامب مع «طالبان» وتنفيذ إدارة بايدن لخطة الانسحاب، دون أن يقدم أية معلومات عن تاريخ عقد الجلسة.
بدوره، أكد السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، رئيس لجنة شؤون الاستخبارات في مجلس الشيوخ، أنه يعتزم العمل مع لجان أخرى «لطرح أسئلة صعبة، ولكن ضرورية» حول أسباب عدم استعداد الولايات المتحدة لمثل هذا التطور في أفغانستان.
وأظهر استطلاع لـ»رويترز/ إبسوس» تراجع معدل التأييد للرئيس جو بايدن سبع نقاط مئوية ووصوله إلى أدنى مستوى له حتى الآن مع انهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة، في اضطراب دفع آلاف المدنيين والمستشارين العسكريين الأفغان إلى الفرار من أجل سلامتهم.
وعثر الجيش الأميركي على «أشلاء بشرية» في عدّة هبوط طائرة النقل العسكرية، التي حاول مئات الأفغان المذعورين التعلّق بها أثناء إقلاعها من مطار كابول، الإثنين الماضي.
وقال سلاح الجو الأميركي في بيان إنه سيراجع كل مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لطائرة النقل العسكرية «سي-17»، التي طاردها مئات الأشخاص أثناء إقلاعها من مدرّج مطار كابول، وحاول بعضهم بطريقة جنونية التشبّث بجوانبها أو بعجلاتها. وأظهر مقطع فيديو آخر نفس الطائرة وهي تحلّق فوق كابل قبل أن يسقط منها ما بدا أنّه شخصان.
ونقل البيان عن المتحدّثة باسم سلاح الجوّ، آن ستيفانيك، قولها إنّه بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التي تمّ تحميلها على مواقع التواصل الاجتماعي والتقارير الصحافية التي أفادت بسقوط أشخاص من الطائرة بُعيد إقلاعها، فقد تمّ العثور على أشلاء بشرية في عدّة هبوط الطائرة عندما حطّت في قاعدة «العديد» الجوية في قطر.
وشدّدت المتحدثة على أنّ سلاح الجو قرّر فتح تحقيق في «الحادث المأسوي»، مضيفة أنّ «التحقيق سيكون شاملاً للسماح لنا بالحصول على كلّ الحقائق حول هذا الحادث المأسوي».
ولم تعلن المتحدّثة عن أيّ حصيلة لضحايا الحادث، ولا أكّدت المعلومات التي أفادت عن مصرع شخص سحقاً تحت عجلات الطائرة أثناء إقلاعها.
وكانت طائرة النقل قد هبطت لتوّها في مطار كابول، لإفراغ حمولتها من المعدّات المخصّصة للتعزيزات العسكرية الأميركية المرسلة، لتأمين إجلاء المدنيين من أفغانستان حين هجم عليها مئات الأفغان.
وقالت ستيفانيك إنّه «قبل أن يتمكّن الطاقم من تفريغ الطائرة، كان مئات الأفغان يحاصرونها» بعدما اجتاحوا المدرّج إثر اختراقهم الطوق الأمني للمطار. وأضافت أنّه «في مواجهة الوضع المتدهور بسرعة حول الطائرة، قرّر الطاقم المغادرة في أسرع وقت ممكن».(وكالات)