القلعة نيوز- كتب النائب السابق فيصل الأعور
انحصر الاداء الحزبي عبر السنوات الماضية في اعلان المواقف عبر بيانات سياسية تعبر عن رأي الحزب في الاحداث السياسية او الازمات المحلية والاقليمية دون تبني نهج عملي وبرامج وطنية ومبادرات تنفيذية قابلة للتطبيق .
لعل السبب الاكبر في ضعف الاحزاب هو بعدها عن مواقع السلطة وعدم تمكنها من تحقيق برامجها الساكنة في انظمتها الداخلية بسبب غياب التشريعات التي تمكنها من تحقيق اهدافها .
لقد وصل الامر باكثرية الاحزاب الى حالة من الضعف العام تخلت فيه عن كافة ادوارها واصبحت مبانيها خالية من العمل السياسي تنشغل بهمومها ومشاكلها المتعددة التنظيمية والادارية والمالية.
ادركت القيادة الهاشمية المباركة وجود خلل في الاداء السياسي على المستوى الوطني، وكان اطلاق الاوراق النقاشية الملكية خارطة طريق تضمن سلامة العمل السياسي، حيث وجهت الورقة النقاشية الرابعة الى التمكين الديمقراطي وتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار وتدعيم الاحزاب لتحقيق نهج الحكومات البرلمانية وحكومة الظل المستندة الى احزاب برامجية.
تبعاً لذلك تم اطلاق منظومة الاصلاح السياسي بارادة ملكية سامية نجم عنها تشريعات تمنح الاحزاب حصرياً حق الترشح على القائمة الوطنية لنيل ٤١ مقعدا نيابيا اضافة لمقاعد محلية تستطيع الاحزاب المنافسة عليها .
النتيجة الحتمية لتلك التعديلات تشكيل كتلا حزبية داخل السلطة التشريعية تشتبك مع السلطة التنفيذية على برامج وطنية موحدة مما يمكن الاحزاب من تحقيق الرؤى والاهداف التي كانت مجرد حلم يصعب تنفيذه.
حزب الميثاق الوطني انشغل خلال الاشهر الماضية باعداد استراتيجية عامة للحزب وهي بمثابة خارطة للعمل القادم وتشكل في مستواها أداء عالي القيمة والمستوى يضمن للحزب أداءً سياسيا غير مسبوق وغير تقليدي وهو جديد بكافة تفاصيله لتحقيق منافع وطنية تنعكس بالخير على حياة الافراد ومعيشتهم وتساهم في معالجة الكثير من العثرات التي لازمت الحياة السياسية.
اعتمد حزب الميثاق الوطني على معايير الاخلاق في الاداء السياسي الذي يعزز مكانة المواطن ويبني اصول تكريمه القائم على ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص باعتبارها الهدف الاسمى للحزب ويستند الحزب الى الارث الوطني وثوابت الدولة الاردنية وتكريم الجيش والاجهزة الامنية وقد بادر الحزب الى تكريم مجموعة من اسر الشهداء في مبادرة تركت الاثر الكبير في نفوسهم وتكريم المرأة والشباب وبناء حالة خاصة في التعامل مع المناسبات الوطنية والعامة عبر الاشتباك مع مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات واندية ومراكز ثقافية ليكون الجميع شركاء في نهظة الوطن .
يدعو حزب الميثاق الوطني للمشاركة في العمل السياسي والانتساب الى عضوية الاحزاب والذهاب الى صناديق الاقتراع وتفعيل دور الشباب والمرأة باعتبارهما محرك الاداء ومعيار الارتقاء .
حزب الميثاق الوطني ومنذ بدء مسيرته لم ينهض على قاعدة الكبار والعامة، بل ساوى بين منتسبيه من خلال مشاركة الجميع في اعمال الحزب لخدمة الوطن ودعم مسيرته .
وضمن التميز في الاداء السياسي تبنى حزب الميثاق الوطني مبادرة هامة في التواصل مع الاحزاب السياسية وهي مبادرة تدعو الى التكاتف والعمل الفوري من اجل الوطن وشعبنا الوفي بروح الفريق الواحد ليكون الهدف الاول لعموم الاحزاب هو الوطن ومصلحة المواطن .
المرحلة القادمة هي مرحلة حاسمة تحتاج الى عمل صادق وارادة وطنية واعية وتحتاج الى تقديم الاخلاق في الاداء الوطني لربط الاداء السياسي بمعايير تحاكي نبض المواطنين وترتبط معهم وتعالج مشاكلهم وهي مرحلة يتوقف نجاحها على مقدار العزم والاصرار على الوفاء للوطن بعيداً عن المصالح الفردية والذاتية والشخصية.
حزب الميثاق الوطني هو انطلاق لعمل حزبي حقيقي يعيد الاعتبار للعمل العام ينطلق بجهد جماعي وارادة واعية يحظى بثقة هامة من خلال الاعداد الكبيرة التي تتقدم للانتساب اليه .
ونجاح الاحزاب بشكل عام يحتاج الى مشاركة شعبية واقلام وطنية تدعم المسيرة الحزبية وحتى يدرك ابناء الوطن اننا لسنا امام مسرحية سياسية، بل امام مرحلة اصلاحية حقيقية تقودها احزاب سياسية مؤثرة تستند الى الدستور واحكام القانون لتقود المئوية الثانية في مواجهة المصاعب الخطيرة التي لن ننجو منها الا ببرامج وطنية ومبادرات حقيقية وحتى نغادر دائرة المنافع الشخصية والاعمال الفردية والانطلاق اتجاه العمل الجماعي ليكون الوطن كما قال جلالة الملك بلداً يواكب التطوير والتحديث وواحة للعمل الجاد .
النائب السابق المحامي فيصل الاعور
حزب الميثاق الوطني