القلعة نيوز - عمان
بقلم العنود عبدالله الطلافيح .
حل عام جديد يحمل بين طياته تحديات مبهمة سيواجهها الشباب الأردني الذي انضم اليه فوج جديد من الخريجين الجدد المقبلين على خوض رحلة البحث عن الاستقرار و العمل و العطاء هل سنصف ارقامًا من البطالة أم سنعد أفكار و حلولًا للخروج من عنق الزجاجة الاقتصادية نظرًا لأن الشباب الاردني لم يعد يعتمد على الوظائف التي تتاح بل أصبح يبحث عن فرص يخلقها بمشاريع صغيرة بعضها يرى الضوء و بعضها يعود الى أدراج الخطط المستقبلية قبل أن تنفذ .
دعونا نعترف دقيقة أن الشباب الأردني استطاع ان يواكب التغييرات الاقتصادية مع جائحة كوفيد 19 التي دخلت عامها الثالث فاتحه الى حلول الكترونية و حلول تطوعية حتى يخفف من وقع الضرر الذي كان مصحوبًأ بفقدان الفرص التوظيفية أو تقليل الأجور و التنازل عن بعض الحقوق التي واجهها صامدًا مبتكرًأ بالقوة و المرونة و الموارد المتاحة بل ساهمت الجائحة في اكتشاف افكار ابداعية ومهارات تكيفية لم تكن لتخرج لولا كوفيد19 .
لكن هذا لا يعني أن نهمش دور الحكومة في خلق الفرص و نعول كل آمالنا على الجهود الشبابية فمع دراسة تقليص عمر الترشح ل 25 عاما بدلا من 30 نضع الشباب في لهيب الحرب و نرى هل ساهمت الظروف في صقل شباب واعي قادر على اتخاذ القرار أم شباب قادر على التكيف من أجل العيش الكريم ؟؟؟ من الجدير بالذكر أن الانجازات التطوعية التي قام بها الشباب من خلال هيئة شباب كلنا الأردن و مؤسسات المجتمع المدني كلها قائمة على اتخاذ القرار و دراسة المواقف و رفع الوعي السياسي و القيادي القائم على نقل المعرفة وتثقيف الأقران و هذا حسن من حضور دور الشباب في خلق الحوار و اتخاذ القرار و العمل مناصفة مع صناع القرار اما من جلسات النقاش او الاوراق السياسية أو حتى حملات كسب التأييد التي كانوا ومازالوا يخرجون بها .
عمل شباب الوطن على بلورة أولوياتهم و اهتماماتهم من حيث تعزيز جهود الحماية البيئية او الوعي الصحي او التوجه نحو الصحة النفسية التي تسهم في خلق جو عام متقبل للضغوطات خالي من العراك والكراهية قادر على استيعاب الفجوات الاقتصادية و العقبات الاجتماعية حتى اصبح قادر على التكييف مع الدمج المجتمعي مع كافة اللاجئين من الجنسيات المختلفة بل استطاع على جعلهم اساسا في رفع الوعي و التغيير و حتى جعلهم اولوية في تحديد الاحتياجات واصبح قادرا على تحليل الواقع و الساحة الاقتصادية و السياسية ومدى تأثيرها على المستقبل القريب و البعيد ومدى استهلاك موارد الوطن وايجاد حلول بديلة تواجه العقبات و الضغوطات السكانية لخلق المساحات الآمنة للعيش الكريم
هنا نقف نظرة فخر بما وصلنا له و بما قدم شبابنا و ننتظر عاما جديدا من العطاء و الابداع و نلتمس من الحكومات الرشيدة والمؤسسات المدنية تسهيل دور الشباب في المجتمع من خلال الدعم بكافة أشكاله و دمجهم في اتخاذ القرارات دون حواجز اوصعوبات و توجيه الجهود نحو هذه الفئة فهي شرارة التغيير و سواعد النهوض نحو المستقبل الآمن اقتصاديا كان أم اجتماعيا أم سياسا .