شريط الأخبار
السفير الفنزويلي: الأردن يقود دورا مهما لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط القبض على شخص ادّعى أنه معالج روحي وتسبب لفتاة من جنسية عربية بإصابات بالغة بمشاركة وزير الزراعة ... صالون أمانة عمان الثقافي ينظم جلسة حوارية حول الخطة الوطنية للاستدامة بعد غد الإثنين إصابة 3 اشخاص إثر مشاجرة بمنطقة الصويفة والامن يباشر التحقيقات مصرع 24 شخصا بسيول في ولاية تكساس الأميركية وزير الداخلية: قرابة 97 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن إلى بلادهم منذ بداية العام روسيا: إلغاء ضريبة تصدير القمح بشكل كامل شهداء وجرحى بمجازر بعدة مناطق بقطاع غزة وزارة التربية: 706 مخالفات بحق طلبة التوجيهي هل يغادر رئيس الجامعة الأردنية موقعه قريبا ؟ صادرات" صناعة عمان " تكسر حاجز الـــ 3 مليارات دينار بالنصف الأول للعام الحالي أسعار الذهب ترتفع 30 قرشا في الأردن اليوم السبت الوضع لم يتضح بعد..... الناشط أنس العزازمه يدخل القفص الذهبي برعاية وزير الثقافة.. نقابة الفنانين الأردنيين تحتفل بالأعياد الوطنية على المدرج الروماني ( شاهد بالصور ) 9 ملايين وثيقة أردنية يحميها مركز التوثيق الملكي منذ نشأته قبل 20 عامًا وزير الخارجية السعودي: الأولوية الآن هي التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة الشيباني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي : سوريا ستعمل مع واشنطن لرفع العقوبات منها "قانون قيصر" اندلاع حريق كبير بين مشروع دمر وقصر الشعب في دمشق مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين جنوب غزة

إليهن عبرها والله ...... احافير في الحب https://alqalahnews.net/article/

إليهن عبرها والله ...... احافير في الحب  https:alqalahnews.netarticle
كتب الدكتور سمير محمد ايوب إليهن عبرها والله ...... احافير في الحب كعادتنا منذ سنوات، كنا رفقاء في رحلةٍ سيَّارةٍ مع الله في آفاقِ الأرض ، حين أكملنا جولتنا الصباحية منها، في غابات عجلون، جلسنا على حافة طريق نستريح. وهي تُناولني كوب الشاي الساخن، وشطيرة من فطائر الزعتر الأخضر المَبسوس بزيت عجلون، قالَت والفرحُ يتدفق من عينيها: ها أنا قد أتممت لك حكايتي، فعن ماذا ستحدثني اليوم يا شيخي؟! قلتُ وأنا أغتسلُ بوميضِ عَينيها العسليّتين: سأحدثك عمن قبل أعوام باغتَتِ الموتَ، ونَسِيَتْ بعدَها أن تعود. تَوقَّفَتْ فجأةً عن المَسيرِ في دروب الحياة، وانْسحَبَتْ من أدوارها اليومية فيها. بلا تلويحٍ مَقصودٍ استدارت، وبعفوية وعلى عجلٍ مَضت في رحلة الإياب. من حينِها نَسيتُ أنا أن أكبُر. إستقرَّ الحُزن عليها في الروح، وعميقا وقُرَ في القلب، وكثيرا ما يتسرَّب عبر بوابات العينين غيوما ومطرا. مؤخرا، باتت تنسى الموت وتعود كثيرا من تحت التراب، تُطِلُّ كالملائكة بكامل أناقتها، بزيها البسيط، فستانٌ فلاّحيٌّ ناصع البياض، مطرز الصدر والحواف، وزمَّاتٍ مُلوَّنَةٍ تستر الذراعين وتقيهما لفحَ الشمس، وحزامُ حريرٍ دِمَشقيٍّ مُوشَّى بأطيافِ الحمرة، يحتضن خصرها برزانة ، وغطاء رأسٍ من اليانِس او الجُورجيت الأبيض، يُتوِّج هامتَها ويُظهرُ وقارَ شَيبِها، تماما كما يفعل الثلج بهامات جبل الشيخ ، وسروال من السُّرَّطْلي اللامع بألوان قوس قزح. إعتادت خيرية أن تعود كلما شاغَبَتنا الحياة، أو تَعثَّرنا بِحصاها، تَحضُنُنا كزُغبِ القَطا، فنحن نقطة ضعفها ومبعث قوتها ومنبع فرحها، تُجالِسنا حتى نستعيد فرحنا، وتشد أزرنا حتى نُرمم قوَّتنا ونَزْدَدْ. بات تكرار هذه الزيارات عكّازةَ حُبٍّ، نتوكأ عليها وكأنها تعويض ربّانيٌّ عن رحيلها الذي لم نعتد عليه بعد، ولَنْ. حبنا لها كان وما زال، ممزوجاً بالرهبة رغم طباعها الأليفة. كنا لا نرى لها دمعا، فقد كانت تحرص إنْ أنهكها وجعٌ مُبْكٍ، على أن تُبْقِيَ دمعها مما تسمعه الأذن وهو يتساقط بصمت في حلقها، لا مما تراه العين. فتعلمنا على أن لا نبك لأي سبب في حضرتها، مهما هزمتنا الحياة، فهي مفرطة الحساسية في التقاط كل ما يوجعنا او يحزننا، تماما كحساسيتها في التقاط كل ما كان يفرحنا. منذ أيام طال ليلي، تقلبتُ كثيرا في فراشي وتحسَّسْته ، وأنا أتابع ظلَّها في معارج نومٍ قلق، سمعت في ثناياه طَرْقَ يدِ، تُلحُّ كي أشرع بواباتي ونوافذي وعتباتي، قفزتُ من دفء الفراش ملهوفا، فرِحا نفضتُ عن جسدي غبار النوم، سمعتُ حفيفَ ظلِّها، شممتُ عبقَها، وسمعتُ وشوشَتَها، ولكني لم أجد لها ظلاًّ ولا أثرا. فعزمتُ أنْ أتوكأ عصا الشوق، ومع تسلل باقات من النور والنسائم، عرَجْت إليها. اعترتني سكينةٌ جميلةٌ وقدَماي تُسابق لهفتي بالوصول إليها، تقوداني رغم زهايمر تحاول عبثا طلائعه محو بعض تضاريس الأشياء وحدودها، فوق طريق طويل إلى ضواحي مقبرة الهاشمية، على حواف مدينة الزرقاء، وافيتها إلى ما سبق وأن فرَّتْ إليه ، مستقرها المؤقت هناك. ما ان سجلت حضوريَ بالسلام عليها وعلى كل من سبقونا إليه، إحتضنتُ شاهد القبر وتأمَّلتُ ما دُوِّنَ عليه من تفاصيل، ذكَّرَتني بأن أمي قد عاشت خمسا وثمانين عاما، ما بين ميلادها عام 1910 ورحيلها في 25/9/1995 ، فساحت دموعي وانا اسمعها تسألني عن حالي، فقد تذكرت سؤالها يوم رحيلها، هاهي تكرّره. وأنا أستعيد آخر لقاء بيننا في غرفة الغُسْلِ في مستشفى الحاووز الحكومي في مدينة الزرقاء. للحوار بقية ..... الاردن – 24/6/2023