شريط الأخبار
وصول دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى لتلقي العلاج في الأردن الملك يؤكد على دعم خطة واضحة لإعادة إعمار غزة ضمن جدول زمني غوتيريش: نثمن عمل أونروا وندعو لدعمها بشكل كامل أبو الغيط: تهجير الفلسطينيين أمر مرفوض ولن يؤدي إلى تحقيق السلام السيسي يدعو إلى اعتماد خطة إعادة إعمار غزة التي تحفظ للفلسطينيين حقهم مسودة البيان الختامي: القمة العربية تعتمد خطة إعادة إعمار غزة ملك البحرين: نرفض أي محاولات للتهجير والاستيطان إنطلاق أعمال القمة العربية الطارئة في القاهرة 53 مليار دولار كلفة إعادة إعمار غزة في الخطة المصرية سلوفينيا تعرب عن قلقها إزاء قرار منع وصول المساعدات إلى غزة مخالفة 33 محلا تجاريا في المفرق منذ بداية رمضان قرارات مجلس الوزراء...رفع رأسمال البنك المركزي إلى 100 مليون دينار بدلا من 48 مليونا العيسوي يلتقي وفداً من وجهاء وأبناء مدينة اللد توضيح هام من وزارة العمل بشأن إجراءات ضبط وتنظيم سوق العمل المومني: ندين الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا والتدخل في أراضيها فنانة تشكيلية إيرانية ترسل هدية إلى جورجينا رونالدو حالة من عدم الاستقرار الجوي تبدأ تأثيرها على المملكة غدًا كيم يو جونغ تهدد باستفزازات قوية ضد أمريكا وحلفائها ارتفاع أسعار الذهب في الأردن 60 قرشا "دانا".. تأجيل مباراة فياريال وإسبانيول في الدوري الإسباني

لماذا لا يحبون "وصفي" ؟

لماذا لا يحبون وصفي ؟

بقلم الكاتب: فايز الفايز
خمسون عاما مضت ولا زال الأردنيون يستذكرون الزعيم الوطني وصفي التل في مجالسهم وحكاياتهم ومناكفاتهم ، وفي تقييم رجال الدولة والمفاضلة بينهم، وكلما دنت آخر أيام تشرين للرحيل ينهض النائمون على حجر النار الموجع من الجيل الجديد الذي لم يعش مرحلة وصفي، ويتسابقون باحتفالية ذكرى استشهاده مثل من عاش في حقبة الستينات، حيث أصبح ظل وصفي متعديا للزمان والمكان وهو يطوف على البيوت ومخازن الذكريات وكأن الزمن توقف عند اللحظة التي قُتل فيها وصفي.
في المقابل هناك من يلوم ويستعجب من اللذين لا زال وصفي حلمهم، ويقول البعض أنه علامة فارقة ولكن هناك الكثير من الشخصيات والقياديات التي لا يمكن اغفالها، بل وأكثر عندما يقولون: ألم يخلق إلا وصفي؟، فلماذا فعلا لا زالت الأجيال تتذكره وتتداول مناقبه، وتترحم على زمنه وحكوماته الثلاث رغم قِصر عمر حكوماته التي لا تتجاوز أعمارها أكثر من عشرة سنين متفرقات.
السبب باعتقادنا أن وصفي لم يكن رئيسا للحكومة وكفى، بل كان مشروع دولة وأمّة وصانع معجزات سياسية واقتصادية واجتماعية في زمن لم يكن الأردن يملك أي مقومات ليكون تلك الدولة التي تستطيع الاكتفاء الذاتي بمواردها المائية والكهربية والصناعية وبالطبع المالية، وأكثر من ذلك ان مشروعه العظيم كان استعادة ما سلب من بلادنا على أيدي الصهاينة ومن خلفهم من دول داعمة، وهو الحريص على لا تشتت الأمة بناءً على زرع سرطان في قلب الأمة العربية، وها قد رأينا نتائجه في زماننا هذا الذي تفرق العرب عربانا، وتشتت الأمة أشتاتا.
في زمن الحسين ووصفي وحابس وثلة من الرجال العظام، كان العرب مدهوشون بعبدالناصر الذي لم يربح أي حرب خاضها، ورغم أفكاره الوحدوية وجمع الأمة فإنه عجز عن جمع شمل شعبه، ولم يكن سوى ظاهرة صوتية في زمن يطرب العرب حينها على الخطابات النارية، ويصفقون للشتائم التي تخرج عبر المذياع أو على منصة الخطابة ، ويتحزبون لمدارس ليس لها أي فضل على الأمة ولا تعبأهم سوى بالتفرقة، فيما العدو يرص صفوفه ويحتل البلاد ويشرد بالعباد، في المقابل كان وصفي ينخرط في مشروع دولة المواجهة ، دولة الكرامة التي انتزعت النصر لأول مرة في تاريخ صراعهم مع العدو.
وصفي أعظم من كل زعماء المايكروفونات والخطابات والمؤامرات، وهو الأسد الهصور الذي ذهب الى حتفه حاملا قلبه على كفه غير عابىء بوادي الذئاب ، فكان موته ولادة جديدة لزعيم تجاوز حدود الزمن يعيش مع الناس في بيوتهم وحكايتهم وذكرياتهم ، حتى ولادات الذكور منذاك الوقت كانت الأسماء وصفي تيمنا برجل لم يورث إبنا ولم يسجل رصيدا في البنوك ولم يستثمر إلا بوطنه الذي كان موئلا لمن لفظته بلاده أو هجره العدو، متآخين عنوانهم القدس التي لا يفرط فيها سوى من أكل لحم أخيه مرّاً.
لذلك عندما لا يحبون وصفي فهم غير ملامين، اتدرون لماذا ؟ لأن وصفي يكشف عوراتهم وعجزهم ، بل كل مبادرة كانت لديه للنهوض بوطنه الأردن وقضيته الفلسطينية عجز الجميع أن يأتوا بمثلها، فتساقطت الرجال في خنادق يحتمون بها مطأطيء رؤوسهم، ولم يظهر أحد بعد ذلك مكشوف الصدر ليقارع عن حياض وطنه ومقدراته وكرامة شعبه ، فقد ابتلعت الأرض كل الزعامات وظلت بقية عاجزة عن فعل أي شيء، حتى جاء الزمان الذي نطلب ود عدونا لتلبية حاجاتنا.
فسلام على روح وصفي ، وسيأتي اليوم الذي ستلد الماجدات الكثير من وصفي ليعيدوا مجد بلادنا، فقط لو يبحث الباحثون عنهم بيننا لوجدوهم وعرفوا ان بلادنا ولاّدة ولكن القيد ثقيل.