فلسطين المحتلة - شهدت أحياء وبلدات القدس المحتلة مواجهات ليلية حتى ساعات فجر أمس الأربعاء، مع قوات الاحتلال التي اقتحمت عدة بلدات وأحياء بالتزامن مع إغلاقها طريق الواد بالبلدة القديمة.

وأفاد نادي الأسير بأن قوات الاحتلال اعتقلت من القدس، الطفلين عمر مصطفى وآدم سعيد، وطلال الصياد، ومحمد أبو الهوى، وعبد السلام الهدرة، وأيوب الخضور، وعبد الغني الخضور، وعزالدين طوطح ومحمد سعيدة.

يأتي ذلك، فيما احتشد عشرات المستوطنين في شارع الواد بالقدس القديمة، وأطلقوا أغاني صاخبة عبر مكبرات الصوت وتراقصوا وسط تواجد مكثف للاحتلال واغلاق لبعض الطرقات.

وعمدت قوات الاحتلال إلى إطلاق قنابل الغاز والصوت بكثافة باتجاه الشبان والمنازل، فيما عملت على مطاردة وملاحقة الشبان في الشوارع وداخل الأحياء السكنية في محاولة منها لاعتقالهم.

واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من منطقة باب العامود في القدس المحتلة، فيما اعتدى مستوطنون على مواطن مقدسي من بلدة سلوان.

وعرف من بين المعتقلين الشاب توفيق الحرباوي من سكان واد الجوز وهو الذي تعرض للضرب من قبل جنود الاحتلال.

وفي ذات السياق هاجم مستوطنون، مركبة تعود لأحد المقدسيين بالحجارة في شارع رقم 1 بالقدس المحتلة.

وذكرت مصادر مقدسية بأن المستوطنين اعتدوا على الشاب خليل مسالمة من بلدة سلوان أثناء مروره بالشارع ذاته.

في العيسوية، أطلق شبان وابلا من المفرقعات النارية تجاه قوات الاحتلال، كما أشعلوا الاطارات المطاطية لإعاقة الجنود.

وشهد حي بئر أيوب ببلدة سلوان انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال تزامنا مع قيام الشبان بحرق عامود للكهرباء في المنطقة.

وفي البلدة القديمة بمدينة القدس أغلقت قوات الاحتلال طريق الواد تزامنا مع الاحتفالات التي يقيمها المستوطنون في المنطقة.

وتشهد القدس القديمة وبوابتها إجراءات أمنية مشددة تتمثل بالتفتيش الدقيق للسكان والمصلين في الأقصى، بالإضافة إلى جملة من الاستفزازات التي يقوم بها الجنود بحق الشبان. ويتعرض الشبان المقدسيين وبالتوازي مع جرائم الاحتلال لاستفزازات يومية من قبل قطعان المستوطنين الذين ينظمون المسيرات والتجمعات عدا عن الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى.

وشنت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية وفجر أمس الأربعاء، حملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية.

في سياق آخر، استجابت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس الأربعاء، إلى طلب الحكومة الإسرائيلية بتأجيل إخلاء وتهجير أهالي قرية الخان الأحمر الواقعة شرقي مدينة القدس المحتلة، بستة أشهر إضافية، فيما أوصى جهاز الأمن العام «الشاباك» بعدم إخلاء القرية في الوقت الحالي.

وطلبت الحكومة الإسرائيلية، في مطلع أيلول الجاري، من المحكمة العليا تأجيل إخلاء وتهجير أهالي الخان الأحمر، بستة أشهر إضافية. وكان قضاة المحكمة قرروا في الجلسة الأخيرة التي نظروا خلالها في القضية بأن المهلة التي توشك على الانتهاء ستكون الأخيرة. وعلى الرغم من الاستجابة للطلب، بيد أن قاضي المحكمة، وجه انتقادات لطلب الحكومة الإسرائيلية تأجيل إخلاء القرية عدة مرات.

وقال القاضي في مجمل قراره «هذه المرة أيضا، نوافق على طلب الحكومة تأجيل عملية الإخلاء بحوالي نصف سنة إضافية، إذ التوقع هو أنه في نهاية فترة التمديد وهذا التاريخ سيعرض على المحكمة قرارا واضحا من قبل الحكومة، بعد استنفاد جميع الاحتمالات».

وأضاف القاضي «توجه المحكمة هو استكمال الاستماع إلى هذا الالتماس بعد وقت قصير من انتهاء مدة التمديد وتقديم إشعار التحديث بشأن المستجدات، والردود اللاحقة».

يذكر أنه في الحكومة الإسرائيلية الحالية يوجود معسكرين بشأن إخلاء خان الأحمر. وزير الأمن، بيني غانتس، ووزير الخارجية، يائير لبيد، يؤيدان تأجيل الإخلاء، فيما أحزاب اليمين في الحكومة، وبضمنهم رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، والوزراء أييليت شاكيد، أفيغدور ليبرمان، غدعون ساعر وزئيف إلكين، أصروا في الماضي على الإخلاء. ويحيط بخان الأحمر عدد من المستوطنات، حيث تقع ضمن الأراضي التي يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ مشروعه الاستيطاني المسمى «E1».

وتنفيذ عملية طرد سكان خان الأحمر وهدم القرية من شأنه التمهيد لإقامة مشاريع استيطانية تعزل القدس المحتلة عن محيطها، وتقسم الضفة الغربية إلى قسمين بما يؤدي إلى القضاء على خيار «حل الدولتين».

إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس الأربعاء، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة لقوات الاحتلال التي كثفت من المداهمات بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، التي تخللها اعتقال عددا من الشبان جرى تحويلهم للتحقيق بشبهة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين.

وأفادت دائرة الأوقاف بالقدس، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا ساحات المسجد الأقصى، وسط أداء طقوس تلمودية وحماية مشددة من قوات الاحتلال. وذكرت أن عضو الكنيست الإسرائيلي السابق موشيه فيغلين، تقدم اقتحامات المستوطنين للأقصى وأدى صلوات وشعائر تلمودية في ساحات الحرم، وذلك تحت حماية قوات الاحتلال الخاصة.

وتواصل الجماعات الاستيطانية الاقتحامات المكثفة لساحات الأقصى، للأسبوع الثاني بحجة الأعياد اليهودية، حيث شهد المسجد، الثلاثاء، اقتحام مئات المستوطنين.

واستنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، ما وصفه بالتجاوزات الخطيرة والاعتداءات غير المسبوقة التي تحدث في المسجد الأقصى المبارك من قبل الاحتلال ومستوطنيه. وحذر صبري من مخاطر وتداعيات ما يجري في الأقصى، ومن سعي الاحتلال لبسط سيطرته وسيادته الكاملة عليه.

وأشار إلى أن خطورة ما يجري تكمن في تغيير الواقع داخل الأقصى، وحرمان المسلمين من الصلاة فيه، لأن الاحتلال يسعى لتحقيق مخطط تفريغ المسجد المبارك من المسلمين لإتاحة المجال للمتطرفين اليهود للعربدة والصلاة وغيرها.

في موضوع آخر، كشف مسؤول فلسطيني، الثلاثاء، عن مخطط إسرائيلي لإقامة خط للصرف الصحي يربط بين مستوطنات إسرائيلية، شمالي الضفة الغربية المحتلة. وقال محافظ سلفيت، عبد الله كميل، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى لإقامة مشروع استيطاني جديد غرب محافظة سلفيت، شمالي الضفة، يتمثل في ربط خط للصرف الصحي بين المستوطنات. وأضاف كميل في بيان، نشر على صفحة محافظة سلفيت عبر «فيسبوك»، أن خط الصرف الصحي من المقرر أن يمر من أراضي بلدة دير استيا غربي سلفيت.(وكالات)