
ومع قرب انتهاء عقد كل منهما باتت الحاجة فعلتً ملحّة للتغيير. على الرغم من أننا لا نشكّك أبداً في جهودهما خلال السنوات الأربع الماضية بالرغم من اختلاف الآراء وتفاوتها بين مؤيد ومنتقد لأدائهما، غير أن المرحلة القادمة قد تكون مختلفة تماما ، وتتطلب رؤية جديدة لكافة أمور الضمان وقضاياه ومراجعة جادّة لسياساته ومساراته وتشريعاته واستثماراته.
ما علمناه أن وزير العمل وبصفته رئيساً لمجلس إدارة الضمان قام بالتنسيب لمجلس الوزراء بتجديد عقدي الرحاحلة والسقاف ، والموضوع بين يدي مجلس الوزراء اليوم ، غير أن المطلوب من الحكومة العمل في اتجاه آخر وبما يضمن ديمومة العمل بصورة سلسة خاصة وأن هناك مشروعاً جديدا جدلياً للغاية لقانون الضمان دفعت به المؤسسة لمجلس الوزراء وربما هو الآن في ديوان التشريع والرأي .
المؤسسة الاقتصادية الاجتماعية الأهم الآن في الدولة بحاجة لضخّ دماء جديدة قادرة على التعاطي والتعامل مع مرحلة قادمة بكل ما تحمله من تحديات وفرص، ربما تكون هي الأكثر حساسية، وعلى الحكومة أن تعي ذلك جيدا ، فالكثير من مؤسسات الدولة ومفاصلها باتت بحاجة للتغيير الجذري والقادر على تحمّل مهمات المرحلة المقبلة بكفاءة واقتدار ، خاصة إذا ماعلمنا بوجود العديد من المشاريع المعطّلة وبعض المشروعات المتعثّرة في استثمارات الضمان، وتلكّؤ رئيسة الصندوق وتجاهلها لأكثر من نصيحة فنية قُدّمت لها بتعزيز ملكية الصندوق بأسهم الشركات الناجحة، ما أضاع على الصندوق فرصة تحقيق أرباح كبيرة كان يمكن أن تؤدي إلى نمو موجودات الضمان بصورة غير مسبوقة.
وبالنسبة لمدير الضمان، فقد اتسمت فترة تقلده لمنصبه بالكثير من الجدل، ولا سيما في المبالغة بالإنفاق من أموال الضمان على البرامج التي أطلقتها المؤسسة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، والتي إلى الآن لم يصدر عن مدير الضمان رقم محدد ثابت بقيمتها.، ما يفتح الكثير من التساؤلات حول دور مُبالَغ تحمّلته المؤسسة عن الحكومة، على حساب أموال مشتركي الضمان..!
الأنظار تتطلع الآن إلى ما سيقرّره الرئيس الخصاونة بشأن قطبي الضمان، وندعوه للتريّث والتفكير مليّاً قبل اتخاذ قرار التجديد لهما، فالدولة تغص بالكفاءات، وما كان بإمكان الرحاحلة والسقاف فعلاه، ولا نعتقد أن لديهما ما يضيفاه بعد أربع سنوات، وليقل لهما دولة الرئيس؛ الله يعطيكم العافية.. ويُحلّ محلهما شخصيتين جديدتين تتسلّحان بأدوات جديدة ورؤية جديدة، ولننتظر فجراً جديداً أكثر أملاً للجميع.