القلعةنيوز_ رنا غريزات
كان يوم عادي مثل أي يوم، إلى أن وصلت إلى بائعة الخضار، تبسمت في وجهي، وقالت: تعالي اشتري يمه، جذبتني هذه الكلمات للشراء منها، ومع أنني لست بحاجة لهذه الخضار..
فدخلت في حديث طويل بيني وبينها عن حالها وبيتها وأولادها، وصعوبة المعيشه والحال وكيف ازدادت صعوبة بعد وفاة زوجها....
وفي نهاية حديثها قالت لي كلمات خرقت فؤادي كالرصاص :والله يا يمه من وراء الفقر اللي احنا فيه، أخجل احكي لأولادي ما في، طلباتهم شرعية لبس واكل ومكان يناموا فيه،وكثير شغلات ما بقدر البيلهم إياها.
قلت لها: نيالهم فيكِ يمه، انا عارفه انه الفترة هاي صعبة عالكل...
قالت :عشان هيك لازم الفقير ما يتزوج لأنه المصاريف كثيرة،وتبعات الحياة كبيرة.
كلماتها كادت توصل بي حد الاختناق...
أعلم يا أماه ان الزمان غدر بكِ، ولكن رأيت فيكِ إمرأة بألف رجل، فلقد تحديتِ ظروف الحياة القاسية وكنت صامدة صلبة في أشد الأوقات، أعلم أن المسؤول لم يعد يهمه المواطن مثلما يهمه جيبه، لا أعلم يا أماه إلى أين سيصل بنا الحال، لقد طفح كيل المواطن، والفقر أصبح يخيم على كثير من بيوت الأردنيين، والمسؤوليات على عاتق المواطن كبيرة.
نحن في المؤية الثانية، وعلى أعتاب عام جديد، ألا يجدر بمسؤولينا حل الازمات التي نمر بها؟ ألا يجب على كل مسؤول أن يؤدي واجبه على أكمل وجه؟ أم أن هذا ليس من أولوياته وواجباته ، هل يرضيكم الحال الذي وصلنا إليه؟ فقر وبطالة وواسطة ومحسوبية.
هل هذا يرضيكم...؟