شريط الأخبار
المجالي يكتب : رجالات من "شمال الأردن" معالي عبدالرحيم العكور" أنموذجًا اردنيًا وفيًا الملك يبدأ زيارة عمل في الولايات المتحدة الامريكية البحث الجنائي يكشف قضية تغيّب فتاة وقتلها من جنسية عربية منذ عام 2008 ترامب يتعهد بالمساعدة في إيصال الغذاء إلى الغزيين رئيس الوزراء يهنئ حسين الشيخ باختياره نائبا لرئيس دولة فلسطين نتنياهو: الهجوم على غزة سيكون عملية عسكرية مكثفة مدير الأمن العام يلتقي رئيس "الإنتربول" لبحث سبل التعاون الأمني الدولي مخابز (قبلان) والاحتفال بعيد العمال العالمي الأخطاء التي نقترفها في المجتمع لا تموت.. ... الحذاء الذهبي 2025.. تعثر صلاح و"رونالدو الجديد" صندوق النقد الدولي يوصي سلطات كييف برفع الضرائب روسيا تمنع نائبا أذربيجانيا من دخول أراضيها وتوضح السبب بوتين يستعرض شقته في الكرملين والصالة الرياضية ومدة ممارسة الرياضة مفارقة مثيرة.. أوكرانيا تسجل زيادة حادة في أعداد المليونيرات مع تفاقم اتهامات الفساد الخارجية الألمانية رافضة خطة احتلال غزة: غزة ملك للفلسطينيين السعودية.. البطل الأصهب "كانيلو" يستعيد لقب بطل العالم المطلق للملاكمة للوزن المتوسط وزير الإدارة المحلية يُوجه بحصر أضرار السيول وإعداد خطط المعالجة الاميرة غيداء طلال تفتتح المؤتمر الرابع لمجموعة "POEM" في عمّان مدير الامن العام يرعى تخريج طلبة كلية الدفاع المدني وزير العدل: 3 حالات للتخلف عن دفع الغرامات في معدل قانون العقوبات

ديـــر «مــار سـابـــا» طليعــةُ الأديـــرة المقــدسيّـــة

ديـــر «مــار سـابـــا» طليعــةُ الأديـــرة المقــدسيّـــة

القلعة نيوز :

صدر في العدد الأخير (رقم 8) من المجلة التركية العلمية المُحَكَّمَة «مجلة ريماك للعلوم الإنسانية والاجتماعية» (Rimak Journal, Volume 3, Issue 8)، والتي تصدر عن أكاديمية ريمار التركية، دراسة علميّة للباحث في الشأن المقدسي عزيز العصا بعنوان: دير مار سابا -جنوب شرق القدس- طليعة الأديرة المقدسية.ِ

حيث عرّف الباحث في هذِهِ الدراسة بديْرٍ مُهمٍّ أقيم في القرن الخامس الميلاديّ؛ أيْ قبل مجيءِ الإسلامِ بقرنيْن، جنوبَ شرقِ القدسِ –في بلدة العبيدية حاليًّا-هو: ديْر مار سابا؛ نسبةً إلى القدِّيس سابا (439م-532م) الذي مَكَثَ يتعبَّدُ في كهف على بُعْدِ (15) كيلومترًا جنوبَ شرقِ بيتِ المَقْدِس فوق وادٍ يبدأ من أسفلِ جبلِ الطُّورِ في القدس، ويَصُبُّ في البحر الميِّتِ، يُطلق عليه حاليًّا «وادي النّار أو وادي جهنم». تَبِعَ القدِّيسَ سابا رُهبانٌ آخرون انتشروا في الكهوف المحيطة، وفي عام (483م) شَرَعَ القدِّيسُ سابا ومَنْ مَعَه من الرُّهبان ببناءِ ديْرٍ في المكان، حيث أصبح له شأنٌ كبيرٌ في حياةِ المسيحيّين؛ لارتباطه مَعَ القدسِ، وإقامة أعداد كبيرة مِنَ الرُّهبانِ فيه من مختلِفِ الطَّوائف، ولاحتوائه مكتبةً، قلَّ نظيرُها عبْرَ العصور.

وفيما بعد أصبح هذا الدَّيْرُ مَحجًّا للرَّحالة والباحثين، وزُوّارِ بيتِ المَقْدسِ، على مدى ستَّةَ عَشَرَ قرنًا. كما اشتهر لدى الحُجّاجِ المسيحيِّين، لوجود آلاف الرُّهبانِ الَّذين عاشوا فيه تباعًا.

كما استنتج الباحث العصا أنه كان لدير مار سابا بالغُ الأثرِ والتَّأثيرِ في بيت المَقْدِسِ على المُسْتَوَيَات الدِّينيِّة والسِّياسيِّة والفكرية، منها:

كان هذا الدَّيْرُ مرتبطٌا بالقدس ارتباطًا وثيقًا عبرَ التّاريخ؛ ففي حينِ أنَّ القدِّيسَ سابا نفسَه كان يتحَكَّمُ في تفاصيلِ البَطْريركية في القدسِ إلى حدِّ التَّدخُّلِ في تعيين البطريرك نفسِه، أو الاعتراضِ على نقلِ بطريرك، كما حصلَ مَعَ يوحَنّا الثّالثِ، وفي حين استمرارِ مَهابةِ رئيس الدَّيْرِ وهيبتِه على حُجّاج الأراضي المُقَدَّسةِ، وأنّه «لا يُدْخَلُ إليه إلّا بإذنِ البَطْريركِ»، نجد أنَّ البَطْريركيّةَ الأرثوذكسيّةَ في القدس، هي التي تُديرُ أعمالَ الدَّيْرِ، وتُوفِّرُ للرُّهبان الذين يعيشون فيه، عِيشةَ تقَشُّفٍ منقطعينَ إلى الصَّلاةِ والصَّوْمِ، سُبُلَ العيشِ الكريمِ.

كما اتضح أنَّ هناكَ دَوْرًا سياسيًّا وأمنيًّا مُهمًّا قام به القدِّيسُ سابا في آخرِ عشرينَ سنةً من حياته؛ فقد كان رسولَ البَطْريركيّةِ الأرثوذكسيّةِ لدى الحُكّام الرُّومانِ، كما أنّه كان رسولَ فِلَسْطينَ كلِّها عندَما توسَّطَ لدى الإمبراطورِ جستنيانَ لصالحِ الفِلَسْطينيّين بتخليصِهِم من بعض الضَّرائبِ، ما كانَ له بالغُ الأثرِ في استقرار البلاد لصالِحِ الإمبراطوريّةِ الرُّومانيّةِ.

وعلى مستوى التُّراثِ الفِكريِّ والمعرِفِيِّ: فَبَعْدَ أنْ تبيَّنَ أنَّ هناك مكتبةً في هذا الدَّيْرِ تكتظُّ بالمخطوطاتِ والكُتُبِ، والمعارف. وهي مكتبةٌ يقِلُّ نظيرُها؛ لِما تحتويه من تراثٍ فكريٍّ ومعرِفيٍّ، يخدُمُ عمليّةَ التَّوثيقِ لهذا المكانِ المقدَّسِ، عبرَ التّاريخ.

ومن الجدير الإشارة إليه أن الباحث العصا كان قد شارك بهذه الورقة في المؤتمرِ العِلميِّ الدُّوَليِّ الثاني للدِّراساتِ التَّأريخيّةِ، الذي قامت عليه جامعة ماردين أرتكلو الحكومية بالتَّعاونِ معَ جامعة القدس وأكّاديمية ريمار، في إسطنبول-تركيا يومي 7 و8 أيلول 2021.