القلعة نيوز _ نيرسيان أبوناب
في كُلِ مرةٍ حاولتُ فيها أنْ أُرممَ حياتي من جرح ذِكرى هواك الفاسق، وتطهيرها من دَنس صبابتك اللعينة الذي اخترقتها فجأة، فشلتُ.
في كُلِ مرة حاولتُ فيها سد فجوةِ هواكَ التي تعتري جِدار قلبي بلا شفقةٍ، تلك الفجوات السوداء التي تترك ورائها الكثير من الخيبات التي تُذكى الأسى بخافقي، الخيبات التي تُخّلف ورائها الكثير من الشجن التي تَكاد تخنقني وتشلُ نبضي.
فشلتُ، في كل محاولاتي لِمقاومةِ دخولك إلى تفكيري كنت تولد لي من رحمِ الذكرياتِ؛ لتنهش ما تبقى من حطام روحي، تَخرجُ لي عيناك فجأة من جوف قلبي في غبش الليالي القاتمة.
في كل مرة حاولت فيها استئصالك من جذوري، كنت تنبت في جذوري من جديد، وكان من يسقي تلك النبتة دمعي المُهَراق، كالوجعِ الذي يسقي وجعًا آخرًا، وحينما وأخيرًا أنجح بإحدى المحاولات وأستطيعُ نسيانكَ.
تخرجُ لي من جديد.. تخرج من حيثُ لا أحتسب، تخرج من إحدى فجواتِ الذكرياتِ المخيمةٍ بِلب عقلي، في كل مرة حاولتُ فيها ترك كلمة يحبني وترك تلك الأوهام القابعة بجوفي المهترئ، أفهق لها واهنة؛ لأن تلك الأوهام هي وحدها من تجعلني على قيد الحياة.