القلعة نيوز..
نيرسيان أبوناب
في إحدى ليالي الشِتاء الجَميل كنتُ في شَوارع دِمشق تَائِهة، ضَائِعة، مُستمتِعة؛ أنظر إلى السَماء، إلى القَمر، إلى النجوم، إلى الغيوم؛ أتأمل جَمالَ الخَالِق..
يدايَّ في جَيبي، خطواتي مُتأنية؛ وإذا بِشيء يَتخبطُ بي ويوقِظُني مِن غَفلتي، نَظرتُ إليهِ مُعقداً حَاجِبي، فَهمَّ قائِلاً:أسف!!
"نَظرَ إليَّ نَظرة كَأنهُ كانَ يَبحثُ عَني مِنذُ سَنوات.."
أجبتهُ:لا عَليك؛
فَقالَ مُبتَسِماً: أظنُكِ تَائِهة مِثلي يا حَبيبة القَمر.
"نظرتُ مُتعجباً كيفَ عَرِفَ أني أُحبُ القَمر؟!.."
فَقلتُ: رُبما، بِماذا أنتَ تَائِه؟
=بِالقَمر..
"لِوهلة شَعرتُ أنهُ يُشبِهُني، وأننا كُنا نَتأمل ذاتَ الشيء، فَتبسمتْ وإستأذنت بِالذَهاب قمتُ بِتخطيه فَنادى عليَّ قَائِلاً بِأسمي فَتوقفتْ وأنا مُنذهِلة..
"هَذا الشيء الثاني الذي يَعرفهُ عَني"
إلتفتُ إليهِ رأيتهُ مُبتَسِماً!!
-كيفَ تَعرفُ إسمي؟كيفَ عَلِمتَ أنني أُحبُ القَمر؟!
=تُحبينَ التَحدُث كَثيراً في هَذا الطَقس وخِصيصاً في الظَلام، تَفضلي.
"قمتُ بالسيرِ معهُ وأنا أتحدثُ بِداخلي إنهُ يعرفُ عني الكَثير مِن الأشياء مَن هَذا؟!"
لِيُقاطع حَديثي الدَاخلي قائِلاً : كَفاكِ شرُداً..
إبتسمتْ؛
نَظرَ إلى القَمر قَائِلاً: وَربُ مَنْ كَونَّ هَذا الجَمال لِأبقى على عَهدي، وعلى حُبي، ولِتبقينَ حَبيبتي، وحَبيبة القَمر، ولِأعود لوْ بَعدَ آلافِ السِنين، ونَمشي سَوياً، أنتِ تَتأملينَ جَمالْ الخَالق في السَماء وأنا أتأملهُ في وَجهَكِ..
وسَكتْ مُبتَسِماً؛ نَظرتُ بِتعجُب وَحيرة وَراجعتُ ذاكِراتي..
"أينَ سَمعتُ هَذا الكَلام؟!..
تَذكرتْ إنهُ مِن شاب كانَ صَديقي وعِندما بَدأتُ أُعجبْ بِهِ أُضطَرَ إلى السَفر في يومَ وَداعِهِ لَيلاً قَال هَذا الكَلام ذَاتهُ.."
نَظرتُ إليهِ مُندهشة قَائِلاً إسمهُ، فِإبتسمَ وقامَ بِعناقي؛
=إشتقتُ إليكِ يا حَبيبة القَمر..
ديالا الشحمة