" في مواجهتنا للمؤامرات الخارجية على الوطن ومنها مؤامرة ضم الضفة للاردن فان الحل أن نعيد نهجنا السياسي ونعزز معاني المواطنة، ونرسخ الإصلاح السياسي الحقيقي، فقد لا تسعفنا مقدراتنا أن نكون نداً لهم… ولكن يمكننا فرض أن نكون شريكا يؤخذ برأيه فيما يطرح. قبل ان نجد انفسنا لا شيء"
القلعة نيوز - د. مفضي المومني.
يدور هذه الأيام جدال إعلامي وعلى وسائل التواصل… وفي بعض الصالونات السياسية، وأحيانا بين العامة، وهو امتداد لسياسات سابقه ولاحقة.. مستورده… تفصيل وجاهز… وتحتاج فقط إلى بروفات قبل التنفيذ..!
بدأها أحدهم… بمقال، يطرح اتحاد بين مناطق فلسطينية محتلة والأردن، ويقال والله أعلم أنه موجه وهناك من كتبه له، دهاليز الساسة والسياسة كما يقولون، ودغدغة الرأي العام أو بالأحرى توجيهه أو قياس ردات فعله… بالونات إختبار إن صح القول..!
أثار المقال الكثير من اللغط والتشكيك..! وبالأمس رد عليه رئيس وزراء سابق ، والذي ارسل تغريدة؛ بدأها ب( يا عيب العيب) ثم ذَكرَ بتصريحات الملك بكلا وكلا وكلا… وموقف الاردن نظاماً وشعباً… .وبعدهم رد الصهيوني كوهين بتغريده واصفاً كل ذلك ب( جعجعة تجري في الأردن وانه يذكرهم بمقال وول ستريت جورنال بضم مناطق أ و ب للاردن في دولة موحدة، ومضر زهران هو الرئيس وعنده اي كوهين الخبر اليقين)… !
نعرف أن لعبة السياسة لاترحم خاصة لدول عربية لايمكنها فرض قراراتها مجبرة او مخيرة منذ تاسيسها مما قد يجعل هذه الدول تدفع الثمن ... لكن الاردن لن يدفع ثمن موقفه العروبي الوطني،
المهم بالأمر هنالك ما هو قادم في الافق، وربما يعاد انتاج صفقة القرن ولكن بطريقة وصورة أخرى، ما يحزن في هذا التجاذب وهذه التصريحات، الهوية الجامعة والضم ودولة الأردن…ومصطلحات ليست بريئة… كله حديث فارغ لدى كل مخلص يحمل ثوابت الأمة في بلدنا، لأننا تربينا على حب الأردن كما نحب فلسطين وعلى حب فلسطين كما نحب الأردن… وهذا ليس كلام يقال، بل هو مبدأ وشعور راسخ لدى كل مخلص ووطني وعروبي، رغم كل الهنات والمفرقات
. صحيح انه في عالم السياسة الفعل للأقوى، وإسرائيل لا تلتفت للعالم ولا حتى لأمريكا، ونحن نُفصل وننظر ونعتقد انهم سيستلهمون حلولنا..!
والواقع أننا مستهدفون دائما من الخارج ودول الهيمنة الكبرى، وحديثا جندت هذه الدول من أبناء جلدتنا من يُسبح بحمدها ويسوق لمشاريعها، لا بل يمارس بعضهم بعلم او غير علم تفريغ الهوية الأردنية من مضمونها، لنصبح شعب كاره لوطنه وعروبته، ويحمل حقائبه ويهاجر بحثا عن كينونة وكرامة لا يجدها في وطنه..! ولا يعلم أن الأردنيين مخلصون لبلدهم ونظامهم ومزروعون في أرضهم رغم كل شيء،
ويذهب دعاة التنظير والتسطير لابعد من ذلك في لعبة السياسة… !، وحال المنظرين منا حال من يختلف على قسمة الغنيمة قبل المعركة، ببساطة اسرائيل قوة استعمارية غاشمه، ومدعومة من امريكا وغيرها من الدول الكبرى
، دولة الإحتلال متقدمة عسكريا واقتصاديا ولها حضور ونفوذ عالمي عملت عليه بأجهزتها ودهائها، وتخطط منذ البدايات لذلك واكثر، وتفرض ولو بالقوة ما تريد، وتشغل اجهزتها الأمنية وعملائها لإحباط أي تقدم ديموقراطي او علمي أو تكنولوجي للدول العربيه والاسلاميه، لأنها دولة مرعوبة، ونجحت بمساعدة القوى الكبرى في تفتيت وتحييد اهم الدول العربية، ومشروعها الإستيطاني السرطاني والإحتلالي ليس له حدود،
بكل الأحوال، المضحك المبكي ان نتخاصم على حلول ونحن لسنا أصحاب قرار أو لا نمتلك فرض القرار، ونعرف أن دولة العدو لا تضعنا بالإعتبار نتيجة فرقتنا وذهاب ريحنا.
ورغم ذلك إيماننا مطلق بأن الأردن دولة راسخة بشعبها وعروبتها وهي تعبر المئوية الثانية رغم كل ما حصل ويحصل بالمنطقة والعالم، يراد لنا التهميش والتذويب بمشاريع تفقدنا ذاتنا وهويتنا، وسيتمكنوا من ذلك إذا بقينا خارج الفعل..!،
حكوماتنا لم تؤسس لبناء وطني شعبي، ولم تعمل على حماية الأردني في وطنه، باعتبار هذا من البديهيات، رغم إشغاله وإثقاله بالهم والغم والضرائب ومؤسسات وشخوص الفساد،
والمطلوب أن يعرف الجميع أن الأوطان تبدأ بتعزيز الهوية والديموقراطية وفتح فضاءات الوطن رحبة لأبنائه دون تضييق، راهنوا على شعبكم فقط وعنفوانه وعروبته الراسخة ووحدته مع النظام، فالدروس والعبر تقرع ذاكرتنا كل يوم، أمريكا ودول الإستعمار ليس لها صاحب إلا مصالحها، ونحن في سياساتهم دول صديقة تخدم مصالحهم،
والحل أن نعيد نهجنا السياسي ونعزز معاني المواطنة، ونرسخ الإصلاح السياسي الحقيقي، فقد لا تسعفنا مقدراتنا أن نكون نداً لهم… ولكن يمكننا فرض أن نكون شريكا يؤخذ برأيه فيما يطرح.
قد نكون تأخرنا، وربما بقيت بارقة أمل… قبل أن ( يطخنا الحنت) ونصحوا ذات يوم لا سمح الله، على وطن غير الوطن، ومواطنون موطنون بكوتات وأقليات…كما يخطط لنا..! لنصبح شعب مهمش ( لا في العير ولا في النفير)…!
هنالك قادم يعلم الله ما هو… ويعلم دهاقنة السياسة الغربية وحدهم ما يريدون، ونحن ما زلنا نبحث عن النضج السياسي أو الحزبي بعد عشرين سنة…! ونختلف على الإصلاح المستباح، ونراهق سياسياً.
نحب الأردن…ونريده وطناً للجميع بعيدا عن أي مخططات تمس نظامه وكيانه… ويجب أن نعمل لذلك فالوقت يمضي بسرعة ولا ينتظر الغافلين والمغفلين… . حمى الله الأردن.