
مشروع النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم كلّف الدوحة تكلفة مبدئية
تقدر بـ200 مليار دولار، بحسب تصريحات السفير القطري لدى روسيا
أحمد بن جاسم لوكالة "تاس” الروسية
، بينما كانت الكلفة البشرية لا تعوض: أكثر من 6 آلاف عامل من خمس دول آسيوية
ماتوا في الدوحة، بحسب جريدة "الغارديان” البريطانية،
الأمر الذي اعتبرته الجريدة "فشلاً في حماية مليونَي عامل مهاجر لديها”.
بيروت – القلعه نيوز – *
من الدوحة إلى كاتماندو، المصور الصحافي الفلسطيني محمد بدارنة من موقع درج الاستقصائي اللبناني - تتبع مسيرة حياة عمّال نيباليين ونهايتها خلال عملهم في منشآت كأس العالم في قطر ونشرتقريرة الاستقصائي هذا امس الخميس في الموقع مع التاكيد على ان "القلعه نيوز " لاتتبنى اي معلومه في هذا التقرير الاستقصائي ولكنها تنشره للرد عليه من الجهات المعنيه في الدولة القطرية الشقيقة .
قطر، أول دولة عربية تستضيف المونديال في ظروف أحاطتها اتهامات بالفساد طاولت ثلاثة مسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا”، على خلفية ادعاءات بتلقيهم رشاوى من أجل التصويت لمنح قطر حق استضافة الحدث العالمي، وهو ما تنفيه قطر.
شيباتا تامانغ
شيباتا تامانغ، توفيت في قطر عام 2021، تاركة ابنة وحيدة. كانت قد تركتها موقتاً في عهدة أختها سابريتي للذهاب إلى قطر، على أمل جمع المال اللازم لإرسالها إلى مدرسة.
السلطات القطرية قالت إن شيباتا توفيت في حادث سير. وبحسب أختها، فقد عانت شيباتا خلال سنوات عملها في قطر بسبب استدانتها تكاليف سفرها إلى قطر، إضافة إلى تعرضها للخداع من قبل الشركة التي تولت تسفيرها.
تقرير السلطات بخصوص شيباتالم تستطع عائلة شيباتا إحضار جثمانها إلا بمساعدات، فهي لا تملك المال الكافي لنقل الجثمان، حالها كحال 17.4 في المئة من السكان الأقل حظاً في نيبال.
ابنة شيباتاتواسي سابريتي نفسها يومياً بأن شيباتا تمكنت من احتضان ابنتها مرة أخيرة، خلال آخر إجازة حصلت عليها قبل أشهر من موتها.
صورة شيباتا في منزل أهلهاإلى اليوم تعيش سابريتي حرقة عدم معرفة ما حدث لأختها، وتتمنى تحقيق حلمها بأن تحظى ابنتها بتعليم خاص.
سابريتي مع ابنة أختها شيباتاروب تشاندر
توفي روب تشاندرا أثناء نومه في إحدى الغرف المخصصة لسكن العمال في الدوحة عام 2019 لسبب غير معروف. كان يعمل في بناء استاد المدينة التعليمية بقطر، وتشك زوجته بأن سبب موته ترتبط بظروف السكن غير الملائمة، بحسب حديثها لصحيفة "الغارديان” البريطانية.
نيرمالا زوجة روب في منزلهمذهب الشاب النيبالي إلى قطر لجمع المال اللازم بغية إرسال ابنه إلى مدرسة جيدة، وسداد بعض الديون.
منزل روب بنيبالبعد موته حصلت زوجته نيرمالا على تعويض قدره 7 آلاف ريال قطري، وذلك بعد نشر قصص صحافية عن موت تشاندرا، تقول نيرمالا: "لقد رفضوا (الشركة) إعطاءنا أي تعويض في البداية. قالوا إننا لن نحصل على قرش واحد، وإنهم قاموا بما يكفي لأجلنا، أن الجثة أرسلت إلى المنزل، وأننا لا نستحق أي تعويض”.
نيرمالا مع نجلهاتشير تقارير منظمات غير حكومية إلى معاناة العمّال من ظروف عمل وإقامة قاسيتين، وتأخر في دفع الأجور، إضافة إلى ضعف الآليات الحكومية المستحدثة لحمايتهم.
نيرمالا مع صورة لزوجها روبوساعد أصدقاء روب زوجته في إحضار الجثمان وحرقه وفق التقاليد المتبعة في نيبال، وبعد رحيله دفعها ضيق العيش إلى مغادرة العاصمة كاتماندو، والعمل في مجال البناء.
دراجة تركها روب لنجله، وهي ما بقي منه بعد وفاته"خلال شجار على أفضلية مرور، تشاجر رجل بملامح غربية مع أحد المواطنين، ثم أكمل طريقه، سألت نفسي. هل كنت سأنجو لو صرخت أنا بوجه مواطن؟ هنا ليس لدي حق أن أقول لا لأحد”.
سائق أجرة مهاجر إلى قطر تحدث إلى المصور
سوجان لوبشان، عمل في شركة لتركيب السقالة في المباني بقطر، وتوفي بعد خمس سنوات من رحيله عن بلده نيبال، في عمر 40 عاماً.
صورة سوجان يحملها أخوه جانيشيقول شقيقه جانيش إن سوجان وافته المنية بشكل مفاجئ لسبب لا تعلمه العائلة حتى هذه اللحظة، نتيجة عدم وجود متابعة وتحقيق جدي.
تقرير وفاة سوجانأصيبت والدة سوجان بنوبة قلبية عند سماع الخبر وتوفيت بعدها بثلاثة أيام، يقول جانيش: "لقد فقدتُ أفراد أسرتي واحدا تلو الآخر”.
صورة سوجان وسط صور الراحلين من عائلته"الاستغلال متفشٍ، وكثيرا ما يعمل الوافدون من دون أجر، ويعيشون في ظروف دون المستوى”. خورخي بوستامانتي، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق المهاجرين
جواز سفر سوجانتقول منظمة "هيومن رايتس ووتش” إن قانون العمل القطري والقوانين المصاحبة له تمنح العمّال بعض الضمانات القوية لحمايتهم، لكن العديد منهم لا يتمتعون بها بسبب "قلة المراقبة وضعف التنفيذ”.
الشركة التي كان يعمل لديها سوجان"ملايين العمال الذين وفدوا إلى قطر سعياً وراء الفرص الاقتصادية الموعودة لم يجدوا الكرامة والفخر، بل خضعوا لانتهاكات جسيمة”مينكي ووردن، مديرة المبادرات الدولية في "هيومن رايتس ووتش”
كان شانكر تامانغ يعمل سائقاً داخل استاد الخور شمال الدوحة. قبل ذلك، كان يحمل مواد البناء ويرش الماء في مواقع بناء الملاعب.
شانكر تامانغتم القبض على شانكر وعدد من المهاجرين من قبل رجال شرطة خلال مشاهدته مباراة كرة بين فريق عمال من باكستان ونيبال بالقرب من أحد الأسواق.
وثيقة تثبت وجود شانكر في السجنقضى شانكر خمسة أيام "قاسية” في السجن. يقول "لم يسمحوا لنا بالتواصل. لم يسمحوا لنا حتى بالحديث”.
أوراق ثبوتية شانكر التي حصل عليها خلال إقامته في قطرقامت السلطات القطرية بترحيل شانكر، ولم تمهله وقتاً يحصل فيه على مستحقاته أو يوضب أغراضه وأمتعته.
صورة تذكرة طيران شانكر التي تم استصدارها لترحيلهطالبت "منظمة العفو الدولية” الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا” بدفع تعويضات لا تقل عن 440 مليون دولار للعمال الأجانب الذين "تعرضوا لسوء المعاملة” في قطر، والتي تمثل جزءاً من 6 مليارات دولار سيربحها الاتحاد من المسابقة.
شانكر تامانغ