"أعتقد أن الوطن بحاجة الى إعادة ضخ القليل من الدماء الى شرايينه،
لكي تدب الحياة في أوصاله، ويعود من جديد الوطن
الذي يستحق أن نفتديه بالمهج والأرواح."
القلعه نيوز - كتب تحسين أحمد التل*
ربما يكون اقتراح وضع رسوم على استخدام الطرق، والشوارع الدولية، إذا صدرت عن اللجان الاقتصادية التي تجتمع منذ أسابيع، فإنها من أهم الاقتراحات التي يمكن أن تجلب الفائدة لموازنة الدولة، والشعب.
بعيداً عن التشكيك بنجاح المشروع، والرؤية الاقتصادية التي تستند على تطبيق النظام الغربي، بالتعامل مع الشوارع الدولية التي تربط مدن المملكة بالدول العربية، علينا أن نعترف بأن حكومات الغرب تستفيد من تأجير، أو منح امتياز إدارة الطرق لبعض الشركات عن طريق المناقصات، وفق الرؤية التالية:
بعد أن يرسي عطاء تعبيد الشوارع على الشركات، يمكن أن تستوفي رسوم استخدام الشارع لمدة عشر سنوات على سبيل المثال الى أن تسترد الشركات الأموال مع الأرباح.
هذا النظام شاهدته في إيطاليا فترة الثمانينات، وأعتقد أنه مُطبق في أوروبا، إذ تستطيع الشركات التي عملت على تعبيد (الأوتوسترادات)، بالشكل الذي يتسع لأربع سيارات لكل مسرب، أن تفتح مطاعم واستراحات، ومولات، ومحطات صيانة كل عدة كيلومترات، وتحقيق الأرباح خلال فترة التأجير.
هذه الرؤية يمكن أن تحقق المال اللازم للدولة، وتدفع الشركات لتعبيد وصيانة الشوارع، والطرق الخارجية مقابل تحصيل رسوم لفترة معينة تتفق مع الأموال المصروفة.
الوطن بحاجة الى مشاريع استثمارية، وعلاقة بين الدولة والشركات الاستثمارية قائمة على منفعة ثلاثية الأبعاد، بين الدولة، والقطاع الخاص، والشعب...
ما ينطبق على الشوارع الدولية يمكن أن ينطبق على مشاريع خاصة من أهمها تشغيل قطارات بين المحافظات، وإنشاء مدن ترفيهية، وملاهي، وبحيرات، وأماكن تزلج...
أعتقد أن الوطن بحاجة الى إعادة ضخ القليل من الدماء الى شرايينه، لكي تدب الحياة في أوصاله، ويعود من جديد الوطن الذي يستحق أن نفتديه بالمهج والأرواح.
* الكاتب : اعلامي مخضرم وكاتب وباحث