شريط الأخبار
البحث الجنائي يكشف قضية تغيّب فتاة وقتلها من جنسية عربية منذ عام 2008 ترامب يتعهد بالمساعدة في إيصال الغذاء إلى الغزيين رئيس الوزراء يهنئ حسين الشيخ باختياره نائبا لرئيس دولة فلسطين نتنياهو: الهجوم على غزة سيكون عملية عسكرية مكثفة مدير الأمن العام يلتقي رئيس "الإنتربول" لبحث سبل التعاون الأمني الدولي مخابز (قبلان) والاحتفال بعيد العمال العالمي الأخطاء التي نقترفها في المجتمع لا تموت.. ... الحذاء الذهبي 2025.. تعثر صلاح و"رونالدو الجديد" صندوق النقد الدولي يوصي سلطات كييف برفع الضرائب روسيا تمنع نائبا أذربيجانيا من دخول أراضيها وتوضح السبب بوتين يستعرض شقته في الكرملين والصالة الرياضية ومدة ممارسة الرياضة مفارقة مثيرة.. أوكرانيا تسجل زيادة حادة في أعداد المليونيرات مع تفاقم اتهامات الفساد الخارجية الألمانية رافضة خطة احتلال غزة: غزة ملك للفلسطينيين السعودية.. البطل الأصهب "كانيلو" يستعيد لقب بطل العالم المطلق للملاكمة للوزن المتوسط وزير الإدارة المحلية يُوجه بحصر أضرار السيول وإعداد خطط المعالجة الاميرة غيداء طلال تفتتح المؤتمر الرابع لمجموعة "POEM" في عمّان مدير الامن العام يرعى تخريج طلبة كلية الدفاع المدني وزير العدل: 3 حالات للتخلف عن دفع الغرامات في معدل قانون العقوبات الفايز: علاقة مجلس الأمة مع ديوان المحاسبة تكاملية ومحورية المومني يؤكد : الإعلام ركيزة أساسية في منظومة التمكين والعدالة الاجتماعية

«عصافير الشمس»..يتصفّح ما بين النكبة والنكسة في مخيّم الدهيشة

«عصافير الشمس»..يتصفّح ما بين النكبة والنكسة في مخيّم الدهيشة

القلعة نيوز :

الحمد لله رب العالمين، الذي وهبني العمر حتى أقدّم لما انثالت به ذاكرة صديقي وزميلي في الدراسة في بغداد بين عاميّ (1975م-1979م). إنّه «نبيل جبريل أحمد صالح»؛ ابن عجّور المحتلّة منذ عام 1948، التربوي الناجح والمبدع، القادم من عالم الفيزياء التي درسناها معًا في الجامعة المستنصرية ببغداد. منذ ذلك الحين، وأنا أخْبُر نبيلًا صاحب ذاكرة مدهشة؛ فهو يعيد لك الأحداث التي مرّ بها كما هي، أيًّا كان عمقها الزمني. وعليه، فإنني أغبطه على هذه السّمة، وكنتُ من الذين شجّعوه على كتابة سيرة طفولته، منذ كانت الفكرة-البذرة.

الآن، وقد أصبح الحلم حقيقة على الورق، فقد راجعتُ وحرّرت سِفره القيّم بعنوان «عصافير الشمس» صفحات بين النكبة والنكسة، الصادر في القدس عام 2021 عن الرقمية للنشر والتوزيع، فلمستُ الجهود الطيبة التي بذلها نبيل صالح في إعداده.

لقد قام الكاتب بتوزيع الأحداث والمشاهدات، كما شاهدها، خلال نحو عشر سنوات، بدءًا من ولادته في مخيم الدهيشة الذي لجأت إليه أسرته، حتى نزوح عائلته إلى عمان إثر النكسة عام 1967م. أي أننا أمام «سيرة ذاتيّة» بكل المعايير.

توزّعت سيرة طفولة «نبيل» على اثنين وستين محطة - سردية؛ لكل محطة عنوانها المستقل، ومحتواها وقضيتها التي لها بداية ونهاية، وما بين بدايتها ونهايتها هدفٌ قد تحقق وفكرة قد وصلت للقارئ بسهولة ويسر. وبقراءة متأنية لهذه المحطات-السرديات وجدتُ أنها توزعت على عدد من العناوين، أهمّها:

أولًا: لقطات خاصة: يمهّد الكاتب بخمس سرديات، تتعلق بأسرته التي تشرّدت للتو من موطنها الأصلي، تعيش حالة من القلق والخوف الدائميْن من قادم الأيام. الأمر الذي جعل من ولادة نبيل نافذة على الأمل بقدوم الذكر-الضرورة لهذه الأسرة. وقد اتّكأ السارد في هذه المرحلة على ذاكرة أفراد الأسرة؛ والدته وشقيقاته وعمته.

ثانيًا: المخيّم المكتظ والاتجاه نحو التعلّم: إذ إن أجمل الصور التي كانت تتوارى خلف المأساة الفلسطينية، ظاهرة التوجه نحو التعليم بين أبناء المخيمات وبناتها، الأمر الذي انتهى بأن حملة الشهادات أصبحوا مصادر رزق لأسرهم، من أجل العيش بكرامة.

ثالثًا: ألعاب أطفال المخيم: لقد سطر الكاتب في هذا السفر ما جادت به ذاكرته حول ألعاب الطفولة في المخيم، الجماعية والفردية، التي تستخدم الأدوات من البيئة المحلية، كعلب السردين، والخيطان والجوارب المهترئة، والعجلات، والعيدان الخشبية، وقناني الكازوز... الخ. ولا شك في أن غالبيتها العظمى قادمة من القرى القادم أهلها للمخيم، وهي عديدة، قليل منها ما يخص البنات؛ كلعبة عرائس الشرايط للبنات، وغالبيتها تخص الذكور.

رأينا،

ها هو نبيل صالح قد نجح في توثيق سيرته خلال عشر سنوات. والتي أرى فيها محاولة جادة للتوثيق للمخيم وبعض أحداثه، ولجيل نبيل –وأنا واحد منه. ففيها توثيق لحياة اللجوء، يبرز فيها أن الشعب الفلسطيني لم يستسلم لما جرى له، ولم يعتبره قدره، وإنما انطلق نحو البناء والعمل، وتوجه أبناؤه نحو العلم وتطوير الذات، حتى أنه شكل أنموذجًا للشعوب كافة في كيفية مواجهة الأزمات.

*معهد القدس للدراسات والأبحاث/ جامعة القدس

http://alassaaziz.blogspot.com/