شريط الأخبار
نيمار ينهار باكيا بعد أكبر خسارة في مسيرته أجواء صيفية معتدلة في أغلب المناطق حتى الخميس "صفقة سرية" بين إيران وطالبان.. جواسيس لندن على لائحة الموت أسعار الذهب عالميا تنتعش من أدنى مستوياتها في أسبوعين "وزير الثقافة " : قرار "ولي العهد" يحمل في طياته رؤية ثاقبة نحو تعزيز الانتماء إعلان تفاصيل خدمة العلم في مؤتمر صحفي الاثنين الحكومة توافق على إلغاء متطلبات التأشيرة بين الأردن وروسيا الرفاعي: قرار إعادة تفعيل خدمة العلم يحمي قيم الدولة الحكومة: إرسال مشروع قانون خدمة العلم إلى البرلمان بصفة الاستعجال الرئيس اللبناني: حصر سلاح حزب الله قرار وطني وليس من شأن إيران الأمن: فيديو الشخص المقيّد من قبل ذويه "قديم" جلسة حوارية حول سياسات قانون الإدارة المحلية في محافظة مادبا نابليون بونابرت الجندي في جيشه ممكن يصبح جنرالاً بترقية واحدة إذا نجح هذا الجندي في إختراق جيش العدو أو بقتل أحد قادة العدو "قانون العصا المارشالية" النائب هالة الجراح ترحب بإعلان ولي العهد عودة خدمة العلم نفقة مليونية وقصر فاخر.. تفاصيل طلاق كريستيانو وجورجينا تسبق إعلان الزواج ضخ تريليونات اليوروهات في مدخرات الأسر.. خطة أوروبية لتعزيز الاستثمار الفردي وزير الخارجية الأمريكي: بوتين يحتل مكانة محورية على الساحة العالمية "يصنع ويسجل ويتصدر".. ميسي يمنح إنتر ميامي فوزا مثيرا على لوس أنجلوس الحكومة المصرية تتجه لتغيير نشاط أكبر قلعة صناعية في البلاد فرنسا تستنكر توقيف موظف بسفارتها في مالي وتطالب بالإفراج الفوري عنه

د. حسين الر واشدة يكتب : هذه هي اسرار الهجمة ضد وزارة الاوقاف

د. حسين الر واشدة يكتب : هذه هي اسرار الهجمة ضد وزارة الاوقاف

"كلمة أخيرة ، المؤسسات الدينية في بلدنا هي " قلاعنا" الاخيرة الصامدة بوجه ما نشهده من تحولات سلبية ، تستهدف قيمنا الدينية والاجتماعية والفكرية ، و أمن بلدنا ومؤسستنا ، وأي محاولات لاضعافها، او تجريحها، يصب في مصلحة حرّاس التطرف ، سواء أكانوا من المجال الديني ، أو من خارجه ( وما اكثرهم ) ، كما أن هذه المؤسسات جزء من الدولة الأردنية ، ومن واجب الذين يريدون خدمة دينهم وبلدهم ، أن يدافعوا عنها، أو أن يكونوا منصفين عند انتقادهم لها ، بعيدا عن اية حسابات و مصالح شخصية ، أو سياسية."


القلعه نيوز - بقلم - د. حسين الرّواشدة *


وراء الهجمة الشرسة التي يتناوب عليها نواب "الجماعة "وأعوانها ،ضد وزارة الأوقاف ، هدفان ( لغزان : أصح )، اصبحا مكشوفين ،لا علاقة لهما بدور الوزارة -الذي لا ينكره أحد - سواء في خدمة القرآن الكريم ،أو إدارة شؤون الأوقاف ،أو ابراز الصورة الحقيقية للإسلام ،


الهدف الأول: محاولة اقصاء المؤسسة الدينية عن دورها، او تجريحها واضعافها على الاقل ، للاستفراد بالمجال الديني واحتكاره ، باعتباره "غنيمة "، ثم استثماره سياسيا واجتماعيا ،في إطار تعويض الخسائر ، وذلك لتعبئة القواعد الشعبية ، و كسب تعاطفها واصواتها.

أما الهدف الثاني فهو ثأري، يتعلق بتصفية حسابات مع الوزارة ،جرّاء قيامها بتصحيح معادلة علاقة قديمة مع الإخوان، انتهت ( لا تسأل كيف تمت ومن وراءها ؟) منحتهم فرصة الاستثمار" البزنس " في المجال العقاري و الوقفي ، والديني أيضا ، هذا التصحيح الذي تم بموجب القانون "هزّ شجرة " الجماعة ، ودفعها لتصويب نيرانها ضد الوزارة والوزير ، على قاعدة "إما معنا أو ضدنا ".

لفهم "اللغز "الأول ،أسست الجماعة مجلسا للافتاء تابعا لها، وتعمدت في مرات عديدة سابقة إصدار فتاوى تتعارض مع الفتاوى التي تصدرها دائرة الإفتاء الرسمية ، كما أنها حشدت طواقمها الدعوية للانتقاص من دور المؤسسة الدينية في مجال الوعظ والإرشاد ،والفتوى وخدمة القرآن ، ثم التشكيك بقدرة خطباء المساجد وأئمتها (علماء السلطان ) ومصداقيتهم ، حين يتحدثون باسم الدين . حسابات الإخوان بدأت في إطار المناكفة ، ثم تحولت إلى إطار الصراع المكشوف ، خاصة بعد أن تم إنهاء احتكارهم ،الذي استمر عقودا طويلة ، للخطاب الديني ،وتحديدا المنابر ، من خلال إعادة اختيار وتكليف الخطباء ، بناءا على معايير علمية ودينية ،لا علاقة لها بالانتماء لأي تيارات سياسية .

في سياق فهم اللغز الثاني جرت اكثر من واقعة أثارت انفعالات الجماعة وردودها على الوزارة ، آخرها ما حدث قبل شهور ،حين أبلغت الوزارة الجماعة بانتهاء العقد المبرم معها لنادي اليرموك ، الواقع وسط العاصمة عمان ، وهو النادي الذي استأجرته الجماعة لأكثر من 30 عاما ،مقابل مبلغ مالي متواضع ، وبعد طرح العطاء ،وفق الأسس القانونية ،تقدمت الجماعة -بالإضافة لأطراف أخرى ، بعرضها، لكن اللجنة وجدت انه ليس هو الأفضل ،مما دفع عددا من نواب الإخوان للوساطة مع الوزارة ،لاستعادة النادي الذي كان أهم رافد استثماري للجماعة، لكن الوزارة رفضت ، بحجة أن العرض الفائز تم بموجب إجراءات قانونية سليمة ، وانه يحقق للنادي الوقفي ارباحا بأضعاف المبلغ الذي ورد بعرض الجماعة.

في قضيةمسجد " العراء" أيضا، اكتشفت وزارة الأوقاف أن احد نواب الجماعة قام ببناء مسجد في منطقة بين عمان والزرقاء، تخلوا من السكان ، وبعد التدقيق تبين انه لم يحصل على التراخيص اللازمة، لا من البلدية ولا من الوزارة ، و أن تكاليف بنائه جاءت تبرعات من الخارج ، لم يتم الأفصاح عنها، وإلى جانب المسجد نصبت " آرمة" إعلان عن بيع قطع من الأراضي لغايات الإسكان (تم استخدام المسجد كمصيدة للترويج العقاري) ، موقف الوزارة لم يعجب النائب، مما دفعه لمهاجمة الوزارة أكثر من مرة .

تكرر ذلك أيضا في " فتنة" جمعية المحافظة على القرآن الكريم ، الوزارة وضعت يدها على أخطاء إدارية ، وحاولت تصويبها بموجب القانون ، والجمعية استجابت ، كان يمكن أن يتوافق الطرفان بلا ضجيج ، لكن ما جرى أن الجماعة دخلت على الخط ، فرفعت المصحف بوجه الوزارة ، واستخدمته ل" شيطنتها"، ثم حاولت أن تظهر الوزير وكأنه "عدوّ" للقرآن، و أن تغطي على جهود الوزارة في خدمة الكتاب العزيز ( 2200 مركز تحفيظ تابع للوزارة ، و مسابقات دولية ينفق عليها مئات الآلاف ، وجوائز للائمة الذين يحفظون القرآن.. الخ)، كل ذلك جرى بهدف كسب تعاطف الجمهور بدون وجه حق ، والانتقاص من دور المؤسسة الدينية ، والتهوين من شأنها ، ثم الاستئثار بالمجال الديني ، أو مقايضة الوزارة (تحت التهديد ) لاستعادة جزء من المكاسب غير المشروعة.

من المفارقات ان سلوك الجماعة يتوافق ،ربما بدون قصد ، مع مواقف تيار العلمانيين المتطرفين ضد المؤسسات الدينية ، لإضعافها أو تشويه صورتها ،من المفارقات ،أيضا ، أن الجماعة تصبّ " لايكات" اعجابها تجاه دول ومنظمات معروفة، بذريعة أنها تخدم القرآن والدين، والأقصى وفلسطين أيضا ، فيما لا تقدّر أي جهد تبذله الدولة الأردنية في هذا الاتجاه ، على العكس من ذلك، فإنها لا توفر أي فرصة للتهوين منه ، من المفارقات ،ثالثا ، أن تحظى وزارة الأوقاف حين كانت بعهدة أي وزير محسوب على الجماعة بالاشادة والاحتفاء، من قبلها ، فيما تتحول -بعد ذلك - ب"كبسة زر " إلى "شعير مأكول مذموم "، ويصبح كل وزير يتولاها مشكوكا في دينه وادائه وأمانته.

كلمة أخيرة ، المؤسسات الدينية في بلدنا هي " قلاعنا" الاخيرة الصامدة بوجه ما نشهده من تحولات سلبية ، تستهدف قيمنا الدينية والاجتماعية والفكرية ، و أمن بلدنا ومؤسستنا ، وأي محاولات لاضعافها، او تجريحها، يصب في مصلحة حرّاس التطرف ، سواء أكانوا من المجال الديني ، أو من خارجه ( وما اكثرهم ) ، كما أن هذه المؤسسات جزء من الدولة الأردنية ، ومن واجب الذين يريدون خدمة دينهم وبلدهم ، أن يدافعوا عنها، أو أن يكونوا منصفين عند انتقادهم لها ، بعيدا عن اية حسابات و مصالح شخصية ، أو سياسية.


* كاتب ومحلل سياسي متخصص بشؤون الاسلام السياسي