شريط الأخبار
"الخارجية" تشارك باجتماع حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية القوات المسلحة الأردنية : عودة 17 طفلا إلى قطاع غزة بعد تلقيهم العلاج في مستشفيات المملكة المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على واجهتها الحدودية الحنيطي يزور كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية وزير الزراعة يطلق حملة لترقيم الأغنام الفايز يلتقي عددا من سفراء الدول الصديقة لدى المملكة الرواشدة : لواء الشوبك يزخر بتاريخ عريق وإرث حضاري يمتد عبر العصور وزيرة النقل تبحث مع السفير التركي تعزيز التعاون مدير الأمن العام يرعى حفل تخريج دورة اعداد وتأهيل المستجدين المومني يستقبل وفدًا صحفيًُا ألمانيًا ويؤكد الحوار المنفتح مع الأصدقاء في العالم يشكّل ركيزة أساسية في رسالتنا الإعلامية الرئيس الأميركي يصل إلى السعودية الشملان : ممارسات غير نزيهة أرهقت قطاع المخابز وزير التربية يفتتح مدرستين جديدتين في قصبة اربد وزير التربية: حوسبة امتحانات الثانوية العامة تسهم في تحسين كفاءة العملية التعليمية الأردن يرفض ويدين قرار إسرائيل باستئناف ما يسمى تسوية الحقوق العقارية وتسجيل الأراضي تعرف على من يرافق ترامب في السعودية 33 شركة أردنية غذائية تشارك بمعرض سعودي فود للتصنيع هل يتغير مستقبل التكتيك في كرة القدم؟.. تجربة فريق إنجليزي مع الذكاء الاصطناعي العبداللات يناشد حسان لانصاف مسلسل "المسحراتي" اختلسوا من صندوق التأمين الصحي .. !!

د.منصور محمد الهزايمة يكتب من الدوحة : هي متلازمة الحب... لا متلازمة داون

د.منصور محمد الهزايمة  يكتب  من الدوحة : هي متلازمة الحب... لا متلازمة داون


"أمّا أمهاتنا فهن العيد دائما في كل زمان ومكان."



الدوحة - قطر- القلعه - د. منصور محمد الهزايمة

ربما كان أبسط تعريف لهذا النوع من المتلازمات بأنه "اضطراب وراثي يسببه الانقسام غير الطبيعي في الخلايا، مما يؤدي إلى زيادة النسخ الكلي أو الجزئي في الكروموسوم رقم (21)، وتتسبب هذه المادة الوراثية الزائدة بتغيرات في النمو العقلي والملامح الجسدية التي تتسم بها".
تتميز فئة الإعاقة هذه عن غيرها بأنك تستطيع تمييزها من خلال ملامحها الجسمانية، التي يكشفها المظهر والشكل العام، تبعا لخصائص محددة لا تُخطئها العين؛ تتمثل بالرأس الصغيرة، واستدارة الوجه، وكبر حجم اللسان، وصغر الذقن، وغيرها، وهي خصائص تكاد تميزهم بشكل متساوٍ، لكن مالا يخطئه الإحساس أبدا، هو الشعور بجمالية روحهم، وأجواء المرح التي يضفونها على من حولهم في كل مكان يتواجدون فيه.
تعرّفت على جاسم ذلك الطفل الذي يوسم بأنه من فئة متلازمة داون، يميزه شكله ومرحه معا، إذ يفيض حيويةً وبهاءً أينما حل، يتقرب من الجميع صغارا وكبارا؛ يصافحهم، ويتحدث إليهم، يشعرهم بقربه، وحبه، فيبادلونه حبا بحب، ويا لسعادة من مزح معه يوسف أو مازحه، يوسف صاحب موهبة يتميز بها عمن يتعالون على غيرهم بأوهامهم عن أنفسهم، قدّم يوسف يوما مسرحية كاملة أمام مئات من طلاب مدرسته، استخدم خلالها تعبيرات وجهه فقط، دون أن ينبس ببنت شفة، نالت تعبيراته حماس وسعادة الجميع.

كثيرون هم ممن يشبهون يوسف شكلا، ويتمتعون بمواهب بارزة مثله، يراودك الشعور أن هولاء ينغمسون في عمق قيم الحياة، وأنهم دائما ضمن الركب في مسار التنمية، علما بأن لهم معاناتهم الصحية، والنفسية، التي لا يشعر بها من حولهم، لكننا كثيرا ما ننخدع بمظاهر الأشياء فنطفو على السطح، دون أن ننفذ إلى العمق لنتبين الحقيقة.
أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر (2011) يوما عالميا للاحتفاء بفئة ذوي الإعاقة من متلازمة داون، ليتم الاحتفاء به في (21) مارس من كل عام، ويهدف للتوعية بهذا النوع من الإعاقة، وكيفية حدوثها، ودعم المصابين بها وأسرهم، وتقدير دورهم في بناء مجتمعاتهم، وحفزهم على الاستمرار في الدراسة، وضمان حقهم في العمل، أمّا شعار الأمم المتحدة الذي اختارته لهذا العام فهو "المشاركة والدمج الفعّال في المجتمع"، للتمكين لهذه الفئة من التعايش بشكل طبيعي مع المجتمع.
تتواجد فئة داون اليوم في شتى مجالات العمل، وتتطلع دائما لتقدير دورها في نهضة المجتمع التي تعيش فيه، إذ نراهم في البنوك والمدارس والمستشفيات والفنادق والشركات والمكاتب والمطاعم، ونجد منهم الفنانين والرياضين المعروفين، ولا يحتاجون غير الدعم والمساندة من أسرهم، ومؤسسات المجتمع الرسمية والمدنية.

تتمتع فئة متلازمة داون بروح وثابة، وفضول محبب، يغمرون من حولهم بالفرح والسعادة، لذلك جاز لنا أن نسميها بمتلازمة الحب؛ وفاءً لأصحاب الوجوه البريئة، والقلوب الطيبة، والروح الجميلة، الذين يتجاوزون المعاناة ليقدموا الحب لغيرهم، وهل يقابل الحب بغير الحب؟!.
أمّا أمهاتنا فهن العيد دائما في كل زمان ومكان.