شريط الأخبار
البرتغال تتوّج بدوري الأمم الأوروبية العليمات.. يكتب: الجلوس الملكي السادس والعشرين الملك يجري سلسلة لقاءات مع قادة دول ورؤساء في مدينة نيس الفرنسية رئيس جامعة الحسين بن طلال يهنئ جلالة الملك بمناسبة عيد الجلوس الملكي السادس والعشرين الملك يتلقى برقيات تهنئة بعيد الجلوس وذكرى الثورة العربية ويوم الجيش في عيد الجلوس الملكي..الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ركيزة بيئية وتنموية الزراعة في عهد الملك .. مسيرة نهوض ورؤية ملكية ترسّخ الأمن الغذائي استقبال أردني حافل للمنتخب العراقي في مطار الملكة علياء الملك يلتقي الرئيس العراقي في نيس ويؤكد اعتزازه بالعلاقات الأخوية نقابة الصحفيين ترحب بالصحفيين العراقيين المومني : نُرحّب ببعثة المنتخب العراقي الشقيق في بلدهم الثاني الأردن الرواشده : ‏دعم الفنان الأردني أولوية وزارة الثقافة قطاعات الثقافة في عهد الملك عبدالله الثاني شهدت تطورا ملحوظا الرعاية الصحية في عيد الجلوس الملكي..إرث ثمين وقفزات نوعية نحو الريادة الإقليمية الاقتصاد الوطني..خارطة طريق واضحة المعالم تحاكي التطورات العالمية في عيد الجلوس الملكي..نماذج نسائية تبرز دور المرأة الأردنية في تحقيق الأمن الغذائي والاجتماعي "الفنان عيسى السقار "يُشيد بجهود "وزير الثقافة" الداعمة للفنان الأردني رئيس وأعضاء رابطة عشيرة الفارس الشوابكة يهنئون جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة عيد الجلوس الملكي ويوم الجيش والثورة العربية الكبرى قريبا : الأمن العام تنقلات و احالات كبيرة و ترفيع ثلاث عمداء إلى رتبة لواء فعاليات جرش تؤكد على مكانة الوطن الرفيعة في ذكرى جلوس الملك على العرش

ميسون عبد الدين تكتب: العلم في الكبر

ميسون عبد الدين تكتب: العلم في الكبر
القلعة نيوز:

لم يكن طلب العلم يوماً حكراً على أحد ، ولم يكن السن يوماً عائقاً عن التعلم ، نعم إن العلم في الصغر كالنقش في الحجر ولكن هناك الكثير ممن تعلم في الكبر فثابر واجتهد ونجح وأبدع ، وهناك من شاب شعر رأسه وهو يسير الى مجالس العلم والثقافة ومعه المحبرة والورق ينهل من ينابيع العلم حتى يرتوي ، يستضيء من نوره ، ويرتفع بعلومه ، ويزداد قدراً ومنزلة ، عن المقنع عن أبيه عن الأصمعي قال: " عليك بالعلم ، فإنه أنسٌ في السفر، وزينٌ في الحضر، وزيادةٌ في المروءة ، وشرفٌ في النسب " .

إن السعي وراء المعرفة العلمية فيه طريق الى الجنة ، ومنافع دنيوية جما ، واكتشافٌ وفهم لمكنونات العالم من حولنا ، فلا يتعذر الإنسان بكبر سنه ليصل الى كل هذا ، ولا يستحي أن يطلب العلم والمعرفة لتقدم عمره ، قال صلى الله عليه وسلم : " لا يستحي كبير السن أن يثني ركبتيه في حلق العلم مع الشباب جنباً الى جنب " ، وجاء في صحيح البخاري أنه قال : " وتعلم أصحاب النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في كبر سنهم " .

وفي قصص وأخبار الأمم السابقة والقرون الماضية أحسن البيان وأجمعها للعبرة والعظة ، وما في تلك القصص من شحذٍ للهمم وحث على العمل ، يحكى أن موسى بن عقبة وهو من صغار التابعين ومن أعلام المؤلفين في السيرة النبوية والمغازي عمل بجمع ما هو صحيح وثقة من الاحاديث المنتخبة التي تحكي حياة رسول الله وغزواته وهو في العقد السابع من عمره ، دفعه الى ذلك غيرته على دين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حين وقعت حادثة في عصره رأى أنها قد تدخل الريب والشك في نفوس البعض فتصدى لذلك رغم تقدمه في العمر .

ويذكر أن العالم أبو الريحان البيروني الذي يعتبر من أعظم العقول التي عرفها التاريخ قال في حوار له مع أحد تلاميذه " أودع الدنيا وأنا عالم بها أليس خيراً من أن أخليها وأنا جاهل بها ؟ ! " فبرغم مما وصل اليه هذا العالم من مكانة وما أبدع به من مؤلفات في شتى العلوم إلا أنه ظل مواظباً على طلب العلم رغم كهولته ، وسعى الى تعلم اللغة الهندية المبهمة صعبة الادراك وهو في السبعين من عمره ليقوم بحركة من الترجمة والنقل من الهندية للعربية والعكس .

ويروى أن الامام الجليل العالم بالحديث والتفسير ابن الجوزي لمّا بلغ الثمانين من العمر بدأ بتعلم القراءات وكان زميله ابنه يوسف ، فقرأ الأب والأبن على الشيخ ابن الباقلاني القرآن الكريم برواياته العشر .

تلك نماذج من عصور خلت ، أما إذا أردت أن تتبع الأثر في وقتنا الحاضر فانظر الى المسنة المصريةآمال متولي صاحبة الثمانون عاماً التي استطاعت أن تحقق حلمها بإكمالها التعليم الجامعي بعد انقطاعها عنه فترة طويلة من الزمن لتحصل على درجة الماجستير بامتياز متحديةً ظروفها الصحية صامدةً في وجه المرض ، لتخرج من تلك المرحلة محنية الظهر مرفوعة الرأس عازمةً على إتمام ما عقدت النية على فعله . ثم أنظر الى كثير من النماذج المشرقة التي تثلج الصدور من كبار السن اللذين دأبوا وواظبوا على حفظ القرآن الكريم رغم أميتهم وضعف نظرهم ووهن أجسامهم إلا أنهم أناروا قلوبهم بآيات القرآن وكلماته .

كل ما تقدم ذكره يؤكد على أن عالي الهمة لا يرضى بما دون القمة ، ولا يعوقه شيء عن مقصده ، ولا يثنيه ضعف عن بلوغ المعالي ، فليس هناك عائق عن العلم سوى الموت ، وما دون ذلك هين .