حين قررمجلس ادارة الديون العامه الاجنبي - شبيه بصندوق النقد الدولي اليوم
رفع اسعار الطحين والخبر الى الضعف لسداد ديون الدولة العثمانية
امر السلطان العثماني توزيع الخبز بالمجان على المواطنيين وهكذا كان
فكيف حدث هذا في ذلك الوقت ؟
القلعة نيوز - كتب تحسين أحمد التل:
علم السلطان عبد الحميد الثاني من بعض عيونه أن نقابة الأفران؛ رفعت أسعار الطحين والخبز على الشعب، بمعدل ضعفي ثمنه الأصلي، مما أدى الى تذمر واسع بين أفراد الشعب التركي، وعدم قدرة الفقراء على شراء الخبز.
طلب السلطان رئيس الوزراء وسأله عن سبب رفع الأسعار المفاجىء، فكان الرد التالي:
إن رئيس نقابة الأفران، وهو رومي الأصل؛ عمل على تنفيذ أمر إدارة الديون العامة، ورفع الأسعار، ومعروف أن مجلس إدارة الديون العامة الذي تأسس عام (1881)، وكان يتشكل من الفرنسيين، والإيطاليين، والنمساويين، والألمان...الخ هو الذي كان يتحكم بالأسعار.
كانت إدارة الديون العامة تتحكم في رفع بعض السلع الأساسية، وتضع تحت تصرفها قسم من موارد الدولة، لاسترداد الديون، سيما وأن الدولة العثمانية كانت اقترضت مبالغ ضخمة، وصلت الى (190) مليون ليرة، وبفائدة تصل الى (9) بالمئة، وكانت الحكومات العثمانية تعجز أحياناً عن تسديد القروض فتعمل على جدولتها...؟
استدعى السلطان عبد الحميد الثاني كبار رجالات الدولة من وزراء، وباشوات، وأغنياء، وكبار التجار، وأصحاب رؤوس الأموال، وطلب إليهم مساعدته في توفير الخبز والطحين للشعب بالمجان،
وكان يقصد من هذا العمل؛ ضرب إدارة الديون العامة، وإجبار النقابة على تخفيض الأسعار، وتوصيل رسالة الى كل من يتغول على الشعب؛ أن السلطان عبد الحميد الثاني لن يدخر جهداً من أجل الدفاع عن حق المواطن، وعدم التحكم بأسعار المواد الغذائية لتصل إليه بالسعر الذي يناسبه.
وحذرهم من التباطؤ في توفير الخبز المجاني، وتوزيعه في الصباح الباكر على عامة الشعب، وبالفعل اشتغلت الأفران التابعة للدولة، والتابعة لكبار التجار، والباشوات، وكبار رجالات الحكم، وجهزت الأفران الخبز، وتم توزيعه أمام بيوت الشعب.
عندما علمت نقابة الأفران ومن خلفها إدارة الديون العامة، أتخذت قراراً بتخفيض أسعار الطحين والخبز الى أقل من السعر القديم، كي لا تتعفن الكميات الهائلة التي استخدمت لصناعة الخبز، ووصل الأمر حد توزيع الخبز بالمجان من قبل الأفران حتى لا تتلف الكميات المخبوزة.
هي عبرة أيها القارىء... أليس كذلك. أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت الى مكانها الصحيح.
ملاحظة: إدارة الديون العامة تشبه الى حد ما صندوق النقد الدولي هذه الأيام، وأعتقد والله أعلم أن صندوق النقد الدولي ربما يكون امتداداً لإدارة الديون العامة زمن الدولة العثمانية...؟!