شريط الأخبار
مؤلف الأب الغني: أكبر انهيار في سوق الأسهم يحدث..والبيتكوين إلى 200 ألف دولار ميسي يودع بابا الفاتيكان برسالة مؤثرة تنكيس الأعلام فوق الوزارات والدوائر الرسمية حدادا على وفاة قداسة البابا فرنسيس المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل وزير الثقافة ينعى الكاتب والناقد غطاس الصويص أبو نضال اللاتفية أوستابينكو تفجر مفاجأة من العيار الثقيل في شتوتغارت الصادرات الزراعية الروسية إلى السعودية تسجل نموا بنحو الربع في 2024 بوتين يشكك في قدرة قادة الاتحاد الأوروبي على تنفيذ تهديداتهم ضد ضيوف احتفالات النصر في موسكو مانشستر سيتي يبلغ برناردو سيلفا بقرار "محبط" بشأن مستقبله مع الفريق الرياض تبدي اهتماما بالإنجازات الروسية الجديدة في مجال علم الوراثة دخان أبيض أو أسود.. كيف يجري اختيار بابا جديد في الكنيسة الكاثوليكية؟ قائد ليفربول يثير الجدل حول مستقبل أرنولد الخشاشنة: لن يتم تطبيق نظام البصمة إلا ضمن معايير واضحة تحمي حقوق الطبيب وتصون كرامته عندما يحكم العالم غبي... الصفدي: وحدتنا الوطنية أقدس من أن يعبث بها أي حاقد أو جاحد وزارة الداخلية تستعرض أبرز إنجازاتها خلال آذار اختتام معسكر القيادة والمسؤولية المجتمعية في عجلون النائب الهميسات يطالب العمل الإسلامي بالانفكاك عن الجماعة مطالبات نيابية بحل حزب جبهة العمل الإسلامي الملك: أحر التعازي للإخوة والأخوات المسيحيين في العالم بوفاة قداسة البابا فرنسيس

حسن محمد الزين يكتب : قاع المدينة /عمان / تفتقد " ابو علي" صديق الصحافة والمعرفة الذي حظي بتكريم ملكي رفيع

حسن محمد  الزين يكتب : قاع المدينة عمان  تفتقد  ابو علي  صديق الصحافة والمعرفة الذي حظي بتكريم ملكي رفيع


القلعة نيوز - بقلم : حسن محمد الزبن


وصل عمّان لاجئاً من فلسطين عام 1948، وعمل بائعاً للصحف بعد أن ترك المدرسة وهو في الصف الخامس، وفي العام 1791 ، في ذروة الحماس القومي العربي، حصل من نقابة الصحفيين الأردنيين على كشك مساحته 9 أقدام حيث استأجره، وبقي فيه منذ ذلك الوقت، ويقضي معظم يومه في كشكه الثقافي المتربع على كتف الرصيف، بجانب البنك العربي، في وسط العاصمة عمّان،

إنه حسن البير "أبو علي"، ويُطلق عليه، "حارس الثقافة الأردنية"، و"أيقونة عمان"، و"أبو الكتب"، و"الوزير بلا حقيبة"، و"وزير الثقافة الشعبية"، و"مدبولي الأردن"، و"وزير ثقافة ظل"، كلها ألقاب توسمها صاحب كشك الثقافة العربية "حسن أبو علي"، رحمه الله، وقد رحل عن قاع المدينة عمان، بعد سنوات حافلة بالعطاء وخدمة الثقافة والمعرفة، وصنفت أمانة عمان الكبرى كشكه باعتباره أحد المعالم التراثية في الأردن.

وتبقى ذكراه، لدى كل من مرّ عليه، أو توقف عند رصيفه الذي ينطق بالحروف واللغة، والتراث والتاريخ، وعبق الماضي والحاضر، وهو الذي كان ذاكرة عمّانية، حافظة لتاريخ كتاب وأدباء وصحفيين ومفكرين وسياسيين ودبلوماسيين ونخب ثقافية على مدى أربع عقود ونيف، بادلهم الحديث على الرصيف الذي يحتضن الصحف والكتب، وكل منهم له قصة، وله حوار، وله خصوصية في هذا المعلم وصاحبه،

حظي بتكريم من الملك عبدالله الثاني، وأنعم عليه وقلده الميدالية الفضية وكذلك على وسام الاستقلال من الدرجة الثالثة، وهي إحدى جوائز الدولة التقديرية الأردنية، بمناسبة عمان عاصمة للثقافة العربية عام 2002، وتقديرا لجهوده في خدمة الحركة الثقافية في العاصمة، وباعتباره صاحب أحد أهم معالم وسط البلد، في عمّــان، كما زارته الملكة رانيا العبدالله في شهر يوليو, من عام 2015م، واستمعت إليه عن وضع السوق واهتمام الناس بالقراءة والكتاب، وقامت بشراء كتب تروي قصة عمان أيام زمان، منها سيرة مدينة، للروائي عبد الرحمن منيف ويتعلق بمدينة عمان، ورواية أبناء القلعة لزياد القاسم، ورواية بنات عمان لعايدة النجار، في حين أن موكب الملك الراحل الحسين بن طلال قد توقف في احدى المرات واشترى منه صحيفة، وبعض الكتب التاريخية.

بدأ "حسن أبو علي" حياته بائعا للصحف والمجلات عام 1956م، حين كان لا يزال في الحادية عشرة من عمره، يبيع جريدتي "الدفاع" و"فلسطين" مكان صدورهما القدس، وكان ثمن الجريدة منهما قرش ونصف.
وفي 1978م، أسس كشكه الحالي التابع لنقابة الصحفيين الأردنيين، وانطلق من خلاله لبيع مجلات المصور، وآخر ساعة، وروز اليوسف، والكواكب، والشبكة، والصياد، وحواء، والحوادث، ومجلة العالم الصادرة من لندن وكان ثمنها قرشان، وكذلك روايات الهلال، وكتاب اقرأ، والمختار، كانت الأسعار مختلفة وتتراوح ما بين 4.5 -5 قروش للمجلة، وبعضها 7 قروش، أما الجريدة فكان سعرها 1.5 قرش، وأصبح كشكه يضم خلال رحلة طويلة من أهم الكتب في مختلف العلوم والثقافة والسياسة والتاريخ والأدب والمعرفة بكل مجالاتها، وما من طالب للمعرفة إلا ويجد مبتغاه لدى كشك "أبو علي"
، تغمده الله بواسع رحمته، و يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.