القلعة نيوز : بقلم - تحسين احمد التل
شيمة عبد الله (مصطفى وهبي) التل.
تخرجت في الجامعة الأردنية تخصص هندسة زراعية، لكن بسبب عشقها للثقافة، والأدب، والقراءة والكتابة، والفنون بشكل عام، إضافة الى جينات تحملها من جدها الشاعر العملاق (مصطفى وهبي) التل؛ جعلها تترك الهندسة وتتجه بعد عامين من العمل في دائرة الحدائق كمهندسة زراعية الى عالم الثقافة والفنون، وتعمل على تنسيق الفعاليات الثقافية بين السفارات والمراكز الثقافية الأجنبية، وتنظيم المهرجانات الخاصة بالأفلام، والعروض الموسيقية والمسرحية، والمعارض الفنية.
يُعد الشاعر الكبير عرار؛ رمز الثقافة العربية، وما يحمله من صفات فريدة لشاعر وسياسي أردني، ترك خلفه إرثاً سياسياً، وأدبياً، وثقافياُ، وفكرياً، واجتماعياً، كان له تأثير مباشر على الأجيال التي جاءت بعده، هذه الجينات، والدماء الصافية النقية أثرت بشكل أو بآخر على من يحملون هذا الإرث من كتاب، وشعراء، وقادة فكر ورأي من أبناء وبنات العشيرة.
ليس هذا فقط، إنما تجد من بين هؤلاء وأولئك من يحملون شهادات علمية كما حمل شاعرنا الكبير، لكنه لم يعمل في مجال تخصصه، إنما ذهب بعيداً عما يحمله من العلم، ووظفه لخدمة أغراض وأهداف وطنية، يحتاجها المجتمع والوطن عموماً.
الشاعر الكبير (مصطفى وهبي) التل من هذه النوعية، كان مجموعة متناقضات جميلة، كل متناقضة أجمل من أختها، شاعر مثقف وعلى درجة عالية من الثقافة بالدرجة الأولى.
- أستاذ مدرسة، ومفتش معارف، وكاتب في المحكمة.
- حاكم إداري من طراز رفيع، وأخيراً؛ سياسي، لا يشق له غبار، والأهم أنه يعشق الوطن ويقدسه لدرجة لا يتصورها العقل البشري.
أنا ما زلت أتحدث عن جينات ودماء عرار التي تسري في عروق أبناء وبنات العشيرة، مثل جريان نهر الأردن في خاصرة الوطن، حملناها وحملتها المثقفة المبدعة، وصاحبة الحضور المميز شيمة عبد الله (مصطفى وهبي) التل التي لا زالت في قمة العطاء، حتى بعد خروجها المبكر من الوظيفة، تلك التي قدمت من الجهد، والتعب، ما تستحق من التقدير والاحترام.
والد السيدة شيمة التل هو المرحوم عبد الله (مصطفى وهبي) التل، كان مستشاراً في وزارة المواصلات، وتوفي عام (1987)، أما أعمامها وعماتها فهم: دولة الشهيد وصفي التل، معالي المرحوم مريود التل، معالي الدكتور سعيد التل، وعطوفة الدكتور المرحوم معين التل، وعطوفة الأستاذ المرحوم صايل التل، وعطوفة الأستاذ طه التل أطال الله في عمره، والمرحوم شاكر التل الذي توفي صغيراً، والمرحومة عليا التل، ووصفية التل متعها الله بالصحة والعافية وطول العمر.
ولدت شيمة عبد الله التل في بداية السبعينات، ودرست في مدارس الراهبات الوردية، وحصلت على شهادة الثانوية العامة - الفرع العلمي عام (1988).
درست الهندسة الزراعية، وتخرجت في الجامعة الأردنية عام (1993). عملت في أمانة عمان الكبرى عام (1999)، كمهندسة حدائق لمدة عامين، انتقلت بعدها الى العمل الثقافي في الأمانة كمنسقة للفعاليات الثقافية والفنية.
شاركت ومن خلال عملها في أمانة عمان الكبرى في العديد من المؤتمرات، والمهرجانات، مثل: - مهرجان الفيلم العربي الفرنسي، في فرنسا، ولعدة سنوات متتالية. - شاركت في المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني عام (٢٠١٩).
وللسيدة شيمة عشرات المشاركات في المؤتمرات الدولية التي انعقدت في المغرب العربي، أو في العديد من دول الإتحاد الأوروبي، ولديها خبرات متراكمة عبر السنوات الماضية التي كانت تمثل فيها أمانة عمان الكبرى.
السيدة شيمة عبد الله التل حاصلة على وسام الفارسة للفنون والآداب من وزارة الثقافة الفرنسية عام (٢٠١٦). كما أنها تتقن اللغة الفرنسية بشكل جيد جداً، والإنجليزية بشكل ممتاز، واللغة العربية بطبيعة الحال.
استطاعت أن تترك بصمة واضحة على الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى، خلال عملها كمديرة من عام (٢٠١٩ الى عام ٢٠٢٢)، وتم إحالتها الى التقاعد وهي في قمة العطاء والعمل الوطني، كواحدة من أنشط سيدات عشيرة التل في الأردن.
ألف تحية وشكر للفنانة، والمثقفة الواعية، السيدة شيمة عبد الله (مصطفى وهبي) التل على هذا العطاء المميز.