شريط الأخبار
نيويورك تايمز: ترامب ومادورو تحدثا الأسبوع الماضي وناقشا عقد اجتماع محتمل وزير الخارجية الإسباني: ثمة حاجة لسلام عادل وشامل الملك والرئيس المنتخب لباربادوس.. صداقة تعود إلى مقاعد ساندهيرست العسكرية وزير الخارجية والممثّلة العليا للاتحاد الأوروبي يترأسان المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط وزير الاتصال الحكومي يرعى افتتاح البرلمان الأردني النموذجي في مدرسة كينغز اكاديمي العضايلة يستقبل مدير المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشؤون أوروبا في برنامج الغذاء العالمي مندوباً عن الحنيطي ... المساعد للعمليات والتدريب يعود مصابي لواء الرمثا الملك يزور جمهورية باربادوس لحضور حفل تنصيب رئيسها الجديد بعد غد الأحد العين العياصرة يُشارك بأعمال منتدى الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط في القاهرة شخصيات سياسية وعشائرية أردنية في ديوان المرحوم "عرب العون" بمنطقة صبحا ( أسماء وصور ) بلجيكا: عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين وصل إلى أعلى مستوى له إحياء الذكرى الرابعة والخمسين لاستشهاد رئيس الوزراء الأسبق وصفي التل أبو الغيط: استمرار الاحتلال وصفة لانعدام الاستقرار وتدمير فرص التعاون في المنطقة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.. الأردن يواصل دعم صمودهم لنيل حقوقهم المشروعة ملاسنة في احتفال ذكرى وصفي .. ومنع ابن اخ الشهيد التل من اكمال كلمته الصفدي: 80% من احتياجات الغذاء لا تصل إلى غزة أوساط أوكرانية: واشنطن وجهت رسالة خطيرة لا تقبل التأويل لزيلينسكي عبر مدير مكتبه الأردن يدين توغّل القوات الإسرائيلية وقصفها بلدة بيت جن في ريف دمشق ترامب: وفاة امرأة من الحرس الوطني تعرضت لإطلاق نار شهيد وإصابتان جراء قصف الاحتلال جنوبي قطاع غزة

ديـــر «مــار سـابـــا» طليعــةُ الأديـــرة المقــدسيّـــة

ديـــر «مــار سـابـــا» طليعــةُ الأديـــرة المقــدسيّـــة

القلعة نيوز :

صدر في العدد الأخير (رقم 8) من المجلة التركية العلمية المُحَكَّمَة «مجلة ريماك للعلوم الإنسانية والاجتماعية» (Rimak Journal, Volume 3, Issue 8)، والتي تصدر عن أكاديمية ريمار التركية، دراسة علميّة للباحث في الشأن المقدسي عزيز العصا بعنوان: دير مار سابا -جنوب شرق القدس- طليعة الأديرة المقدسية.ِ

حيث عرّف الباحث في هذِهِ الدراسة بديْرٍ مُهمٍّ أقيم في القرن الخامس الميلاديّ؛ أيْ قبل مجيءِ الإسلامِ بقرنيْن، جنوبَ شرقِ القدسِ –في بلدة العبيدية حاليًّا-هو: ديْر مار سابا؛ نسبةً إلى القدِّيس سابا (439م-532م) الذي مَكَثَ يتعبَّدُ في كهف على بُعْدِ (15) كيلومترًا جنوبَ شرقِ بيتِ المَقْدِس فوق وادٍ يبدأ من أسفلِ جبلِ الطُّورِ في القدس، ويَصُبُّ في البحر الميِّتِ، يُطلق عليه حاليًّا «وادي النّار أو وادي جهنم». تَبِعَ القدِّيسَ سابا رُهبانٌ آخرون انتشروا في الكهوف المحيطة، وفي عام (483م) شَرَعَ القدِّيسُ سابا ومَنْ مَعَه من الرُّهبان ببناءِ ديْرٍ في المكان، حيث أصبح له شأنٌ كبيرٌ في حياةِ المسيحيّين؛ لارتباطه مَعَ القدسِ، وإقامة أعداد كبيرة مِنَ الرُّهبانِ فيه من مختلِفِ الطَّوائف، ولاحتوائه مكتبةً، قلَّ نظيرُها عبْرَ العصور.

وفيما بعد أصبح هذا الدَّيْرُ مَحجًّا للرَّحالة والباحثين، وزُوّارِ بيتِ المَقْدسِ، على مدى ستَّةَ عَشَرَ قرنًا. كما اشتهر لدى الحُجّاجِ المسيحيِّين، لوجود آلاف الرُّهبانِ الَّذين عاشوا فيه تباعًا.

كما استنتج الباحث العصا أنه كان لدير مار سابا بالغُ الأثرِ والتَّأثيرِ في بيت المَقْدِسِ على المُسْتَوَيَات الدِّينيِّة والسِّياسيِّة والفكرية، منها:

كان هذا الدَّيْرُ مرتبطٌا بالقدس ارتباطًا وثيقًا عبرَ التّاريخ؛ ففي حينِ أنَّ القدِّيسَ سابا نفسَه كان يتحَكَّمُ في تفاصيلِ البَطْريركية في القدسِ إلى حدِّ التَّدخُّلِ في تعيين البطريرك نفسِه، أو الاعتراضِ على نقلِ بطريرك، كما حصلَ مَعَ يوحَنّا الثّالثِ، وفي حين استمرارِ مَهابةِ رئيس الدَّيْرِ وهيبتِه على حُجّاج الأراضي المُقَدَّسةِ، وأنّه «لا يُدْخَلُ إليه إلّا بإذنِ البَطْريركِ»، نجد أنَّ البَطْريركيّةَ الأرثوذكسيّةَ في القدس، هي التي تُديرُ أعمالَ الدَّيْرِ، وتُوفِّرُ للرُّهبان الذين يعيشون فيه، عِيشةَ تقَشُّفٍ منقطعينَ إلى الصَّلاةِ والصَّوْمِ، سُبُلَ العيشِ الكريمِ.

كما اتضح أنَّ هناكَ دَوْرًا سياسيًّا وأمنيًّا مُهمًّا قام به القدِّيسُ سابا في آخرِ عشرينَ سنةً من حياته؛ فقد كان رسولَ البَطْريركيّةِ الأرثوذكسيّةِ لدى الحُكّام الرُّومانِ، كما أنّه كان رسولَ فِلَسْطينَ كلِّها عندَما توسَّطَ لدى الإمبراطورِ جستنيانَ لصالحِ الفِلَسْطينيّين بتخليصِهِم من بعض الضَّرائبِ، ما كانَ له بالغُ الأثرِ في استقرار البلاد لصالِحِ الإمبراطوريّةِ الرُّومانيّةِ.

وعلى مستوى التُّراثِ الفِكريِّ والمعرِفِيِّ: فَبَعْدَ أنْ تبيَّنَ أنَّ هناك مكتبةً في هذا الدَّيْرِ تكتظُّ بالمخطوطاتِ والكُتُبِ، والمعارف. وهي مكتبةٌ يقِلُّ نظيرُها؛ لِما تحتويه من تراثٍ فكريٍّ ومعرِفيٍّ، يخدُمُ عمليّةَ التَّوثيقِ لهذا المكانِ المقدَّسِ، عبرَ التّاريخ.

ومن الجدير الإشارة إليه أن الباحث العصا كان قد شارك بهذه الورقة في المؤتمرِ العِلميِّ الدُّوَليِّ الثاني للدِّراساتِ التَّأريخيّةِ، الذي قامت عليه جامعة ماردين أرتكلو الحكومية بالتَّعاونِ معَ جامعة القدس وأكّاديمية ريمار، في إسطنبول-تركيا يومي 7 و8 أيلول 2021.